الثقة بالنفس

كيف تعزز ثقتك بنفسك من خلال خمس خطوات عملية بسيطة

عزز ثقتك بنفسك باتباع هذه الخطوات الخمس البسيطة والعملية في نفس الوقت.

الثقة بالنفس – دعني أخمن – هي ما تبحث عنه في محاولة منك لتحقيق أهدافك وطموحاتك، هل أنا محق؟ إن كنت كذلك فدعني أخبرك بشيء قد يعجبك، أنت في المكان الصحيح.

والأهم من هذا كله أنك طرحت السؤال الأهم والذي قد يغيب عن أذهان الكثير من الأشخاص، وهو كيف تقوي ثقتك بنفسك..أو ماهي الطرق والوسائل التي يمكنها أن تساعدك على تقوية وزيادة ثقتك بنفسك.

وبطرحك لهذه الأسئلة فأنت قد خطوت خطوة أولى مهمة نحو تحقيق هدفك في اكتساب ثقة بالنفس في المستوى الذي سوف يخول لك بعد ذلك تحقيق أهداف آخرى مهمة أيضا، على المستوى الشخصي والمهني على حد سواء.

ما أنت على وشك اكتشافه في هذه المقالة سوف يساعدك من دون شك في رحلتك نحو تقوية ثقتك بنفسك. لأنك على غير ما اعتدت عليه في الماضي، فإنك سوف تقرأ نصائح عملية يمكنك البدء في تطبيقها ابتداءً من اليوم.

الثقة بالنفس…ولكن لماذا؟

لأنك عندما تثق بنفسك فإنك سوف تميل أكثر إلى العمل على تطوير ذاتك وتحسين ظروف حياتك بشكل عام، سواء كان ذلك يعني ثقتك في قدرتك على التخلص من عادة سلبية أو في الإشتراك في اختبار أو مسابقة تمثل فرصة كبيرة لك للتقدم في مسارك المهني أو الدارسي.

كما أن الشعور بالثقة في النفس سوف يسمح لك باستغلال قدراتك ومهاراتك أحسن استغلال. لأنك لن تضيع الكثير من الوقت في التفكير بشكل سلبي ومحبط وفي رسم كل تلك السيناريوهات حول كيف سوف تسير الأمور بشكل غير مناسب…

… وإنما سوف تصب كامل تركيزك، تفكيرك وطاقتك على الطريقة التي من خلالها سوف تحقق هدفك وتصل في النهاية إلى النتيجة التي تريدها، وذلك عن طريق التخطيط والعمل بجد. والنتيجة في النهاية ستكون مرضية بالنسبة لك، والسبب أنك وثقت بنفسك منذ البداية.

على سبيل المثال، إذا كنت تشعر بالثقة بشأن عرض تقديمي ستقدمه، فإنك ستركز على إيصال رسالتك إلى جمهورك بأفضل طريقة ممكنة. بينما إذا كنت تفتقر إلى الثقة في قدرتك على التواصل مع جمهورك بشكل صحيح، عندها سوف تقلق من أن لا أحد سيستمع إليك أو قد تكون منشغلاً بالقلق والخوف من أن تسير الأمور بشكل سيء.

وبسبب ذلك الشعور بالخوف وغياب الثقة في النفس فإنك قد تواجه صعوبة في التركيز وتنسى ما قمت بتحضيره، ونتيجة لذلك سوف تجد صعوبة في ايجاد الكلمات، وكل هذا سوف يعزز شعور عدم الثقة بالنفس لديك ويجعل فكرة أنك سيء في تقديم العروض تصبح واقعا تعيشه.

لحسن الحظ، هناك أشياء يمكنك القيام بها لتعزيز ثقتك بنفسك. سواء أكنت تفتقر إلى الثقة في مجال معين أم أنك تكافح من أجل الشعور بالثقة تجاه أمر ما، فإن هذه الاستراتيجيات يمكنها أن تساعدك.

دعنا من الكلام الآن وهيا نبدأ في التعرف على هذه الاستراتيجيات واحدة تلو الأخرى.

توقف عن المقارنة

توقف عن مقارنة نفسك وكيف تبدو مع أصدقائك على الفيس بوك…توقف عن مقارنة كل شيء في حياتك بما هو موجود في حياة الآخرين. لأن المقارنة في أغلب الأوقات لا تكون في صالحك ولا تعد سلوكا صحيا أبداً.

لأن المقارنة السلبية قد تؤدي إلى مشاعر سلبية كثيرة، كالحسد والغيرة وغيرها من المشاعر الأخرى التي تؤثر بشكل مباشر على شعورك حيال نفسك وقدراتك وحياتك بشكل عام.

