التغييرالتفكير الإيجابي

9 سلوكات وعادات ستغير نظرتك لنفسك وتجعلك تعيد التفكير في حياتك

أصبح معظمنا اليوم يركض ويسعى وراء أمور عديدة أصبحت في نظرنا مصدر سعادتنا إن حصلنا عليها سنمتلك كل شيء نرغب به، كلنا يقول في نفسه كل ما أحتاجه لأكون سعيدا هو المزيد من المال، أرغب في الحصول على المزيد من الدرجات والشهادات فذلك سيمنحني وظيفة جيدة تمكنني من العيش براحة وسعادة، سأعمل أكثر عوض أخذ عطلة أقضيها إلى جانب عائلتي، فالسيارة التي أود شرائها ستسعدهم أكثر…

نحن لا نحاول أبدا الوقوف للحظة مع أنفسنا نفكر في ما نملك وكيف يمكننا أن نكون سعداء به، ولانبذل أي جهد في ايجاد الطريقة التي يمكننا من خلالها الكف قليلا عن طلب المزيد كلما حصلنا على ما كنا نطلبه في زمن قريب.

إلى متى سنبقى نربط بين السعادة وكل ماهو مادي، إلى متى سنبقى نرى أن السيارة الفارهة ستجلب السعادة التي تنقصنا، وإلى متى سنأمل أن الهدية الباهضة الثمن ستعوض الساعات التي قضيناها بعيدا عمن نحب في أوقات كان علينا أن نكون إلى جانبهم ؟

الجميع يريد أن ينجح وبأي طريقة وفي أي شيء حتى وإن كان عكس ما يحب ويريد هو، كلنا نريد العمل ودراسة اختصاصات حلم بها أجدادنا وحثوا أبائنا عليها ومن ثمة نقلها أبائنا لنا وكان علينا أن نسلك طريقها من أجل شرف العائلة ولقب نفخر به في مجتمعاتنا المتخلفة…وفقط، دون أن نحاول اختيار ما نحب وما نميل إليه.

حاول أن تأخذ بعض الوقت مع نفسك لتفكر فيما تريد القيام به في حياتك، حاول أن تجد الوظيفة التي تريد أن تنهي حياتك بها، ابحث عن اختصاص تحبه يجعلك تقفز من سريرك صباحا عند سماعك للمنبه، بدل قضاء عمرك كله في وظيفة أو اختصاص تكرهه وليس لك الرغبة في المواصلة فيه.

هل حقا الساعات التي تنفقها في التعامل مع التيكنولوجيا من هاتف وشاشة التلفاز وكومبيوتر لديك أهم من علاقاتك الإجتماعية ؟ هل لكي تمنح شخصا معين انتباهك صار يجب عليه أن يدفع ؟

في هذه التدوينة سنتطرق لبعض السلوكات والعادات التي نهملها في حياتنا ولكنها ذات فائدة عظيمة، إن قمنا بها ستجعلنا نشعر بسعادة أكبر، وزيادة على ذلك فهي لاتكلفنا شيئا وكل واحد منا يمكنه القيام بها دون أن يخسر أو ينفق شيئا، ولكننا للأسف رغم ذلك لا نقوم بها.

قبل أن نبدأ أود أن تدرك شيئا مهما، وهو أن عملك لاينتهي أبدا والأهداف والأحلام التي يمكنك أن تسعى من أجلها إن لم تعرف كيف تسيطر عليها وتسيرها وتخصص لها وقتها فإنها ستجعلك تركض دون توقف وستدخلك في منافسة معها ستكون الخاسر فيها حتى قبل أن تبدأ.

أن تكون لديك أهدافا وأحلاما كبيرة وعظيمة لهو أمر لطالما دعونا إليه في المدونة وأكثر من مناسبة ولازلنا نقوم بذلك وسنواصل ذلك ولكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب التفريط في أشياء أخرى لا تقل أهمية.

إن علاقاتك الإجتماعية مهمة جدا عليك أن تعمل على الإعتناء والإهتمام بها كأي شيء آخر، فهي بجاحة لرعايتك واهتمامك لتنمو وتقوى وتستمر، حافظ على المهمة منها وابتعد وتخلص من السلبية.

والآن إن كنت تريد أن تجعل حياتك أكثر جمالا وأن تشعر بقيمة الوقت الذي يذهب من حياتك حتى لا تندم عليه في المستقبل..إن كنت ترغب في استرجاع شخصيتك الإجتماعية التي بدأت تضيع في عالم طغت وسيطرت عليه التيكنولوجيا ومواقع التواصل الإجتماعي، إن كنت ترغب في عيش حياتك بطريقة لاتندم عليها بعد خمسة أو عشرة سنوات من اليوم، فتابع القراءة.

