9 صفات ضرورية للقائد الفعال
القادة العظماء يوقظون في نفوس أتباعهم الإيمان بالماضي، والعمل للحاضر، والأمل في غد أفضل _هارولد سيمور
قيادة الشركة تبدأ بقيادتك لذاتك، ولا يمكن أن تكون عظيما في العمل إلا عندما تشعر بالعظمة الشخصية_روبن شارما
أن تكون قائدا حقيقيا وفعالا ليس بالأمر السهل. لأن القيادة منصب أو صفة إن صح التعبير لا تعطى لمن هب ودب. الحقيقة تقال: ليس أي شخص يمكنه أن يكون قائدا فعالا، هكذا في رمشة عين وبدون مقدمات. القيادة في الغالب تختار صاحبها بعناية كبيرة جدا.
أن تكون قائدا جيدا يعني بأنك تملك صفات القائد الفعال، كالثقة بالنفس والقدرة العالية على التحليل الجيد وايجاد الحلول لبعض المشاكل التي يمكن أن تقابلك، بالإضافة إلى الصبر والقدرة على النظر على المدى القريب والبعيد أيضا.
ولأن صفات القائد الناجح مكلفة وتحتاج في غالب الأحيان إلى العمل عليها من أجل اكتسابها وتعزيزها في شخصياتنا، فإننا لا نقابل كثيرا من الأشخاص في حياتنا الذين يمكننا أن نطلق عليهم لقب القائد.
ولكن ما يهمنا في هذا المقال هو أنت، وليس شخص آخر. وبالتالي اذا كنت ترغب حقا في أن تكون القائد الفعال في محيطك بغض النظر عما هو، سواء كان المؤسسة التي تعمل فيها، أو الجامعة التي درس فيها، نادي رياضي…فإنك مطالب في هذه الحالة بأن تستعد للعمل بجد أكبر من أي شخص آخر في فريقك.
اذن هل أنت مستعد؟ هل ترغب حقا في اكتساب كاريزما القائد الناجح؟ هل أنت متحمس لمعرفة صفات قائد الفريق الحقيقي الذي يرغب الجميع في اتباعه ومساعدته في تحقيق أهداف الفريق؟
حسنا لنبدأ.
صفات القائد الفعال الناجح
أنت على وشك معرفة أهم صفات القائد النجاح التي سوف تساعدك على أن تصبح أنت أيضا قائدا فعالا في محيطك، فلا تترد حول البدء في اكتسابها وتطويرها لديك اذا لم تكن تمتكلها الآن بالفعل.
الرؤية
القائد الحقيقي والناجح يملك رؤية واضحة عن الأهداف التي يرغب وفريقه في الوصول إليها وتحقيقها، لدرجة أنك في بعض الأحيان من شدة قوة الرؤية التي يملكها القائد حول مشروعه بكل تفاصيله وأهدافه وبدقة متناهية، فإنه يخيل إليك بأن هذا القائد يستطيع النظر إلى المستقبل.
القائد الفعال لديه دائما فكرة واضحة ومثيرة للإهتمام عن المكان الذي يرغب في الوصول إليه، فهو يدرك جيدا هدفه ما هو وما الذي يسعى وراء تحقيقه، وهذا يعود بكل تأكيد لقدرته الفائقة على التخطيط ووضع استراتيجية مبنية على أسس صحيحة ومعطيات مدروسة.
الشجاعة
إحدى أهم صفات القادة العظماء هي صفة الشجاعة. لأنك كقائد شجاع يعني بأنك دائما على استعداد لتحمل بعضا من المخاطرة المدروسة المتعلقة بتحقيق أهدافك وأهداف الفريق الذي معك، وذلك في ظل عدم وجود أي ضمان للنجاح المؤكد، وأنت تعلم ذلك جيدا، فليس هناك ضمان أو نسبة مئة بالمئة سواء في الأمور الحياتية أو في العمل وانجاز المشاريع.
فكل التزام، هدف أو مشروع تعزم على الإنخراط فيه، يعني قبولك بوجود نسبة من المخاطرة وامكانية الفشل في تحقيق الهدف المنشود.
النزاهة
من بين صفات القائد الفعال النزاهة. اذا لم تكن نزيهًا، اذن أعتقد بأنه من الصعب عليك أن تصل إلى ذلك المستوى الرفيع الذي تطمح إليه في القيادة.
فالقيمة الأولى التي يتفق عليها جميع الأشخاص الذين يتمتعون بنفوذ كبير ومناصب مهمة في القيادة هي النزاهة. والنزاهة لا تأتي إلا بالصدق.
سواء كان ذلك بمنح كامل الحقوق للآخرين ونسب الإنجازات إلى أصحابها، أو الإعتراف بالأخطاء، أو وضع السلامة والجودة في المقام الأولى في العمل…القادة العظام يضعون النزاهة والصدق في المقام الأول دائما وفي جميع الأوقات، حتى وإن لم يكن ذلك أفضل شيء لهدفهم الحالي، أو يقلل من حصولهم على النتائج المرجوة.
