كيف تكتسب عادات ايجابية جديدة خلال سنة 2019
بعيدا عن خرافة البداية الجديدة في السنة الجديدة التي سبق وأن كتبت عنها مقالاً مطولاً قبل ثلاث سنوات من الآن، سنتحدث اليوم عن بعض الطرق التي سوف تساعدك على اكتساب عادات جديدة خلال سنة 2019 كتكملة للعمل الذي بدأَته منذ سنوات (أو هذه السنة على الأقل)، وليس كبداية جديدة.
لعلك حاولت في العديد من الفترات من حياتك أن تكتسب عادة معينة، كحب القراءة مثلاً، أو الذهاب إلى الجيم مرتين في الأسبوع، أو ربما الاستيقاظ باكراً كل يوم.
مهما كانت العادة الجديدة التي تحاول اكتسابها فإن الأمر في البداية يكون صعباً. أعني قد يكون الأمر صعبا فعلاً، وليس بالسهولة التي قد تبدو لأي شخص منا في الوهلة الأولى.
ولهذا السبب بالذات يفشل أغلب الأشخاص في الوصول إلى الأهداف التي وضعوها لأنفسهم، فمهما كان الهدف الذي تسعى من أجل تحقيقه، فإن هناك عادات جديدة سيكون من الواجب عليك اكتسابها في طريقك نحو تحقيق ذلك الهدف الذي وضعته لنفسك.
فإذا كان هدفك بناء جسم رياضي جميل وصحي مثلاً، فإنك مطالب ببناء عادات جديدة عديدة، كالنوم لعدد معين من الساعات يوميا، وتناول وجبات صحية ومحضرة بعناية وخصيصا لك بما يتناسب وبرنامجك التدريبي.
في نفس الوقت سيكون عليك التخلي عن بعض العادات السلبية التي لا تتماشي وطموحك وهدفك في الحصول على جسم رياضي، كتناول الكثير من السكريات مثلاً.
وبالتالي إذا كنت ترغب في اكتساب عادات ايجابية جديدة خلال السنة الجديدة فما عليك سوى متابعة القراءة، لأنني سوف أقدم لك بعض الطرق التي يمكنها أن تساعدك في تغيير العادات السيئة التي لديك واكتساب عادات أخرى أفضل.
خطوة بخطوة: ابدأ صغيراً.
خطوة واحدة صغيرة يوميًا في اتجاه هدفك، يمكنها أن تحدث فرقا كبيرا في حياتك بعد فترة من الزمن. عادة واحدة ايجابية مهما كانت صغيرة في نظرك، يمكنها أن تحدث تحولا وأثرا ايجابيا في حياتك بشكل لا تتوقعه.
فلا تستهن بالبدايات الصغيرة أبداً، لأن النهايات العظيمة تبدأ بشكل صغير، فتكبر شيئا فشيئا ليصبح تأثيرها قويا وربما عظيماً.
(انتبه إلى هذه النقطة جيدا وسوف تجد بأن ما قلته ينطبق أيضا على أي عادة سلبية، فهمها كانت هذه العادة صغيرة وترى بأنها تافهة، فإن تأثيرها مع مرور الوقت سوف يكبر ويصبح رهيب، لدرجة أنه سوف يؤثر عليك وعلى حياتك بشكل سلبي لم تكن تتخيله أبداً)
فعوض أن تقول: “أرغب في أن أقرأ عددا أكبر من الكتب في الفترة القادمة” قل :”سأحاول قراءة صفحة واحدة أو صفحتين يوميا”.
“فكر كبيراً”، قد تكون هذه النصيحة مفيدة ولها أثرها على بعض الأشخاص، ولكن عندما يتعلق الأمر بالبدايات والخطوات الأولى لك في العمل على شيء ما لأول مرة، فإن التفكير بشكل بسيط وصغير، سيجعل بكل تأكيد الأمور أسهل عليك بكثير.
انتبه إلى الأشخاص المحيطين بك
” قل لي من تصاحب أقل لك من أنت”، ” أنت معدل خمسة أشخاص تقضي معهم معظم وقتك”.
أنا متأكد من أنك قرأت هذه العبارات في أكثر من موقع وسمعتها من أكثر من شخص. أنا شخصيا سمعت العبارة الأولى وأنا طفل صغير في المرحلة الإبتدائية من معلمي وأستاذي في تلك المرحلة.
الأشخاص الذين تحيط نفسك بهم قد يكون لهم تأثير كبير عليك. سواء كان هذا التأثير ايجابيا ونحو الأفضل، أو سلبيا نحو الأسوء.
إذا كنت ترغب في تغيير العادات السيئة لديك واكتساب أخرى جديدة ايجابية فابدأ بتغيير الأشخاص الذين قد يكونون السبب في فشلك وعدم نجاحك في التخلص من الأمور السلبية في حياتك.
اقضي وقتا أكثر مع الأشخاص الذين يتجهون نحو تحقيق نفس الأهداف التي تطمح إليها أنت أيضا. في نفس الوقت قلل من ساعات جلوسك مع أصدقائك الذين لا يفكرون سوى في الأمور السلبية ويقضون وقتهم في أمور تافهة لا تنفعهم في الدنيا ولا الأخرة.
باختصار، عندما تحيط نفسك بأشخاص أفضل منك، سوف تشعل بداخلك تلك الرغبة في أن تصبح مثلهم ولما لا تجاوزهم والتفوق عليهم. وعندها سوف يصبح تخلصك من عادة سلبية أو اكتساب واحدة ايجابية أمرا سهلا.
