التغييرتطوير الذات

5 قواعد أساسية في تطوير الذات

هل تبحث عن كيفية تطوير الذات؟ هل ترغب في أن تصبح شخصا أفضل يتمتع بمهارات وصفات شخصية ايجابية؟ هل تطمح لتحقيق أهداف مهمة في حياتك وتعيش حلمك الذي تريده بقوة؟ طبعا تريد ذلك، جميعنا يرغب في أن يكون شخصا أفضل ويحقق جميع أهدافه (أو بعضها على الأقل).

ولكن هل فكرت ولو لمرة واحدة في الطريقة التي سوف تتبعها من أجل ذلك؟ ماذا تعرف عن تنمية الذات؟ ماهي الأساليب التي سوف تستخدمها في سبيل الوصول إلى هدفك وهو أن تصبح شخصا يتمتع بالعديد من الصفات الإيجابية والقليل فقط من الصفات السلبية.

في البداية دعنا نتفق على نقطة مهمة وهي أهمية تطوير الذات، أو الدافع الذي يجعلنا نبحث عن أساليب تساعد في تطوير الذات لأول مرة وقبل كل شيء.

الدافع في الغالب يكون هو شعورنا بأن هناك شيء يجب أن يتغير في شخصيتنا أو حياتنا، شيء لطالما عرفنا بأنه يحتاج منا العمل عليه وتحسينه. انه شعور بأن أمرا ما لا يسير على ما يرام، قد يكون ذلك الشيء هو عادة سلبية نرغب في التخلص منها، أو تعلم مهارة جديدة أو اكتساب ثقة بالنفس.

كما يمكن أن يكون تقوية مهارات في التواصل مع الآخرين أو التخلص من الخجل، أو هدف نريد الوصول إليه كالحصول على أعلى درجة في الإمتحان المدرسي القادم، أو الحصول على ترقية في العمل.

مهما كان الهدف الذي جعلك تبحث عن كيفية تطوير الذات فإنك من أجل تطوير نفسك وتنمية مهاراتك مطالب بمعرفة بعض النقاط المهمة التي تعد من الأساسيات للتحقيق النجاح.

 خمس قواعد أساسية في تطوير الذات

من خلال الخمس نقاط التي سوف نتطرق إليها الآن سوف تتعرف على قواعد أساسية في تطوير الذات عليك أن تأخذها بعين الإعتبار في كل مرة تحاول فيها العمل على تطوير نفسك ومهاراتك الشخصية.

القاعدة الأولى: حدد ما تريد تطويره

تنمية الذات وتطوير المهارات موضوع كبير ومتشعب، وقولك بأنك تريد أن تصبح شخصا أفضل من خلال مجال تطوير الذات يعد هدفا كبيرا جدا وواسعا وغير محدد بدقة.

ولهذا يجب عليك أولا أن تقوم بتحديد الهدف الذي ترغب في العمل على تحقيقه.

هل ترغب في التخلص من الخجل؟ أم تريد أن تصبح صاحب كاريزما وشخصية قوية؟ أو ربما تود تعلم لغة جديدة؟ مهما كان الذي ترغب في تحقيقه فإنه يجب أن يكون واضحا ومحدد بدقة.

فمن غير الممكن أن تبحث عن أساليب تساعد في تطوير الذات وأنت لا تعرف حتى ما الذي تود تطويره في شخصيتك أو تعلمه واتقانه من مهارات.

هناك العديد من الأمور السلبية في شخصيتك وحياتك التي يمكنك أن تبدأ العمل على التخلص منها، وفي المقابل سوف تحاول أن تعوضها بمهارات وسلوكات ايجابية، كل ما عليك فعله هو الجلوس مع نفسك والتفكير في ما يمكنك اصلاحه أو تحسينه في شخصيتك وسولكك.

هل تعاني من مشكلة التسويف المستمر للأعمال التي تنتظر منك انجازها؟ هل تجد صعوبة في فتح مواضيع مع الآخرين؟ هل ترغب في أن تتعلم كيفية تنظيم الوقت بشكل صحيح؟

حاول أن تجد الشيء الذي ترغب في العمل على تطويره وضعه جيدا نصب عينيك، لأن معرفة المشكلة وأسبابها أولا يعد أمرا ضروريا جدا قبل البدء في عملية تنمية الذات.

