كيف تتوقف عن كونك شخصا مملا وتجعل شخصيتك مثيرة للإهتمام أكثر
الأشخاص المملون، ذلك النوع من البشر الذي تجلس معه لخمس دقائق فقط فتشعر وكأنها الدهر كله. ذلك النوع من الأشخاص الذي تجمعك به ظروف الحياة ومواقفها أحيانا بدون ارادة منك فتجد نفسك في وضع لا تحسد عليه ولا تتمنى أن تعيشه مرة أخرى في حياتك مهما كلف الثمن.
وأصعب المواقف التي يمكنك الوقوع فيها عندما تحاول أن تكون شخصا اجتماعيا يحاول بناء علاقات اجتماعية جديدة هي تلك الحفلات أو الإجتماعات أو الأحداث التي تجد نفسك فيها معلقا ومرتبطا بصحبة شخص ممل لا يمكن لقدرة تحملك أن تساعدك على الصمود أمامه مهما حاولت.
بصراحة، التعامل مع الأشخاص المملين أمر صعب ويحتاج منك بذل جهد كبير حتى تخرج بسلام وبكامل قواك العقلية والنفسية بعد انقضاء فترة جلوسك معهم.
ولأنك تطمح إلى بناء شخصية قوية وجذابة فإن تصنيف الآخرين لك في خانة شخص ممل لن يكون مناسبا لك ولما تطمح إليه، ولهذا فإنني من خلال هذا المقال سوف أتطرق إلى أهم النقاط التي تجعلك تصنف ضمن الأشخاص المملين الذين يتجنبهم الآخرون بأي ثمن، وبمعرفتك لهذه النقاط وتجنبك الوقوع فيها فإنك ومن دون شك سوف تصنف في الخانة المرغوبة وهي خانة شخص مثير للإهتمام.
كيف تتوقف عن كونك شخصا مملا وتجعل شخصيتك مثيرة للإهتمام أكثر
في بعض الحالات أن تكون شخصا مملا في نظر الآخرين لا يعود إلى كون شخصيتك ضعيفة أو ليس فيها من الخصال والصفات ما يثير الإهتمام، ولكن المشكل يكمن عادة في الطريقة التي تقدم بها نفسك إلى الآخرين، في طريقة كلامك وتصرفك وغيرها من الأمور التي تظهر من خلال تعاملك مع الأشخاص من حولك.
ولهذا فأنت بحاجة إلى تطوير نفسك وتحسين الطريقة التي تقدم بها نفسك للآخرين وتتعلم كيف تكشف عن شخصيتك بطريقة تزيد من جاذبيتك ومن جمال شخصيتك وتعكس الصورة الحقيقية لك ولما في داخلك. ومن أجل ذلك أنت بحاجة إلى أن تتوقف عن :
محاولة نقل سلبيتك إلى كل شخص تقابله
صدقني ليس هناك شخص ممل أكثر من شخص لا يتوقف عن نشر سلبيته اينما حل وارتحل، فأينما التقيته تسمعه يتحدث عن مشاكله وعن مشاكل العالم وبأن النهاية قريبة وبأن الأمراض أصبحت كثيرة وبأن نسبة الماء على الارض في انخفاض وبأن القطب الشمالي يذوب بسرعة وبأنه يعمل في وظيفة يكرهها وبأن سيارته تتعطل في الشهر اربع مرات…
ليس هذا النوع من الأشخاص الذي يحب الآخرون رؤيته والجلوس معه، بل هذا نوع يفر منه الناس كما يفرون من كل شر.
اعلم بأن لكل مقام مقال، ومعرفتك للوقت المناسب والظروف المناسبة للتطرق لمثل هذه المواضيع يعلب دورا هاما في حياتك الإجتماعية ويساعدك في الخروج من صنف الأشخاص المملين الذين يتجنبهم الجميع.
التفكير بعقلانية زائدة أثناء تواصلك مع الآخرين
أن تكون شخصا مملا يعني بأنك مثل أغلب الأشخاص في مختلف المجتمعات، تعتقد بأن التفكير العقلاني والمنطقي هو الذي يجب أن يكون حاضرا في جميع مراحل تواصلك مع الآخرين وعلاقاتك الإجتماعية وهذا خطأ كبير يقع فيه أغلبنا.
والحل ؟
الحل أن تستعمل ذكائك العاطفي في التعامل مع الآخرين إلى جانب الذكاء العقلاني أو المنطقي، لماذا ؟ لأن البشر ونفسياتهم ليست علوما دقيقة واحد زائد واحد يساوي اثنان. وانما هي علم يجب أن تتعلمه وتفهمه جيدا وتعرف كيف توازن بين الذكاء الرياضي أو المنطقي وبين الذكاء العاطفي والإجتماعي.
