تطوير الذاتتطوير المهارات

كيف تقوي مهاراتك في التواصل مع الآخرين

من بين المشاكل التي يعاني منها أغلب من يراسلونني أو يتركون تعليقاتهم على التدوينات هو عدم قدرتهم على التواصل مع الآخرين بسهولة، و هذه مشكلة كبيرة حقا، فرغم أنني تحدثت في العديد من التدوينات عن كيفية فتح حوارات مع أشخاص آخرين و كيف تتخلص من الخجل و اكتساب ثقة قوية بالنفس و هي كلها عناصر أساسية في نجاحنا في التواصل مع الآخرين إلا أن العديد من الأسئلة من نوع : كيف أتخلص من الخجل عند الحديث مع الآخرين ؟ كيف أتواصل مع الآخرين بشكل طبيعي ؟ لا يمكنني أن أتحدث مع أشخاص آخرين لأني لا أعرف ماذا أقول و يتلعثم لساني…لا زالت تطرح باستمرار.

قبل أن نبدأ في الحديث عن الطرق و الوسائل التي يمكن أن تساعدك في التخلص من الصعوبات التي لديك في التواصل مع الآخرين بشكل أفضل أحب أنوه لأمر مهم و هو أن تحاول بذل بعض الجهد إن أردت حقا أن تتعلم شيئا جديدا أو أن تطور نفسك في جانب معين من شخصيتك و قدراتك.

فهناك من يطرحون أسئلة في المدونة عن أمور قد سبق التطرق إليها في العديد من التدوينات بشكل تفصيلي، فلماذا تريد أن أجيبك عنها في تعليق ؟ هل تظن حقا أنك مستعد للتطوير نفسك وأنت غير قادر حتى على تخصيص بعض الوقت للبحث عن اجابة لسؤالك نسبة ايجادك لها في المدونة كبيرة جدا ؟

ولهذا فإن وجدت تعليقك لم يتم الإجابة عنه فاعلم أنه عليك بالبحث (; .

الآن دعنا نعود للموضوع الذي نحن هنا من أجله اليوم في هذه التدوينة وهو عن كيفية تحسين مهاراتك وقدراتك في التواصل مع الآخرين بشكل أفضل.

كيف تحسن قدراتك على التواصل مع الآخرين 

القدرة على التواصل مع الآخرين بطريقة صحيحة و جيدة مهمة جدا في حياتنا الإجتماعية و المهنية و دليل ذلك كل هذا الإهتمام من طرف المهتمين بمجال تطوير الذات من يبحثون عن تطوير مهاراتهم في التواصل سواء في مجال الأعمال وو العلاقات المهنية أو في مجال العالاقات الإجتماعية.

اقرأ أيضا : الثقة بالنفس وقوة الشخصية…كل ما تحتاج معرفته

فالقدرة الجيدة على إيصال أفكارك للآخرين و التعبير الجيد عما تود قوله يساهم بشكل كبير في نجاحك في علاقاتك مع الآخرين ما يجعل أمر نجاحك في مجالات عديدة أكثر سهولة، فمهارتك الجيدة في التواصل مع الآخرين بالإضافة لإدائك الجيد في عملك قد يجعل مديرك في العمل يقوم بترقيتك لتصبح رئيس فرع مثلا، أو قد يمنحك فرصة لتمثيل الشركة في أحد الندوات والإجتماعات المهمة.

كما أن الاشخاص الذين يتمتعون بمهارات تواصل جيدة نجدهم محل اهتمام الآخرين و تقديرهم، فقدرتك على الكلام بسهولة مع الآخرين و التعبير عن أفكارك ببساطة يدل على ثقتك بنفسك و مدى معرفتك لقدراتك و قوة شخصيتك، لأنه غالبا ما ترتبط صعوبة التواصل مع الآخرين بنقص الثقة بالنفس و عدم تقدير الشخص لقدراته و أفكاره، فيعطي اهتماما بالغا للآخرين و ما سوف يقولونه عنه إن تحدث و عبر عما يعتقده بصدق.

في هذه التدوينة سوف نتطرق لكيفية تقوية قدرتك على التحدث بشكل جيد و كيف تجعل أمر التواصل مع الآخرين بسيطا و سهلا خال من التعقيدات و الصعوبات التي تراها الآن عقبة أمام نجاحك في التواصل و اقامة علاقات مع الآخرين، ولكي تصل لذلك عليك أن تعمل على التالي :

قوي ثقتك بنفسك : إن لم تكن ثقتك بنفسك قوية و في المستوى المطلوب فسيكون من الصعب عليك التواصل مع الآخرين بطريقة فعالة، فسوف تكون لديك دائما أفكارا سلبية و مخاوف و همية تمنعك من أن تكون نفسك و تعبر عن رأيك بكل حرية وو صدق.

فعبارات من نوع ما سوف يقوله الأخرون عني، كيف سيكون موقف الطرف الآخر من فكرتي و هل سيجدها جيدة، ماذا لو قلت شيئا لم يكن متوافقا مع رأي الطرف الآخر….ستكون دائما حاضرة في ذهنك و هذا يجعل أمر حديثك مع الآخرين و تفاعلك معهم أمرا صعبا جدا.

ولهذا عليك أن تثق بنفسك و بأفكارك و مبادئك التي تؤمن بها و لا تخف من إظهارها للآخرين خلال مناقشتك لموضوع ما معهم، بل تحدث بكل ثقة و فخر، فإن كنت غير واثق مما تقوله فكيف سيثق الآخرون في كلامك ؟

اقرأ أيضا : فن الحديث مع الأخرين وخلق حوارات ممتعة

افتح أذنيك : من بين العبارات المشهورة التي ألتقي بها في أسئلة قراء و متابعي عرب لايف ستايل هي : لا أعرف ماذا أقول و عن ماذا أتحدث عندما أكون في مجموعة من الأشخاص. و الجواب هو إفتح أذنيك و ستجد ما تتحدث عنه.

