تطوير الذات

كيف تطور علاقاتك و تجعل شخصيتك محبوبة لدى الجميع

من منا لا يحب أن يكون مرغوب به لدي الجميع ؟ من منا لا يتمنى أن يكون شخصا يحب الجميع مصاحبته و الحديث معه و قضاء الوقت إلى جانبه، كلنا يتمنى أن تكون علاقاته مع الآخرين جيدة و متوازنة في نفس الوقت..كلنا بالطبع يريد ذلك و يتمنى أن يصل لذلك المستوى من القبول و الإعتراف في المحيط الذي يعيش فيه.

إن الشخصية المحبوبة و التي تحظى بالإعتراف و التقدير لها خصائص و ميزات تجعلها كذلك، فهي مزيج من الشخصية الكاريزمية و الشخصية الجذابة بالإضافة لبعض اللمسات التي يجب أن تزيدها على شخصيتك و التي غالبا ما تكون بسطية و التي نغفل عنها أو لا نقدر قيمتها و نجهل القيمة التي تستطيع أن تضيفها لنا و لعلاقاتنا مع الآخرين.

ما يجعل شخصيتنا محبوبة لدى الآخرين هي الصفات التي تكون متواجدة بها، فشخصيتنا مختلفة و لكل واحد منا لمسته الخاصة و طريقته في التعامل مع الأشخاص من حوله و هذا ما يجعلنا نريد التعرف على أشخاص جدد و اقامة علاقات مع أشخاص مختلفين، فحب الإكتشاف و معرفة ما نجهله و يمكن أن نتعلمه من الآخرين أو نشاركه معهم دافع قوي لتطوير علاقاتنا بمن حولنا.

كما تعدونا في عرب لايف ستايل فإننا سنتطرق لأهم الصفات و المهارات التي يجب أن تكتسبها لكي تجعل شخصيتك شخصية محبوبة و مليئة بالحيوية و النشاط ما يجعلها مرغوبة و ملفتة للإنتباه.

كيف تصبح شخصية محبوبة 

فيما سوف يأتي سوف أخبرك بصفات و عادات إن التزمت بتطبيقها فسوف تصبح شخصيتك ملفتة للإنتباه و مرغوبة عند الآخرين، تصبح علاقاتك بالآخرين أكثر قوة و أكثر مودة و ترابط.

في الحقيقة كل واحد منا يمكنه أن يصبح شخصية محبوبة و مرغوبة لدى الآخرين إلا أن تجاهل البعض لتصرفات بسيطة و عادات تظهر من النظرة الآولى ليس لها أي أهمية و لكن في الحقيقة هي من يصنع الفارق بين الشخصية العادية و المتميزة.

هل أنت مستعد لإيقاض شخصيتك الحقيقية و القوية التي توجد فعلا بداخلك ؟ حسنا دعنا نبدأ :).

كن أنت وليس شخصا آخر 

كما تحدثنا في التدوينة سابقة فأنت شخص فريد من نوعك، أنت انسان خلقه الله سبحانه و تعالى وخصه بنعم وصفات وقدرات تميزه عن باقي البشر فلماذا تهدر كل تلك الإيجابيات لكي تتقمص شخصية أخرى ليست لك، أثقتك بنفسك ضعيفة لهذا الحد ؟

لا تحاول أن تغير من شخصيتك كل مرة تكون في موقف ما أو مع شخص معين أو في مكان محدد، كن كما أنت في كل الأحوال و الأزمنة و الأماكن لا داعي لأن تتقمص الأدوار حسب الظرورف فأنت لست ممثلا مسرحيا يغير دوره في كل مسرحية يلعبها، أنت شخص واحد، واحد فقط يلعب دورا واحد لا غير.

اقرأ أيضا : الكاريزما : كيف يتم الحصول عليها وماهي أهميتها

إن الأشخاص المتقمصين للشخصيات حسب الأشخاص و الظروف هم أبعد الناس عن الشخصية المحبوبة و فور اكتشاف الناس لأمرهم فلن تكون لديهم فرصة أخرى لإعادة بناء صمعتهم و صورتهم، لذا احرص على أن تكون نفسك طول الوقت و أن تحافظ على صورتك و صمعتك ما حييت.