ولهذا وقبل أن تنتقل إلى النقطة التالية يجب عليك أن تقرأ المقالة التالية التي أتحدث فيها عن الذكاء العاطفي بالتفصيل : الذكاء العاطفي : كيف تتعرف على مشاعرك وتسيطر عليها .
فعلت ؟ حسنا يمكنك الآن متابعة القراءة
اعادة نفس الأسئلة مرارا وتكرارا
يجد العديد من الأشخاص ومنهم الأشخاص المملون صعوبة كبيرة في فتح موضوع يتحدثون فيه مع أشخاص آخرين خاصة اذا كانوا لا يعرفونهم معرفة جيدة.
وبالتالي تجدهم يسألون نفس الأسئلة التي تطرح عادة على كل واحد فينا تقريبا كل يوم، تخيل أن يكون عليك أن تجيب على سؤال ماذا تدرس أو في أي مجال تعمل 10 مرات كل يوم، كيف سوف يكون شعورك ؟ طبعا ليس جميلا.
لكي تخرج من صنف الأشخاص المملين يجب عليك أن تكون مختلفا، وبالتالي طريقة كلامك ومواضيعك التي تفتحها مع الآخرين تكون مختلفة أيضا، فلا داعي لإستعمال نفس الأسئلة مرارا وتكرارا ، وحاول أن تجد أمورا مثيرة للإهتمام أكثر من العمل والدراسة والسياسة للحديث فيها مع شخص لا تعرفه، هذه الأخيرة تقودنا إلى النقطة التالية .
الكلام في مواضيع مملة وسخيفة
كما سبق وقلت في النقطة السابقة، لكي تخرج من صنف الأشخاص المملين وجب عليك التوقف عن استعمال نفس الأسئلة ونفس المواضيع عندما ترغب في الحديث مع الآخرين أو بناء علاقات اجتماعية ايجابية وغير مملة.
حاول أن تخرج من تلك الدائرة التي حبست نفسك فيها طويلا، توقف عن الحديث عن العمل والطقس وكل تلك الأفكار والأمور الفارغة من أي معنى.
لأنك لكي تنجح في التأثير في الناس وتترك انطباعا جيدا لديهم عنك وعن شخصيتك يجب عليك أن تثير فيهم المشاعر الإيجابية وليس السلبية.
وفن الحديث مع الأخرين وفتح حوارات ممتعة يعد فنا وأمرا في غاية الأهمية يجب على كل شخص مهتم بتطوير نفسه وتوسيع دائرة علاقاته الإجتماعية أن يكون متقنا له وملما به من جميع جوانبه.
واذا فعلت فلن يكون هناك مجالا للخطأ بعد ذلك، فاعمل على اتقان فن الحديث مع الآخرين حتى لا تكون مواضيعك مملة تنفر الناس منك.
اقرأ ايضا : كيف تكسب الأصدقاء وتوسع دائرة معارفك
عدم الإهتمام بالآخرين وما يقولونه
ليس هناك اسوء من شخص لا يعطي أي اهتمام لما يقوله الشخص الذي أمامه، ولا يبدي اي طاقة ايجابية أو تفاعل في الحديث.
أنا متأكد من أنك قابلت ولو مرة في حياتك ذلك النوع من الأشخاص الذي يرد على جميع اسئلتك بكملة واحدة فقط لا غير، تسأله عن حاله فيقول لك بخير شكرا، وتسأله عن مسلسل أو فيلم فيقول أنه شاهده – أو لم يشاهده – وانتهى، تخبره عن قصة رائعة أو عن خبر ما فلا تكون ردة فعله أكثر من جميل أو حقا !
هذا النوع من الأشخاص ممل جدا فلا تشعر بأنه معك بالرغم من تواجده جسديا فعلا معك ولكن عقله وروحه في مكان آخر وحده الله يعرف أين.
حاول أن تكون دائما متواجدا بجسدك وروحك مع الشخص الذي تتحدث إليه، أنظر إليه عندما يتحدث، تفاعل مع ما يقوله، حاول أن ترد بطريقة مختلفة عما اعتدت على الرد به، لا تقل فقط نعم، أعلم، لا أظن ذلك…وغيرها من الجمل والكلمات البسيطة التي لا تساعد أبدا في اثراء الحوار وجعله ممتعا.
العيش في منطقة راحتك
أحمد : خالد ما رأيك في الخروج يوم الجمعة، لقد اتفقنا أنا وسليم وجمال وهم موافقون.
خالد : لا أعتقد بأنني أستطيع هذه الجمعة ولكن المرة القادمة سوف أخرج معكم ان شاء الله.
بعد بضعة أيام..
سليم : مرحبا خالد كيف حالك ؟
خالد : بخير الحمد لله وأنت كيف هي أخبارك ؟
سليم : الحمد لله بخير، اتصلت بك اليوم لأخبرك بأننا سوف نخرج إلى قاعة الجيم هذا المساء مع أحمد وجمال وفكرنا في أنك ترغب في القدوم معنا.