الصدق هو الجودة الأساسية للثقة الضرورية لنجاح أي عمل. لأنه عندما يرى الناس دليلاً على افتقار قادتهم للنزاهة والصدق، فإنه من المستحيل تقريبا أن نجعلهم ينسون ذلك واعادة اكتساب ثقتهم من جديد.
التواضع
التواضع هو الآخر صفة مهمة من صفات القائد الناجح،وذلك بناءً عل شهادة العديد من القادة الذين نجحوا في اكتساب المهارات اللازمة للقيادة الفعالة وعرفوا ما هي الصفات الحقيقية التي تجلب النتائج الإيجابية عندما يتعلق الأمر بهذا الجانب.
فكلما زادت قدرتك على احتواء الأنا التي بداخلك وضبطها، كلما كنت أكثر واقعية في النظر والتعامل مع المشاكل التي قد تواجهك.
ستتعلم كيف تصغي إلى الآخرين، وكيف تعترف وتقر بأنك شخص لا يعرف كل الإجابات عن كل الأسئلة. وسوف تتبنى وضعية نفسية تمكنك من التعلم من أي شخص وفي أي وقت. فالفخر الذي قد نشعر به في بعض الأحيان ويمنعنا من الإعتراف بجهلنا أو بأننا مخطئين ربما، في هذه الحالة لن يمثل مشكلة ولن يقف في طريقك لجمع المعلومات التي تحتاجها من أجل الحصول على أفضل النتائج.
أن تكون قائدا متواضعا يعني بأنك لن تجد صعوبة في نسب الأعمال لأصحابها، أو الإعتراف بأخطائك.
القادة الحقيقيين هم أولئك الأشخاص الأقوياء والحازمون، ولكنهم رغم ذلك متواضعون. لأنهم يعرفون جيدا بأن التواضع لا يعني أبدا أنهم ضعفاء أو غير واثقين من أنفسهم، بل العكس، التواضع لا يأتي إلا من شخص لديه ثقة بالنفس ووعي ذاتي كبير يسمحان له بتقدير قيمة الآخرين واعطائهم حقهم من الإحترام من غير أن يشعر بالتهديد أو بأن ذلك سينقص من قيمته.
قد يكون التواضع من بين أصعب صفات القائد التي سيكون عليك العمل عليها وتعزيزها في شخصيتك وسلوكك، كما أنها احدى الصفات النادرة للقادة الجيدين، وذلك لأنها تتطلب ضبط النفس واحتواء الغرور – الأنا – الذي قد يصيب أي قائد.
التواضع يعني أيضا أنك على استعداد للاعتراف بأنك قد تكون مخطئًا، وأنك تدرك بأنك لا تملك جميع الإجابات. ويعني ذلك أنك تمنح الفضل لصاحبه عندما يكون ذلك مستحقًا – وهذا الذي يكافح الكثير من الناس من أجله.
التخطيط الجيد والاستراتيجي
القادة العظماء متميزون في التخطيط الاستراتيجي. إنها نقطة أخرى من نقاط قوة القيادة الأكثر أهمية الخاصة بهم. فهم لديهم القدرة على النظر إلى ما هو قادم، وذلك بهدف محاولة توقع بأقصى درجة ممكنة من الدقة إلى أين تسير الأمور وإلى أيk تتجه المؤشرات المتعلقة بهدفهم بشكل عام.
يمتلك القائد الفعال القدرة على توقع الإتجاهات المتعلقة بهدفه، وذلك قبل منافسيه بوقت كافٍ ليستفيد من ذلك بأكبر قدر ممكن. فالقائد تجده دائما على استعداد للبحث وطرح الأسئلة المناسبة: إلى أين يتجه السوق؟ ما هي الإحتمالات التي قد تعرقل تدقمنا في الثلاث أشهر القادمة؟ ما هي وضعية المنافسين الحالية في السوق؟
جميع القادة يفعلون ذلك بطرح الأسئلة المناسبة من خلال التخطيط الإستراتيجي المدروس بعناية وبناءً على معطيات حقيقية وموثوقة.
ففي عالم يتغير بسرعة كبيرة، والتنافس بين الشركات والمؤسسات وصل إلى ذورته، فقط القائد الذي يملك القدرة على توقع الإتجاهات المستقبلية للسوق يمكنه أن يحافظ على الشركة أو المؤسسة التي ينتمي إليها في السباق نحو البقاء. القائد الذي يملك البصيرة والرؤية بعيدة المدى هو الوحيد القادر على الإستفادة من ميزة الحركة الأولى.
التركيز
الأشخاص الناجحون يحاولون دائما التركيز على الأمور المهمة في حياتهم والحفاظ على أفكارهم إيجابية بغض النظر عما يدور حولهم. واذا كان لابد من العودة إلى محطات فشلهم السابقة فذلك من أجل تعلم الدروس وفقط، لأن العيش في الماضي ليس من عادة الأشخاص الناجحين والقادة.