في الحقيقة هذه الفئة من الأشخاص تثير غضبي كثيرا فلا يمكنك أن تتعرف عليهم أبدا، فتجدهم في مكان يتصرفون تصرفا معينا و مع جماعة في مكان أخر بتصرف آخر…وهكذا، أمر مؤسف حقا أن تكون صاحب أقنعة.

كن أنت و ليس أي شخص آخر.

كن متواضعا و اعطي الفرصة للآخرين

إن التواضع صفة العظماء و أصحاب القدر العالي لذا كن متواضعا في حديثك للآخرين و في تعاملك معهم فلا تكن ذلك الشخص الذي يريد أن يحجب الضوء عن الآخرين و يظهر معرفته و يبرز عضلاته في كل شيء.

أترك من حولك يعبرون عن آرائهم يتحدثون عن أفكارهم و يتكلمون بما يعرفون حتى و إن كنت تعرف بأنك أحسن و أفهم منهم في الموضوع، دعهم يتحدثون، فلا تجعل نفسك مركز الأمور دوما فهذا قد ينقلب ضدك إن أفرطت فيه، و في المقابل حاول أن تعرض أفكارك و اهتماماتك و ما تعتقد بأنك جيد فيه بطريقة لا تشعر بها الآخر أنك تظهر ضعفه و تبين له نقص فهمه.

كما أنه من الجيد أن تعرف كيف تتعامل مع الأشخاص حسب مستواهم و هذا جد مهم فإن كنت تستطيع أن تقدر مستوى الشخص الذي أمامك و تتعامل معه حسب ذلك فهذا سوف يقوي علاقاتك بالآخرين بشكل كبير، فهذه ميزة لدى أصحاب الذكاء الإجتماعي.

اجعل الإبتسامة لا تفارق شفتيك

الإبتسامة شيء بسيط جدا و لكن له سحر كبير على قلوب الناس و رغم هذا فلا تجد الكثير من الناس من يحسن استغلال هذا السلوك البسيط الذي لا يتطلب أي جهد بل زيادة على ذلك فهو ذو فائدة كبيرة.

لذا من اليوم ابدأ بالإبتسام في وجه من تقابلهم ابتسم هكذا :) بدون سبب أبتسم فقط و احتسبها صدقة تؤجر عليها، هل ستخسر شيئا ؟ هل ستشعر بتعب شديد ؟ هل سوف تنقص من وزنك غراما واحدا ؟ إذا لما كل هذا البخل على الناس بابتسامتك الجميلة.

هل تعلم أن زيادة على قوة الإبتسامة على الناس و كسب محبتهم فانها مفيدة لصحتك و مزاجك، لقد أثبتت دراسات بأن تبسمك يبعث برسالة للمخ على أنك تشعر بشعور جيد فيقوم بافراز مادة الأندورفين المسؤولة عن الشعور بالسعادة ولذا فإننا عندما نكون في حالة غضب أو قلق و فور تبسمنا نشعر ببعض الراحة و زوال القلق.

حاول أن تكون شخصا مبتسم و سوف تجد الآخرين يردون لك الإبتسامة و بهذا تقوي علاقاتك معهم، ففي معظم الحالات التي ألتقي فيها بأحدهم و ألقي عليه التحية مع ابتسامة صغيرة فإن ذلك الشخص يرد علي بابتسامة أيضا. و هل هناك شيء أفضل من أن تبدأ لقائك بأحدهم و الحديث معه بابتسامة.

كن متفهما و ذكيا في تعاملك

أنت مخطئ تماما…هذا ليس بالمستوى المطلوب. أنت لا تجيد فعل أي شيء…لماذا لا تفعل الأمر بالطريقة التالية..فهي أحسن من طريقتك.

استعمل الجمل السابقة مع شخص تريد أن تنصحه أو أن تغير شيئا سيئا في طريقة عمله أو تصرفاته و سوف تجد نفسك أمام شخص لا يفهم و لا يعي ما تقوله حتى لو كررته ما لا نهاية من المرات.

إن كنت تريد أن تنصح شخصا أو أن تقنعه بتغيير سلوك سيء يقوم به فأول شيء عليك أن تقوم به هو أن تغير أسلوبك في التعامل معه و أن تكون ذكيا.