قلها بكل ثقة وصراحة مع نفسك: أنا شخص يعاني من مشكلة التسويف ويجب أن أتخلص من هذه العادة السلبية بداية من اليوم. قلها بصوت عال وواثق: لا مزيد من التسويف منذ اليوم.

الإعتراف بالمشكلة هو نقطة البداية للتخلص منها.

القاعدة الثانية: ابدأ العمل في أقرب وقت ممكن

الآن وبعد أن تكون قد قمت بالخطوة الأولى وهي الإعتراف بوجود مشكلة تتطلب منك ايجاد حل لها، تأتي طريقة من طرق تطوير الذات التي لا يمكن الإستغناء عنها أبدا، لأنها طرف مهم جدا من معادلة تنمية الذات.

هذه الطريقة هي أن تبدأ في العمل على المشكلة التي تعاني منها سواء كانت عادة سلبية فتتخلص منها أو عادة ايجابية أو مهارة تحتاج منك العمل على تطويرها وتنميتها لديك.

فكما تعلم الإعتراف بوجود مشكلة يجب التعامل معها ومحاولة حلها ليس كافيا للتخلص منها بشكل فعلي وحقيقي، فالرغبة وحدها لا تكفي كما تعلم، وانما وحده العمل وبذل الجهد والاستمرارية على ذلك من يفعل.

فهناك الكثير من الأشخاص الذين يدركون ويعترفون بأنهم أشخاص يعانون من مشكلة التسويف أو عدم القدرة على التركيز في ظل المشتتات العديدة حولنا، أو بأنهم عاجزون عن التحدث أمام الجمهور مثلا عندما يطلب منه ذلك…وغيرها من الأمور والمهارات التي هم بحاجة إلى العمل على تغييرها ولكنهم لا يفعلون أي شيء.

في المقابل قد تجدهم يحسنون التذمر والإستمرار في لعب دور الضحية ومحاولة اقناع أنفسهم وغيرهم بأن الأمور تفوق قدراتهم وبأنه لا خيار لديهم سوى البقاء على نفس الحال.

بينما الحقيقة قد تكون غير ذلك في الكثير من الأحيان، لأن تطوير الذات يعتمد بالأساس عليك أنت وليس على شخص أو أشخاص آخرين. كل ما تحتاجه هو أن تتعلم كيف تتحمل مسؤوليتك وتبدأ في العمل على تغيير وضعك نحو الأفضل.

القاعدة الثالثة: الصبر والمثابرة

رؤية النتائج قد تحتاج منك إلى الصبر والمثابرة، لأن النتائج تحتاج إلى وقت حتى تبدأ في الظهور، كما يقال روما لم تبنى في يوم واحد.

وبالتالي إذا كنت تنوي التخلص من التسويف أو الخوف من التحدث أمام الجمهور وتعتقد بأنك سوف تنجح في ذلك في غضون سبعة أيام أو أقل فأنت مطالب باعادة النظر في تفكيرك وحساباتك.

يجب عليك أن تدرك بأن عملية التغيير تحتاج إلى وقت، بالإضافة إلى العمل والمثابرة طبعا. فإذا أردت أن تكتسب عادة إيجابية جديدة أو أن تتخلص من واحدة سلبية مثلا، فأنت تحتاج على الأقل أن تعمل بجد ومثابرة لمدة لا تقل عن ثلاثين يوما.

بانتهاء الثلاثين يوما سوف تبدأ النتائج بالظهور شيئا فشيئا من خلال تعودك نسبيا على عادتك الجديدة الإيجابية طبعا، وكل ما عليك فعله بعد ذلك هو مواصلة العمل لفترة أطول حتى تصبح جزءا من روتينك اليومي.

ونفس شيء ينطبق على العادة السلبية أيضا، ولكن الفرق الوحيد أنك في هذه الحالة سوف تشعر بأنك أصبحت تستطيع الإستغناء عن تلك العادة السلبية ولم تعد حاجتك إليها كبيرة وقوية كما كانت.

غياب الصبر وتعجل النتائج هو أحد الأخطاء الشائعة جدا عندما يتعلق الأمر بـ تطوير الذات، وبتالي أثناء بحثك عن أساليب تساعد في تطوير الذات لا تنسى أبدا دور الوقت في المعادلة النهائية.

القاعدة الرابعة: الرغبة الحقيقية في التغيير

أن تكون لديك رغبة قوية في أن تصبح شخصا أفضل يعد أمرا في غاية الأهمية. سواءً كنت ترغب في أن تصبح طالبا متفوقا أو أن تتسلق السلم الوظيفي بجدارة واستحقاق أو كنت ترغب في تطوير نفسك وشخصيتك، فإنه عليك أن تمتلك رغبة قوية في النجاح.