و لنأخذ على سبيل المثال أنك في مكان عملك و خلال فترة الغذاء و أنت تتناول وجبتك لمحت من بعيد زملائك في العمل مجتمعون يبدو عليهم أنهم مشغولون بالحديث عن أمر مهم و أردت أن تشاركهم النقاش فماذا ستفعل ؟ افتح أذنيك :).

أكمل وجبتك أو خذها معك إلى طاولتهم و ألقي عليهم التحية ثم حاول أن تأخذ طرف الحديث بعد أن تتعرف على الموضوع، فإن كان موضوع الحديث مباراة البارحة بين برشلونة و ريال مدريد ( من بين المواضيع الساخنة جدا بعد كل مبارا, تجمع بين الفريقين ) فمؤكد ستسمع أحدهم يقول هل شاهدت مرواغة انيستا، هل رأيت تسديدة رونالدو…الخ.

و هنا تكون قد مسكت كلمات تدل على موضوع الحديث و هو مباراة الكلاسيكو بين فريقين عريقين في الدوري الإسباني، و الآن ما عليك سوى أن تشارك و تساهم باثراء الحديث باضافة بعض التعليقات عن المباراة و لتقوم بهذا عليك أن تكون قد شاهدت المبارة طبعا و إلا فلا داعي للكذب رجاء (;، و عوض ذلك أخبرهم بأنك لم تشاهد المباراة و أطلب منهم أن يخبروك بما جرى و كيف كان اللعب و لمن كان التفوق.

إن الدخول في حديث مع مجموعة من الأشخاص ليس بتلك الصعوبة التي يعتقد البعض فكل ما يلزمك هو بعض الإرتجال و بعض الإبداع لكي تتمكن من الدخول بطريقة لا تؤثر وتربك المجموعة.

نمي ثقافتك : أن تكون لديك ثقافة جيدة و معلومات لا بأس بها في مجالات متنوعة يساعدك كثيرا في التواصل مع الآخرين، فإن كنت من محبي الإطلاع و البحث و قراءة الكتب و مشاهدة البرامج الهادفة و الوثائقية فلن تكون لديك صعوبة في فتح موضوع مع أي كان و ستجد نفسك تتحدث بكل سهولة و تنتقل من موضوع لآخر بدون أن تشعر، فثقافتك و حجم المعلومات التي لديك مهم جدا في هذه الحالة.

بسط أسلوبك : لماذا تبحث عن التعقيد بينما البساطة تحقق نتائج رائعة، فكثيرا هم من يعتقدون أنه من أجل أن تكون محاورا جيدا و متحدثا بارعا فإنه عليك أن تزن كل كلمة تقولها و تقلبها مرارا و تكرارا قبل أن تنطق بها و عليك أن تستعمل كلمات قوية و لها وزن كبير حتى تظهر ثقافتك و حجم المعلومات الهائل الذي لديك.

لا تكن شخصا متكلفا جدا و انما اجعل كلماتك بسيطة يفهمها الجميع و طريقة عرضك للمعلومات التي لديك في متناول الشخص الآخر الذي تتحدث إليه، فإن كنت مختصا في البرمجة و الإعلام الآلي فلا داعي لأن تحدث شخصا آخر بمصطلحات تقنية لا يعرفها إلا أصحاب المستوى المتقدم وذلك لا لشيء سوى لتبهره و تظهر و كأنك شيئا كبيرا في المجال و ربما أنت ليست كذلك.

كن بسيطا و متواضعا غير متكلف.

تعلم كيف تنصت : جميعنا يريد أن يتحدث، كل واحد منا يبحث عن كيف يتواصل مع الآخرين بكونه شخص متكلم و لكن لا أحد يحاول أن يعرف كيف ينصت للآخرين، كيف يجعل الآخرين يشعرون بأن من يتحدثون إليه شخص متفهم، شخص مستعد ليستمعع كما هو مستعد ليتحدث، فكما يمكن لأذنيك أن تساعدك على فتح حوارات مع الآخرين كونك طرفا متحدث ( راجع النقطة الثانية ) يمكنها أيضا أن تكون وسيلة فعالة لتقوية مهارتك في التواصل مع الآخرين بدون أن تتحدث وذلك بكونك طرفا منصتا.

 اقرأ أيضا : طور قوة ذكائك الإجتماعي – الجزء الثاني –

تعلم أن تعرف متى تصمت و تعطي الفرصة للآخر لكي يتحدث، حاول أن تجعل الحديث بين طرفين لا بين طرف واحد، فالتواصل الفعال يكون بين مرسل و متلقي و ليس بين مرسل و مرسل أو مرسل دون متلقي، ولهذا تذكر دائما بأن تنصت كما تتكلم.

ختاما

إن التواصل مع الآخرين يبقى فن عليك أن تتقنه و تعرف كيف تستعمله في معاملاتك مع الآخرين لأهميته البالغة في حياتنا، و حتى تصل لمستوى جيد من القدرة على الحوار الفعال و الحديث الجيد ينبغي عليك أن تتحدث و تمارس قواعد الحوار و أساسيات التواصل مع الآخرين في كل مرة تجد نفسك قادرا على ذلك، و لاتنسى بأن ابداعك و ذكائك الإجتماعي و العاطفي له دور مهم أيضا في تقدمك بشكل سريع وفعال.

لا تنسى مشاركة التدوينة و متابعتي على الفيس بوك (;.

  محمد..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!