فكلما قارنت نفسك مع أشخاص آخرين وكانوا أفضل منك فإنك سوف توقظ مشاعر الغيرة وربما الحسد في نفسك. وكلما شعرت بالحسد على الآخرين فإنك في نفس الوقت سوف تشعر بالسوء تجاه نفسك أيضا. وبالتالي سوف تدخل في حلقة مفرغة.

ولهذا في المرة القادمة التي تجد نفسك فيها تقارن مهاراتك أو انجازاتك أو ممتلكات وصفاتك الشخصية بشخص أو أشخاص آخرين تذكر بأن ذلك لن يفيدك في شيء، ولن يساعدك على التقدم نحو الأفضل، لأن التفكير بأن الآخرين أفضل منك سوف يضعف ثقتك بنفسك ولن يعززها.

اعتني بصحتك وجسمك

من الصعب أن تشعر بالثقة والرضى عن نفسك إذا كنت لا تعتني بجسمك وصحتك بالشكل الصحيح والمطلوب.

استخدامك لجسمك بشكل كبير جدا من غير أن تمنحه قسطا من الراحة بسبب عدم حصولك على عدد ساعات نوم كافية في كل ليلة (ثماني ساعات يوميا على الأقل)، وتناول أطعمة غير صحية وعدم ممارسة بعض التمارين الرياضية بشكل منتظم من شأنه أن يؤثر سلباً على صحة جسمك.

تشير العديد من الدراسات إلى أن النشاط البدني يمكنه أن يعزز الثقة بالنفس لدى الأفراد، بحيث وجدت دارسة أجريت سنة 2016 بأن النشاط البدني المنتظم يساهم في تحسين صورة وحالة جسم المشاركين في الدراسة، ونتيجة هذا التحسن الذي طرأ على أجسامهم فإنهم شعروا بثقة أكبر.

حاول أن تجعل العناية بجسمك وصحتك أولويتك ابتداءً من اليوم. وعندما تبدأ بالشعور بأن جسمك قد أصبح في حالة أفضل عندها ستشعر بثقة أكبر بشكل طبيعي.

تجنب طريقة الحديث السلبية

الكلمات التي نستخدمها في الحديث مع أنفسنا لها تأثير عميق علينا.

الطريقة التي تتحدث بها مع نفسك يمكنها أن تلعب دورا مهما جدا في تحديد الطريقة التي تشعر بها حيال نفسك، وهذه الطريقة في الحديث قد تكون ايجابية ولطيفة أو سلبية وقاسية.

ولأن اللغة والكلمات التي تستخدمها قد تشكل طبيعة علاقاتك بالأشياء والأشخاص المحيطين بك، وتؤثر على نظرتك للعالم من حولك، فإن نفس هذه الكلمات قد تلعب دورا مهما أيضا في تحديد الطريقة التي تنظر بها إلى نفسك.

يمكنك أن تفكر  الآن بأن هذه الكلمات ما هي إلا كلمات تحفيزية، ولكن صدقني هي ليست كذلك. وهذا المقال ليس مقالا تحفيزيا بأي شكل من الأشكال. لأن الكلمات الإيجابية وحدها لا تفعل أي شيء، لا شيء على الإطلاق.

لكي تكتسب ثقة بالنفس سوف تحتاج إلى أكثر من مجرد كلمات تحفيزية. أنت بحاجة إلى معرفة الطريقة الصحيحة للتوفيق بين استراتيجيات مختلفة. من بين هذه الإستراتيجيات نجد طريقة الحديث مع الذات.

إذ تشير مجموعة من الدراسات والأبحاث إلى أهمية ما يسمى بـ “الحديث الداخلي” الإيجابي مع النفس ونتائجه الإيجابية على الشخص. من بين هذه الفوائد نجد التحفييز، تقوية الذاكرة وزيادة القدرة على التركيز.

كما قام أيضا بروفيسور كندي ببحث أظهرت نتائجه وجود علاقة وطيدة بين تحدث الشخص مع نفسه بطريقة ايجابية وبشكل متكرر، ومدى زيادة الوعي الذاتي للشخص وتقديره لنفسه.

إبدأ اذن بالتحدث إلى نفسك بنفس الطريقة التي ترغب في أن يتحدث بها الآخرون معك أو عنك. حاول أن تجعل عباراتك الموجهة إلى نفسك ايجابية أكثر.

تقبل نفسك وكن راضياً

الرضى بما وهبك الله عز وجل إياه من صفات وخصال تميزك عن غيرك أمر في غاية الأهمية. لأن الرضى في هذه الحالة سوف يجنبك الوقوع في فخ المقارنة.