كما أنك بحاجة إلى أن تبقي نفسك محفزا بشكل مستمر، لأن أساليب تطوير الذات المختلفة وحدها لا تكفي لتحقيق النجاح، بل إلى جانب معرفتك بتلك الأساليب واستعدادك للعمل بها، يجب أن يكون لديك رغبة وحافز قويّين في أن تتحسن وتصبح شخصا أفضل.

فلا يكفي أن تقول بأنك ترغب في أن تصبح متحدث جيدا أو في أن تتعلم البرمجة وفقط. بل يجب أن تكون رغبتك قوية وتعني حقا ما تقول. يجب أن تشعر بداخلك بالحماس وبأنك محفز لتحقيق هدفك الذي وضعته.

اقرأ أيضا: تحرر: تخلص من هذه الأفكار والإعتقادات الخاطئة التي تمنعك من النجاح

القاعدة الخامسة: السعي نحو الأفضل دائما

حاول أن تجعل من تنمية الذات عادة لديك تمارسها يوميا ولو بشكل بسيط، تدفعك إليها رغبتك في أن تصبح شخصا أفضل. اعمل على اضافة شيء ايجابي على حياتك وشخصيتك كل يوم ولو كان بسيطا، كأن تقرأ بضع صفحات من كتاب مفيد بشكل يومي، أو أن تتعلم 10 مفردات بشكل يومي من لغة ترغب في تعلمها مثلا.

ٍِاِعلم بأنه يوجد دائما شيئ يمكنك العمل على تطويره لديك، هناك دائما مهارة جديدة يمكنك العمل على اكتسابها، ليس هناك حد لذلك سوى رغبتك والحافز الذي لديك.

تطوير الذات ليس مهمة مستحيلة، بل هو مهمة ممكنة جدا لأولئك الأشخاص القادرين على التحكم في أنفسهم وتحديد أهدافهم والسعي ورائها، فلا تستسلم اذا فشلت أو تعثرت واعلم بأن ذلك من الأمور الطبيعية جدا عندما ترغب في تحقيق أمور مهمة في حياتك.

في الأخير لا تنسى مشاركة الموضوع والإنضمام إلى القائمة البريدية لتكون أول عند نشر موضوع جديد، كما لا تنسى متابعتنا على الفيس بوك.

نلتقي قريبا ان شاء الله في تدوينة جديدة :).

مقالات ذات صلة

‫14 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , تحياتي الحارة لك يا اخ محمد على هذه المعلومات الجميلة ولكن الاجمل منها هو صيغة وفن الكتابة التي تتمتع به لأنه بالفعل قرأة مواضيعك تجعل القارئ بحالة تشوق للكلمات مما يجعل المعلومة ترسخ بالأذهان
    بكل ايجابية
    أحببت ان اشكرك واتمنالك التقدم في هذا المجال

    اخوك بالله خالد

    1. و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

      العفو أخي خالد يسعدني جدا أن تستمتع بقراءة التدوينات و تستفيد من المعلومات، فهذا ما نهدف إليه و سبب عملنا على تقديم الأفضل دائما يعود للرسائل و التعليقات المحفزة من طرف قرائنا الأوفياء مثلك :)

      شكرا لتعليقك و مرحبا بك في المدونة :)

  2. الموضوع افادى وشكر على الكلام والله انا بقيت كثيرة الهدوء لدرجة ان اهلى فكرونى ميته

  3. هذا كلام رائع جدا يا أخ محمد و انا هابدا العمل عليه و تطبيقه حتى ارى النتيجة و ان شاء الله ستكون النتائج رائعة بإذن الله

  4. أشكرك الأخ محمد . الصراحه كنت أبحث عن موضوع تطوير الذات من خلال قوقل ووجدت بحثك الغني بالمعالومة رغم صغر البحث الصراحه أبدعت فلك مني كل التحيه والاحترام وموفق بإذن الله تعالى .

    1. مرحبا سيد فاصل العلوي
      الشكر لك على التعليق وأتمنى أن تكون استفدت من الموضوع وأيضا من جميع المواضيع الموجودة في الموقع.
      أتمنى لك التوفيق بإذن الله تعالى
      كل الإحترام والتحية لك أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!