سلوكات وعادات…ستكون بها حياتك أجمل 

اهتم بعلاقاتك الإجتماعية : لا يهم كم تملك من صديق عل الفيس بوك، ولا يهم كم لديك من متابع على تويتر، ولا يهمني أيضا كم تحضى منشوراتك من اعجابات ومشاركات على مختلف مواقع التواصل الإجتماعي، بقدر ما يهمني كم من شخص يقدرك ويحترمك ويحبك عندما تقابله على أرض الواقع، كم من شخص تحسن الكلام إليه عندما تقابله وتقضي وقتا ممتعا معه خارج علبة الدردشة الصغيرة تلك.

اقرأ أيضا : كيف تصبح شخصا ناجحا في علاقتك مع الآخرين ( الدليل الشامل لعلاقات اجتماعية ناجحة )

لا تهمني تلك الإبتسامات المزيفة والتي هي نفسها يرسمها الجميع على رسائلهم في آخر جملهم لكي يظهروا أنهم لطفاء وسعداء بحديثهم معك بقدر ما يهمني أن أرى تلك الإبتسامات على وجوه من تقابلهم في الصباح عند ذهابك للعمل لأنهم سعداء بالعمل معك. ( على الأقل يمكنك التمييز بينها )

قل لي ما الفائدة أن تبني علاقات افتراضية جيدة مع آلاف الأشخاص ممن تعرفهم أو لاتعرفهم بينما علاقاتك في الواقع الذي تعيش فيه مدمرة وليس لها أي معنى. ( هناك من لديه أكثر من مئة صديق افتراضي ولكن على الواقع …ولا واحد )

أليس غريبا أن تستثمر وقتك وجهدك في بناء علاقات افتراضية قد لا تفيدك في شيء، أليس من المفروض أن تستثمر ذلك الوقت والجهد في بناء علاقات حقيقية يمكنك أن تشاهدها وتشعر بها في تعاملاتك اليومية ؟

منذ اليوم حاول أن تجعل دخولك على المواقع الإجتماعية محدودا بوضع وقت معين، حاول أن تستفيد من هذه المواقع في أمور آخرى أكثر ايجابية من الدردشة ومشاهدت الصور والفديوهات السخيفة بمتابعة مواقع وصفحات تعليمية مفيدة وهادفة.

إفعل شيئا مفيدا : حاول أن تجد شيئا ايجابيا تقوم به يعود عليك بالنفع وعلى الآخرين أيضا، حاول أن تقوم بتطوير هواية قديمة لديك، ابحث عن عمل تحبه ودع نور ابداعك يسطع من خلال، اعمل على جانب من حوانب شخصيتك ترى أنها بحاجة لتطوير وتحسين.

لا تبقى هكذا دون عمل أو هواية وتدع عمرك يتسرب بين يديك دون أن تحاول فعل شيء ايجابي باستغلاله. فما يجعلك تشعر بالسعادة أو على الأقل يجنبك الشعور بالملل والتعاسة هو إنشغالك بشيء ايجابي، ترى فيه أنك تقدم شيئا مفيدا لنفسك وللآخرين من خلاله.

أخرج في نزهة : إن كنت من بين الأشخاص الذين يعتبرون وظيفتهم كل شيء في حياتهم فعليك أن تعيد التفكير.

أخذ عطلة قصيرة تأخذ فيها عائلتك في رحلة أو حتى في نزهة قصيرة من حين لآخر سيكون مفيدا لك ولهم، ولا تظن أن ذلك سيكلفك كثيرا أو أن الرحلات والنزهات تتطلب ثروة طائلة ليست في مقدروك، لا أبدا، المهم هو الوقت الذي تقضيه خارج المكتب مع أشخاص مهمين في حياتك ولو كان في مكان بسيط، ذلك سيترك تأثيرا قويا في نفسك وحياتك وحياة عائلتك.

حاول أن تقضي وقتا أكبر مع عائلتك وأصدقائك وكل الأشخاص المقربين إليك لأن هذا مهم جدا ولو لم تكن تشعر بهذا اليوم، ولكن بعد سنوات ستدرك كم كنت مقصر في ذلك وتتمنى لو أنك خصصت من وقتك أكثر لمن تحبهم لتقضيه إلى جانبهم.