اقرأ أيضا :كيف تصبح شخصا ناجحا في علاقتك مع الآخرين ( الدليل الشامل لعلاقات اجتماعية ناجحة )

إن الإنسان بشكل فطري إذا تعرض للنقد فإنه يتخذ موقف دفاعي كي يحمي نفسه و يحاول أن يثبت عكس ما وجه له من نقد، لهذا فإن كنت تشير للجانب السلبي فقط من عمل الشخص أو تصرفه فإنك لن تحقق أي نتيجة و ما سوف تقوم به هو جعل الشخص يتمسك أكثر برأيه و مقابل ذلك سوف تفقد نقاطا كثيرة لدى الشخص الآخر ما يجعلك مصدر قلق و ازعاج وهذا عكس ما نريده من هذه التدوينة، أليس كذلك ؟

إن أحد أهم قدرات الشخصية المحبوبة هو القدرة على تقديم النصحية و النقد و اقناع الأخرين بشكل مناسب بدون أن تقوم بجرح مشاعر الآخر أو اثارة غضبه، لهذا فإن أردت أن تنقد شخصا أو أن تصحح له سلوك سيء فعليك أن تقوم بذلك بذكاء، فبدل أن تقول له أنت مخطئ أخبره بأنه كان يمكنه أن يقوم بالأمر بطريقة أفضل أو أن ما قام به للتو غير ملائم وأنه شخص محترم ليس متعود على مثل ذلك.

قبل أن تذكر النقد فكر في شيء ايجابي لدى الشخص و أذكره قبل النقد ثم اسرد النقد بطريقة مناسبة غير قاسية، فهذا سيكون له التأثير الأكبر على الشخص و سوف يكون تقبله أكبر من لو أنك تهجمت عليه مباشرة، وسوف يشكرك في النهاية.

احترم عقول الآخرين و أفكارهم

كما قلنا في بداية التدوينة فإن لكل شخص صفاته و مواهبه و ميولاته وليس شرط أن تكون لديك نفس اهتمامات و أفكار الآخرين و نفس الشيء ينطبق على الآخرين فليس هناك شرط يجبرهم على أن يفكروا مثلك أو أن يهتموا بنفس الأشياء التي تهتم بها لذا كن مستعدا دائما للتعامل مع وجهات النظر و الأفكار المختلفة عن نظرتك للأمور و أفكارك.

إن احترام آراء الآخرين أمر ضروري في تعاملك معهم و كسب محبتهم وهنا أنا لا أقصد أن توافق الناس في كل شيء حتى لا تخالفهم لا ولكن المقصود هو أن تحترم رأيهم فقط، فخلال حديثك مع شخص ما و كان هناك موضوع لم تتفقا فيه فهنا لكل واحد حججه ليقنع بها الآخر، فإذا اقتنعت أو أقنعت الآخر فهذا جيد و إلا فيبقى احترام الرأيين قائما و مهما من كلا الطرفين للخروج من النقاش بدون خسائر.

كن صبورا هادئا 

هل سمعت أحدا من قبل يقول لك ذلك شخص رائع حقا فهو سريع الغضب و متوتر فاقد لأعصابه طول الوقت، إنه شخصية جذابة و أحب مصاحبته..؟ بالطبع لم تسمع ذلك، لهذا عليك أن تكون شخصا صبورا في تعاملك مع الآخرين لأبعد الحدود و أن تسيطر على نفسك و على غضبك و مشاعرك السلبية ما استطعت، فالشخصية المحبوبة تتمتع بالرزانة و الهدوء و سعة الصدر وهذا ما يجعلها مرغوبة، فالجميع يحب مصاحبت من يملك هذه الصفات.

اقرأ أيضا : الثقة بالنفس وقوة الشخصية…كل ما تحتاج معرفته

في الختام 

لا تنسى مشاركة التدوينة و متابعتنا على صفحتنا في الفيس بوك و الإشتراك بالقائمة البريدية ليصلك كل جديد.

نلتقي في تدوينة قادمة ان شاء الله.

:)

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. رائع جداياريت تقدموه لكل المربين خصوصا العاملين في وزاره التربذه والتعليم العالي ولكل الشباب الذين هو في سن المراهقه ولكم جزيل الشكر والتقدير
    شمس الهدى/عذراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!