التغييرالتفكير الإيجابيزيادة الفعالية

كيف يمكن لكلمة واحدة أن تساعدك على تحقيق أهدافك بسرعة أكبر

يرتبط تطوير الذات دائما بقدرة الشخص على طرح الأسئلة الجيدة التي تساعده أثناء مسيرته نحو تنمية ذاته وتحسين حياته والوصول لمستوى جيد من الرضى بالذات وانجازاتها.

فالعامل المشترك بين الأشخاص الناجحين والذين بلغوا مستوى عال من التحكم في الذات والقدرات وحققوا أهدافا عديدة على عدة مستويات منها الشخصية والمهنية هو قدرتهم الجيدة على طرح أسئلة مناسبة تساعدهم على تطوير أنفسهم وقدراتهم بشكل مستمر وأتوماتكي.

فالطريقة التي تطرح بها السؤال على نفسك والأسلوب الذي تتحدث به إليها يلعب دورا هاما جدا في بناء القاعدة التي عليها ستنطلق في تطوير نفسك أو تحسين أي شيء آخر في حياتك للأفضل.

لهذا فإنه مهم جدا أن تهتم بتعلم الطريقة الصحيحة والمناسبة لطرح الأسئلة قبل الشروع في أي مشروع لتطوير ذاتك وقدراتك، لأن طرحك للسؤال بطريقة جيدة يمكنك من رفع نسبة تحقيقك لهدفك ويزيد من فرصتك في رؤية التغيير الذي تنشده يصبح واقعا.

كم من الأشخاص يرغبون في تطوير مهاراتهم وتحسين قدراتهم وتنمية شخصيتهم لكنهم لا يتمكنون أبدا من ذلك بسبب أنهم لا يعرفون الإجابات للأسئلة التي يطرحونها.

لهذا إن كنت ترغب في احراز تقدم في حياتك عليك أن تتوقف عن طرح اسئلة من النوع : لماذا لست ناجحا ؟ لماذا ثقتي بنفسي ضعيفة ؟ لماذا أنا عاجز عن تحقيق أي هدف اسطره ؟

الأسئلة السابقة لن تقودك لإحراز أي تقدم لأنها تجعلك تقارن نفسك من غير أن تحاول العمل على التخلص من المشكلة التي تعاني منها فقولك لماذا ثقتي بنفس ضعيفة يدل على أنك تقارن نفسك بأشخاص آخرين أكثر ثقة بأنفسهم مع جهلك بالسبب أو الطريقة التي تجعلك تغير وضعك للأفضل.

كما أن الأسئلة من هذا النوع قد تجعلك تصل لإستنتاجات خاطئة وسلبية تزيد وضعك سوءا، كأن تعتقد بأن لا يد لك في الأمر وأن كل شخص ولد هكذا وأنت ولدت من دون ثقة بالنفس وانتهى أمرك. أو لأنك غبي بكل باسطة والأخرون اذكياء لم تنجح.

في المقابل عليك أن تطرح الأسئلة التي تساعدك على التقدم مثل : كيف يمكنني أن أحقق هدفي ؟ كيف يمكنني تقوية ثقتي بنفسي ؟ ما الذي يجب علي فعله لأكتسب لياقة بدنية جيدة ؟

اقرأ أيضا : كيف تنجح في الخروج من الوهم المسمى بـ”منطقة الراحة”

هذا النوع من الأسئلة بمجرد أن تنطق به حتى تجد العديد من الأجوبة المحتملة قد بدأت تتبادر إلى ذهنك. أليس كذلك ؟

النوع الثاني من الأسئلة ينشط ذهنك ليمدك بالأجوبة المناسبة التي تساعدك على الوصول لإجابة مناسبة تسمح لك بالوصول. كما أنه يدفعك للبحث والعمل من أجل الحصول على الإجابة التي تبحث عنها.

تعلم كيف تختار أسئلتك بعناية كبيرة في كل مرة تحاول فيها معرفة شيء ما أو تحقيق هدف معين. يمكنك أن تقول مثلا كيف يمكنني أن أصبح شخصا أفضل عوض أن تقول لماذا أنا شخص سيء…كيف يمكنني أن أتعلم لغة جديدة في الستة اشهر القادمة بدل أن تقول لماذا لا أستطيع تعلم لغة جديدة…هل اتضحت الفكرة ؟

حاول دائما أن تطرح أسئلة تفتح لك المجال للتفكير في ايجاد طرق تساعدك على تحقيق هدفك والتي لا تشعرك بالضعف وأنه ليس بيدك فعل أي شيء لتغيير وضعك.