كن ايجابيا : حاول أن تكون شخصا ناشرا للبهجة والسرور، يفرح الناس لرؤيته ويستبشرون خيرا به، حاول أن تنشر أفكارا ايجابية وأن تجعل تصرفاتك وطريقة تعاملك مع من حولك راقية.

كن خفيف الظل مبتسم غير متكلف أو سلبي تنشر سمومك أينما تذهب، تجنب الدخول في خلافات ليست ضرورية مع الآخرين، وتجنب نقل الأخبار السيئة دون سبب فقط لكي تفسد مزاج الآخرين.

ابحث عما تحبه : عليك أن تعمل ما تحب أو تحاول أن تحب ما تعمل لأن هذا أكثر من ضروري إن كنت ترغب في القضاء على ذلك الشعور بعدم الرضا في حياتك وتسعى للشعور بأن ما تقوم به له قيمة وأن كل ما تحققه من نجاحات وانجازات سبب سعادتك وفخرك بنفسك.

تخلص من الإهتمام الزائد بما يعتقده الأخرون : كن نفسك واعمل على تطويرها من أجلك أنت وليس من أجل الآخرين.

حاول أن تنقص من وزنك الزائد من أجل أن يكون مظهرك جميلا وتحافظ على صحتك، طور نفسك واحرص على اكتساب عادات جديدة ايجابية، وتخلص من عادات السابقة السلبية، حقق حلمك وأهدافك ولا تستلم أبدا قبل أن تصل إليها…إفعل كل هذا منن أجلك أنت وليس من أجل شخص آخر.

اختر أصدقائك : قدرتك على اختيار الأصدقاء مهمة جدا في حياتك، لهذا عليك أن تكون مدركا لنوع الأشخاص الذين تصحابهم وتسمح لهم بدخول حياتك ليكونوا جزءا منها.

أشكر أعدائك :  ستواجه في الحياة أصناف مختلفة من البشر، منهم الطيب ومنهم الخبيث، فلا تسمح للصنف الثاني أن يفسد عليك حياتك، تقبل ذلك وتابع طريقك ولا تلتفت إليهم أو تتعب نفسك في الحقد عليهم والدخول معهم في حرب نادرا ما تخرج منها بغنيمة تعوضك عن الخسائر التي تتكبدها في صراعك معهم.

إن كنت ذكيا في التعامل مع الأشخاص المزعجين والحاقدين عليك فسوف تشكرهم في ما بعد، لأن هؤلاء الأشخاص من حولنا هم من يساعدونا على المضي قدما، وهم من يكشف لنا نقاط ضعفنا ومدى نجاحنا وفشلنا، فالحسد والغيرة ورفضهم لرؤية نجاح الآخرين هو ما يجعلهم يهاجمونك، فكن سعيدا بذلك ولا تعطهم من وقتك وطاقتك ما لا يستحقونه.

استجب بطريقة ايجابية : لكثرة ضغوطات الحياة صرنا عاجزين عن السيطرة على مشاعرنا والتحكم في ردود افعالنا، فنستجيب في أغلب المواقف مهما كانت تافهة بنفس الطريقة، غضب وقلق وتفكير سلبي تماما.

اقرأ أيضا : الذكاء العاطفي : كيف تتعرف على مشاعرك وتسيطر عليها

حاول أن تحلل ما يحدث لك قبل أن تقوم بردة فعل، خذ وقتا قبل أن تقرر وتفعل، فأحيانا نرى ما حدث لنا سلبيا وشرا يجب التخلص منه فورا ولكن بعد أن نتخلص منه أو يزول القلق الذي كان مسيطرا علينا في تلك اللحظة ونفكر في الأمر عدة مرات، نرى أننا كنا مخطئين في تصرفنا ذاك، وأننا لم نكن بحاجة لكل ذلك الإنفعال والغضب الزائد.

حاول أن تجعل استجابتك ايجابية ومدروسة عندما تقابلك مشكلة ما، فلا تتسرع في اتخاذ القرارات، لأنه غالبا ما نتخذ قرارات خاطئة سواء في حالة غضب أو حتى في فرح شديد.

في الأخير 

هناك العديد من السلوكات والعادات البسيطة التي يمكنها جعل حياتنا أفضل لو أعطيناها الإهتمام التي تستحقه وكانت هذه التدوينة عن بعضها ولاتزال آخرى كثيرة يمكنك أن تعرفها من خلال الملاحظة البسيطة في حياتك، حاول أن تعرف أي جانب أنت مقصر، ما الأشياء التي ترى أن حياتك ستكون أفضل إن تخليت عنها أو أفضل إن اكتسبتها، ستجد الكثير أنا متأكد من ذلك، وسأكون سعيد بمعرفتها في التعليقات.