يركز القادة دائما على احتياجات الشركة التي يعملون فيها أو على الوضع الذي يتواجدون فيه بصفة عامة. وذلك بالإهتمام والتركيز على تحقيق الأهداف المسطرة المطلوب منهم ومن فريق عملهم الموجود تحت قيادتهم الوصول إليها.
كما نجد بأن القائد الناجح يعلم كيف يركز على نقاط القوة في نفسه أولا وفي الآخرين ثانيا، بدون أن يهمل نقاط الضعف هي الآخري التي يجب معرفتها وتحديدها سواء من أجل العمل على تطويرها أو لأجل الحد من نتائجها السلبية.
ويركز القائد الفعال ليس فقط على نقاط القوة المتواجدة فيه أو في أعضاء فريقه، ولكنه يركز أيضا على نقاط القوة في كامل الشركة أو المنظمة.
من بين مهام القائد أيضا وكنتيجة لقدرته على اتخاذ القرارات، فإن من واجبه أن يتأكد ويحرص على أن يكون الجميع مركزا على استغلال الوقت بشكل صحيح، وذلك أم ضروري نحو تحقيق أداء رائع للشركة.
التعاون
اذا كنت قادرا على جعل الآخرين يعملون مع بعضهم البعض كفريق واحد، فأنت قد قطعت شوطا كبيرا لتحقيق النجاح الذي تطمح إليه. لأن القيادة في الحقيقة ما هي إلا القدرة على جمع مجموعة من الأشخاص يعملون من أجلك، ولكن ليس لأنهم مجبرون أو ليس لديهم خيار آخر، بل لأنهم يريدون ذلك فعلا.
وقدرتك على اختيار هؤلاء الأشخاص ومن ثم العمل معهم بشكل جيد يوميا، سيكون أمرا ضروريا وأثره سيكون عظيما في الحفاظ على سلاسة عمل المؤسسة أو الشركة.
القائد الفعال يعمل دائما على كسب تعاون الآخرين والتزامهم معه من أجل تحقيق الهدف المشترك، وذلك من خلال التزامه مع كل فرد من أفراد فريقه على ذلك، لأنه يدرك جيدا بأن كل فرد يمثل مفتاحا أساسيا في الوصول إلى النتائج المرجوة.
قدرات عالية في التواصل الجيد
ميزة أخرى مهمة يسعى أفضل القادة لتحقيقها هي القدرة على التحدث بفعالية وبصفة مقنعة. فالقائد الفعال يعد شخصا يتمتع بقدرات عالية في التواصل مع الآخرين وتكوين روابط اجتماعية ومهنية قوية جدا، وذلك يلعب دورا مهما جدا خاصة داخل الفريق الذي يقوده.
فالقدرة على التعبير بوضوح عن الأهداف والمهام المهمة بالنسبة للفريق أمر في غاية الأهمية بالنسبة للقائد. ولهذا يجب أن تكون قدرة القائد على التواصل مع أعضاء فريقه جيدة بشكل كافٍ، بحيث يمكنه من اصال أفكاره واستعاب أفكار الأعضاء بسهولة وبشكل جيد.
كما تكمن مهمة القائد في توجيه أعضاء فريقه واعطائهم التعليمات، وهذا أمر يتطلب وسائل وطرق اتصال فعالة، لهذا يجب على القائد أن يحّسن من مهارات التواصل مع الآخرين الخاص به لكي يسهُل عليه التواصل مع أعضائه ويسهُل عليهم فهم المطلوب منهم بسهولة وبالتالي تنفيذه بشكل صحيح.
الكاريزما
صفة أخرى من صفات القائد الناجح وهي الكاريزما. فقوة شخصية القائد وقدرته على فرض (ليس القوة ما أقصد) احترام الآخرين له والتأثير فيهم بشكل يساعدi في توجيههم بالشكل الصحيح نحو العمل بالطريقة اللازمة لتحقيق الأهداف يعد أمرا في غاية الأهمية.
ولهذا يجب أن تعمل على اكتساب الكاريزما وتطوير قوة شخصيتك التي تجعل الآخرين يثقون فيك وفي قدرتك على قيادتهم نحو تحقيق انجازات مهمة. وهذا لا يكون إلا بإظهار الإحترام والتقدير للآخرين واعطاء صورة جيدة عن نفسك أولا، وعاملهم بالطريقة التي تحب أن تعامل نفسك بها.
في الأخير
كل واحدة من هذه الصفات ضرورية للغاية للقيادة العظيمة. بدونها لن تستطيع أن ترتقي إلى مستوى القائد الفعال ولن تتمكن أبدا من استغلال إمكانياتك الكاملة في قيادة الآخرين. ونتيجة لذلك، فإن الموظَفين عندك لن يأدوا أي شيء على المستوى المطلوب.
إلى تدوينة أخرى ان شاء الله :)
صديقك، محمد.
موضوع جميل يستحق صاحبة التقدير على جهودة المبذولة
شكرا لك عبدى حسن
مشكور على الموضوع المميز