حافظ على تركيزك
التشتت وعدم القدرة على التركيز على هدف واحد تعد مشكلة كبيرة جدا، وتعد سببا رئيسيا ليس في عدم توفيقك ونجاحك في بناء عادة ايجابية جديدة فقط، وانما في كل فشل تصادفه أثناء عملك على تطوير نفسك وتحقيق أهدافك بشكل عام.
إذا كنت ترغب في اكتساب عادات تغير حياتك نحو الأفضل اذن عليك أن تتعامل مع مشكلة التركيز بشكل جدي وتحاول أن تجد حلا للمشتتات التي تحيط بك من كل جانب وصوب.
توقف عن محاولة تتبع كل صغيرة وكبيرة في حياة الآخرين على مواقع التواصل الإجتماعي. اهتم بنفسك وركز على أهدافك وذلك بعيدا عما يفعله الآخرون بأنفسهم وحياتهم.
فإذا حاولت العمل على تقليد كل شخصية تتابعها على موقع فيس بوك أو إنستغرام فإن الأمر سوف يصبح كارثي بالنسبة لك، لأنك سوف تستيقظ كل يوم على هدف جديد، في محاولة لتقليد تلك الشخصيات المؤثرة كما يسمونها.
ضع هدفا واحدا على الأقل في البداية، واعمل على تحقيقه ولا تفكر أو تحاول الإنتقال إلى هدف آخر إلا بعد أ تكون قد أتممت هدفك الأول.
لا تعقد الأمور
إذا كان بامكانك العمل على اكتساب عادات جديدة بطريقة بسيطة وسهلة فلماذا تحاول تعقيد الأمور والتفكير في طرق قد تتسبب في فشلك عوض نجاحك؟
توقف عن البحث عن كيف تغير العادات السيئة في حياتك بالإعتماد على أفضل الوسائل والتطبيقات وطرق التخطيط وغيرها من الآليات والأدوات التي يستخدمها رجل الأعمال الناجح “س” أو الرياضي “ع”…
لأن السر في نجاح أولئك الأشخاص في تحقيق انجازات مهمة واكتساب عادات ايجابية بشكل مستمر هو حبهم لتطوير أنفسهم الذي ينبع من حبهم لما يقومون به.
حاول أن تجعل قائمة أهدافك سهلة وبسيطة، يجب أن تكون الأهداف التي وضعتها قابلة للتحقيق.
فما الفائدة من قائمة أهداف طويلة ومعقدة إذا لم تكن قادرا في النهاية على تحقيق ولو نصف الأهداف المكتوبة عليها؟
ما الفائدة من وضع أهداف كبيرة وعظيمة تشعرك بالإحباط والعجز والفشل بمجرد التفكير فيها أو قرأتها؟
ما الفائدة من وضع أهداف تعلم في قرارة نفسك بأنك غير قادر على تحقيقها بمستواك وقدراتك الحالية؟
الأفضل أن تقوم بوضع أهداف قليلة ومحدودة وقابلة للتحقيق. كأن تبدأ بالذهاب للجيم مرة واحدة في الأسبوع فقط، أو بأن تقرأ صفحة واحدة من القرآن الكريم بعد كل صلاة مثلا.
ستفشل ولكن…
ستفشل. هذا مؤكد، كل شخص يفشل في مرحلة ما من مراحل تغيير العادات السيئة لديه، ولكن أولئك الذين لا يستسلمون هم الذين يحققون الإنجازات المهمة.
سيحدث وأن تنسى قراءة صفحة واحدة من كتاب، سوف يأتي يوم تجد نفسك فيه عاجز عن الذهاب إلى الجيم، سوف يحدث وأن تضعف أمام طبق شهي تحبه فتتناوله ولو كان لا يناسب حميتك والنظام الغذائي الصحي الذي تتبعه منذ فترة…
كل ما عليك القيام به في هذه الحالة هو أن تتوقف وتستعيد تركيزك وتتذكر هدفك. تذكر لماذا بدأت العمل على التخلص من تلك العادة السلبية، استرجع جميع الأمور السلبية التي تنتج عن ممارستك لتلك العادة.
وفي نفس الوقت فكر في جميع تلك الأمور الإيجابية التي سوف تحصل عليها باكتسابك للعادة الإيجابية الجديدة التي بدأت العمل على اكتسابها وقد قطعت شوطا مهما في ذلك.
فقط لا تستسلم أو تتوقف.
نلتقي قريباً…
صديقك محمد :)
جزاك الله خيراً علي طروحاتك الجميله وحبذا لو طعمتها بإشارات بسيطه الي ما يناسب من القرآن او السنّه . وان كان أسلوب الطرح رائع في مخاطبته للمتلقي كانك تخاطبه علي انفراد وهذا لا شك يساعد علي الدخول الي النفس وإجابة تساؤلاتها
بارك الله فيك أخي عبد الله وجزاك الله كل خيرا ان شاء الله
سنحاول ان شاء الله في المستقبل القيام بذلك بالقدر الذي نستطيع، أعدك بذلك.
شكرا لك على هذا التعليق المشجع.
يسعدني دائما قراءة تعليقات من هذا النوع.
بارك الله فيك.
حلو جدا المقال وربنا يوفقك ومنتظرين كل جديد
شكرا ولاء
سهل ممتنع ) هذا من أجمل الأساليب اللتي تقرأ فيها يكون الإقناع فيها لا شعورياً
ملاحظة ( نطلب المزيد) الثناء ليس بهذا فقط هكذا بل للتستشعر مدا احتياجنا للمقالات القادمة .
أود ان وفقت في بدء تحقيق مقبلات الهدف . ( التخاطب في السوشل ميديا والتعبير عن رأيي الشخصي )
شكرا محمد