اقرأ أيضا : أقوى 77 نصيحة سوف تحتاجها من دون شك في حياتك

لا تنسى مشاركة التدوينة والإنضمام للقائمة البريدية لتصلك آخر التدوينة على بريدك ومتابعتي على صفحة الفيس بوك.

إلى تدوينة قادمة إن شاء الله :)

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. لكم كل الشكر على المجهود الراءع . انا اذا وجدت مقولة جميلة او عبارة احتفظ بها والجميع يفعل هذا لكن لم احب هدا الامر كثير بل عنما اكتب شيءا في الفيسبوك مثلا احاول ان ابدع فيما نقلت او ان اكتب شيءا من عندي لانني ارتاح اكثر واقول لماذا علي ان اكتب افكار الاخرين ولهذا اكتب ما في عقلي وينال اعجاب الاخرين لكن الاخرين يعتقدون ان ذلك لبس من عندي اي انني نقلته وخاصة ادا كان جميلا لا يعجبني الامر لانني ارى انهم يرون تلك المقولات صعب كتابتها او ان من كتبوهاا شخاص اذكياء اكثر من الناس و يطبقون عدم الفهم على الجميع انا حقيقة عندما ابدع في شيء احب ان يراه الناس وان يعرفو انني انامن قام بذلك لكن البعض الاخر يكتفي برأية اعماله لوحده فهل هذا النوع يكون اكثر ثقةبنفسه كونه لا يهمه الاخرين ام لا باس في ان يعرفو اذا كانت رغبتي في ذلك وهل عدم تصديق الاخرين بقدرات الناس العاديين يسقط من قيمتهم في نظر الاخرين؟؟وشكرا

    1. roeya إن كنت تجدين الكتابة والتعبير بأسلوب جميل ويلقى استحسان الآخرين، فهذا رائع فلعلكي تمتلكين موهبة إن تمكنت من تطويرها وصقلها فسيكون لك مستقبل زاهر فيها من يعلم، وأما في ما يخص عرضك لموهبتك على الآخرين فهذا أمر ايجابي بالعكس وليس فيه مشكلة أبدا وليس له أي علاقة بثقتك بنفسك من عدمها، فالأمر يعود إليك في عرضها من اخفائها.

  2. الافكار السلبية وكيف تغيرمن طريقة تفكيرك لتعيش حياة سعيدة كلها كلام نظري لا ولن يطبق بالواقع اذا واحدجاه هم على رزق اولادة فاللاهم سيكون حافزة ليقلق ويجدويجتهد لين يؤمن مستقبل الابناء ولن يزول الهم والقلق الا بدخولنا الجنة اما ان تسوقون هالافكار وستساهم في الحد من الحالة النفسية السيئة فهذا كلام في الهواء من اراد ان يرتاح نفسيآفعليه باثنتين اولها الصلاه فهي راحة النفس ثانيها العمل الجاد تحياتي وارجونشرتعليقي وان خالفت توجهاتكم من باب الامانة الاعلامية

    1. نحترم رأيك الأخ محمد ونتمنى لك التوفيق، ولكن اعلم جيدا أن الهم والقلق لم ولن يكون حافزا للجميع للعمل، فهناك من دمر القلق والهم حياتهم وحولها لجحيم حقيقي لن تتخيله وعوض أن يحفزهم على العمل والإجتهاد قادهم إلى أشياء آخرى زادت من شقائهم ودمر روحهم وأكلها من الداخل حتى أصبحوا شبه أموات أحياء، وبخصوص انتهاء القلق والهم بدخول الجنة فأنا أوافق الرأي فهذه الدنيا ماهي إلا مرحلة عبور نشقى ونتعب فيها لكي نرتاح في الآخرة ولكن هذا لا يعني أن نلقي بأنفسنا في الكآبة والقلق والهم والفقر والأفكار السلبية، فنحن عمار هذه الأرض وعلينا أن نزرع وننشر فيها الخير والتفائل ونححق فيها نجاحات وانجازات تضيف للبشرية شيئا ولو كان بسيطا، فتفكيرك ومع أسفي الشديد اراه غير سليم ومليئا بالسلبية
      أما بخصوص الراحة النفسية التي تعطيها الصلاة فهذا لا نقاش فيه وكلنا نعلم بأن الصلاة اصل الطمأنينة والسعادة في الدنيا إن حافظنا عليها ولم نقل العكس أبدا.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!