إذا لم تكن قادرا على تقبل صفاتك الجيدة والإيجابية منها وحتى السيئة فإنك سوف تعيش في قلق دائم، سوف تشعر دائما بعقدة النقص التي سوف تؤثر عليك بشكل كبير في حياتك عامة.

وبالتالي حاول أن تقبل الأمور التي ربما لا تعجبك ولكنك لا تملك القدرة على تغييرها، فإذا لم يكن طول قامتك يعجبك مثلا فإنك في الغالب لا تملك خيار آخر سوى أن ترضى بهذا وأن تقبل بطول قامتك كما هو.

فالرضى والقبول بالذات سوف يجعلك تشعر براحة نفسية أكبر، مما سوف يفسح أمامك المجال لتصب كامل تركيزك نحو العمل على تطوير نفسك وتحسين مهاراتك انطلاقاً مما تملكه من صفات وقدرات، لتحقق في الأخير ما ينفعك من أهداف وتنمية للمهارات.

وهذا كله بغض النظر عن جميع تلك الأمور والأشياء التي ليس لديك يد فيها ولا يمكنك تغييرها. فقط ركز على ما يمكنك تغييره وتطويره، عندها سوف تصبح أفضل نُسخة من نفسك وسوف تزيد ثقتك بنفسك بمرور الوقت.

انتبه إلى لغة جسدك

تعزيز الثقة بالنفس لا يكون فقط بالعمل على الجانب الذهني فقط، وانما يكون بالعمل على تطوير لغة جسدك وتحسينها وذلك يعني أن تصبح واعياً بحركاتك والوضعيات التي يتخذها جسمك. سواءً كانت هذه الوضعيات إرادية منك أو غير إرادية.

للتتأكد من أهمية لغة الجسد في تقوية الثقة بالنفس ما عليك سوى أن تلاحظ طريقة تحركك، جلوسك ووقوفك عندما تكون ثقتك بنفسك منخفضة.

ما هي الوضعية أو الوضعيات التي يتخذها جسمك؟ هل تقف منتصب القامة أو منحني الظهر؟ هل تحافظ على الإتصال البصري مع الأشخاص الآخرين من حولك أم تحاول تجنب أي تواصل بالعين معهم؟

إذا كنت في حالة نفسية سلبية كالشعور بعدم الثقة مثلاً، فإن الإجابات على الأسئلة المذكورة سابقا هي: ظهر منحني وتجنب لأي تواصل بالعين. بالإضافة إلى وضعيات خضوع وضعف يتخذها جسمك ليعكس طريقة تفكيرك ومشاعرك السلبية حيال نقص ثقتك بنفسك.

توجد علاقة قوية للغاية بين الحالة الذهنية التي تتواجد فيها في لحظة معنية وبين لغة جسدك في نفس تلك اللحظة. ولهذا فإن وعيك بلغة جسدك كيف يجب أن تكون للحصول على الثقة بالنفس المطلوبة يمكنه أن يساعدك على تبني هذه اللغة لإظهار الثقة لديك.

بتبنيك للغة جسد شخص واثق من نفسه سوف تتمكن من تغيير شعورك وطريقة تفكيرك المتعلقة بشخص يشعر بنقص في الثقة بنفسه بشكل تديريجي.

في الأخير

الثقة بالنفس تأتي بالعمل على نفسك وتطويرها.

فأنا دائما أقول بأن الثقة بالنفس لا تأتي من لا شيء، بل هي نتيجة عمل وتطوير تقوم به في سبيل تحقيق أهدافك وتنمية مهاراتك.

كلما أصبحت شخصا أفضل وحققت أهدافا ونميت مهارات جديدة لديك، كلما شعرت بثقتك بنفسك تزداد يوما بعد يوم. هذا كل ما في الأمر.

فهل أنت مستعد للعمل على تطوير نفسك بشكل مستمر؟ هل أنت مستعد للإستثمار في تطوير مهاراتك الشخصية والإنتقال بشخصيتك إلى مستوى ثاني أفضل؟

إذا كانت اجابتك هي نعم فأنا إذن متأكد من أنك سوف تصبح شخصا واثقا بنفسه قريباً جداً.

نلتقي قريباً إن شاء الله.

صديقك محمد.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. شكراا على موضوعاتك المفيدة
    لدي سؤال
    اريد ان اشرح احد الميزات في فيديو اضعه على اليوتوب وان اعطي مثال بأحد المواقع هل يمكن ان ادهل الى هذا الموقع لانه مفيد ويمكن الاستفادة منه ؟

    1. العفو roeya
      هل ممكن توضيح من فضلك عن طبيعة المثال؟ يعني ترغبين في استخدام الموقع في شرح ماذا أو ما طبيعة الشرح؟
      شكرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!