اقرأ أيضا : توقف عن لعب دور المسكين والضحية

إن معرفتك لنقاط ضعفك والجوانب السلبية في حياتك التي تحتاج منك العمل على تحسينها وتطويرها أمر لا بد منه وضروري جدا، لكن الأمر السلبي في الموضوع هو طريقتك في التعامل معها وافضل طريقة لذلك هو أن تقول كيف وليس لماذا.

لماذا أنا ضعيف الشخصية ؟ لماذا أشعر بالخجل والخوف عندما أريد التكلم أمام الجمهور ؟ لماذا لا أستطيع الحصول على نتائج ممتازة…لماذا كل من حولي يعتقدون أنني لا أستطيع تحقيق هدفي…

ألا تعتقد أن هذه الطريقة في التحدث إلى نفسك لا يحفزها بل العكس يجعلك تشعر بالضعف وأنك ضحية مسكين لا يستطيع فعل شيء .

في المرة القادمة عندما تواجهك مشكلة ما لا تحاول أن تقول لماذا يحدث هذا لي..لماذا علي أن أمر بكل هذا.. لماذا أنا شخصيا لا أستطيع..؟ وانما قل كيف يمكنني أن أغير ما يحدث لي الآن للأفضل..كيف استيطع أن أحول الشيء السلبي في الموقف إلى شيء ايجابي..

عندما تبدأ في استعمال كلمة ” كيف ” بدل ” لماذا ” ستلاحظ فرقا كبيرا في طريقة عملك على تطوير نفسك، ستصبح شخصا يفعل لا شخصا يحلم، ستلاحظ بأنك اصبحت أكثر قدرة على أيجاد الحلول للمشاكل التي تواجهك في تطوير نفسك، ستلاحظ أيضا بأنك أصبحت تتذمر أقل وفي المقابل تبذل جهدا أكبر في تحسين قدراتك وتطوير شخصية.

استعمالك لكلمة ” كيف ” يسمح لك بشق طريقك بسهولة أكبر. فما أكثر الأشخاص الذين يعرفون تماما ما الذي ينقصهم ولكنهم لا يعرفون كيف يعالجون الأمر ويغيروا ما يريدون تغييره ويصلون لما يرغبون في الوصول إليه.

فما يهم ليس أنك تعرف ولكن أن تعرف كيف تعمل من أجل الوصول لهدفك، فلا يهم إن كنت تعلم أنك بحاجة للتخلص من السمنة إن لم تكن تعرف كيف تبدأ في ذلك..لا يهم إن كنت ترغب في امتلاك جسم رياضي رشيق إن لم تستطع التفكير في برنامج جيد يسمح لك بالوصول لهدفك.

في الوقت الحالي المعلومات موجودة وبكثرة ولهذا لم يعد السؤال المهم لماذا وانما كيف. عليك أن تبحث عن كيفية تطبيق المعلومات التي تمتلكها، عليك أن تبحث عن كيفية تحقيق هدفك على أرض الواقع، عليك أن تعرف كيف يمكنك اخراج فكرتك للعالم ليراها الجميع، عليك أن تعرف كيف يمكنك أن تطور نفسك وليس لماذا لأن الأسباب عديدة.

في الأخير إن كنت تريد تحقيق هدفك وحلمك فأول خطوة عليك القيام بها هي أن تجد الطريقة لفعل لذلك، وذلك بطرح الأسئلة التي تساعدك على رسم خريطة الطريق لأن بدون خريطة توضح لك الطريق لن تتمكن من الوصول أبدا.

لا تنسى مشاركة التدوينة والإشتراك بالقائمة البريدية لتصلك التدوينات القادمة. إلى ذلك الحين لا تسنى أن تسعى وراء أهدافك وأحلامك وألا تسمح بضياعها منك أبدا.

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. تدوينه جميله جداً ولتطبيقهآ أثر أيجآبي گبير مشكور أخي محمد على مجهودك الرآئع ،، وكذآلك أحببت أن أخبرك أني بفضل الله ثم بفضلك وبفضل تدوينآتك الأكثر من رائعه بدأت مشواري في تطوير الذآت والحمدلله تخليت عن جمله من العآدات السلبيه وأستبدلتها بعآدات ايجابيه والفضل هنآ يعود الى الله ثم اليك أخي محمد شكراً بحجم السماء ربي يجزيك كل الخير وأتمنى أن تكرمنآ بتدوينآ أخرى گلما سنحت لگ الفرصه ،، 3>

    1. مرحبا أحمد
      شكرا لك، سعيد جدا لأنك استفدت وأتمنى لك المزيد من النجاح والتقدم في عملك على تطوير نفسك وإن شاء الله بالعمل والمداومة راح تصل للنتائج التي تريدها. وإن شاء الله راح تكون هناك تدوينات جديدة قريبا فابقى متابعا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!