خالد : أه، ممم، اسف سليم ولكنني متعب اليوم ومشغول جدا، أعتذر ولكنني لا أستطيع القدوم معكم، اذهبوا أنتم.
بعد اسبوع ..
خالد : السلام عليكم شباب، تخرجون البارحة لمشاهدة الفيلم الجديد بقاعة السينما ولا تخبرونني، قل يا أحمد، وانت يا جمال ألست صديقك، أما أنت يا سليم لماذا لم تخبرني، أعجزت عن اخباري حتى ولو عن طريق ارسال رسالة قصيرة ؟ أه، قل لي لماذا ؟
بصراحة كلنا نعرف شخصا مثل خالد وربما أنت نفسك تشبه خالد وتشاركه حبه لمنطقة راحته وفي عدم رغبته في القيام بأي شيء مفيد يكون خارجها.
لا تكن مثل خالد وحاول أن تقوم بأشياء مفيدة، مارس الرياضة، اعمل على تطوير مهارة جديدة، أخرج مع أصدقائك وحاول أن تبني علاقات اجتماعية مفيدة وايجابية، وابتعد عن أولئك الأصدقاء الذين يؤثرون سلبا على شخصيتك وحياتك.
اقرأ ايضا : كيف تنجح في الخروج من الوهم المسمى بـ “منقطة الراحة”
سرد قصة حياتك في كل وقت
أن تتكلم عن نفسك في بعض المواقف عندما يطلب منك ذلك أو عندما يكون الوقت مناسبا فهذا طبيعي وعادي جدا، ولكن أن تتكلم عن نفسك باستمرار ولا تعطي الفرصة للطرف الآخر لكي يسألك أو يتحدث هو فهذا تصرف لا يليق بشخص واثق بنفسه وذو شخصية قوية.
الإفراط في التكلم عن نفسك يجعلك شخصا مملا إلى اقصى درجة، فلا تبالغ من فضلك.
كونك جادا طول الوقت
شخص جاد طول الوقت يعني بأنه شخص ممل إلى الحد الذي لا يحتمل صدقني، فليس هناك شخص أثقل من شخص جاد في كل وقت حتى عندما يكون الموقف طريف أو مضحك أو لا يحتاج إلى كل تلك الجدية التي يبديها صاحبنا الشخص الممل.
ابستم في وجه الآخرين، اضحك على نكاتهم وحاول أن تبدي بعض المشاعر الطيبة والإيجابية ولا تأخذ الأمور على محمل الجد فوق ما يتطلبه الأمر، بل حاول أن تكون شخصا معتدلا يفرق بين موضع الهزل والمزاح وبين موضع الجد والحزم.
اللف والدروان بدون ادنى فائدة
الأشخاص المملين لديهم عادة سيئة جدا وهي أنهم يحبون اللف والدوران والتكلم بطريقة تسبب الغثيان. فعوض أن يقولوا جملة واحدة مختصرة يستعملون جملا طويلة ويدورون حول الفكرة مرارا وتكرارا ليقولوا في الأخير فكرة بسيطة أو حتى سخيفة. ولا ننسى أن بعضهم يتكلم ببطء شديد ما يجعلك تشعر بملل لا يوصف.
حاول أن تكون سريعا في الرد واختصر قدر المستطاع فاذا كنت قادرا على قول فكرة في جملة واحدة فلماذا يجب عليك أن تجعلها عبارة عن محاضرة مملة ؟ أه ؟
قبول أي شيء ولا شيء
لا تكن ذلك الشخص الممل الذي ليس لديه أي رأي في أي موضوع، أو ذلك الشخص الذي لديه رأي في كل شيء.
حاول أن تعطي وجهة نظرك في بعض الأمور وأن تشارك بما تعرفه وتراه مناسبا في الحوارات والنقاشات من غير أن تحاول فرض وجهة نظرك بالقوة طبعا.
كل ما عليك فعله هو أن تبني شخصية قوية ومبادئ سليمة وايجابية تساعدك في النقاشات والحوارات التي يمكنك المشاركة فيها، فالشخص صاحب اللا رأي يعد مملا، فالناس المهمين يحبون الأشخاص الذين يمكنهم أن يشاركونهم أفكارهم ونقاشاتهم ويثرونها، وليس أشخاصا يقبلون كل شيء بسهولة أو لا يمكنهم تحديد موقفهم ووجهة نظرهم والتعبير عن رأيهم.
كما يفضل أن لا تكون ذلك الشخص الذي يعرف كل شيء (على الأقل هكذا يعتقد ويرى نفسه) ويحاول دائما اظهار ذلك أمام الآخرين لأنك وان كنت فعلا تعرف أكثر من الآخرين فإنهم لن يجدوا ذلك مثيرا جدا.
كونك لطيفا جدا لكي …
تنال اعجاب الناس ورضاهم ومحبتهم.
صدقني لن تنال اعجاب الناس فقط لأنك لطيف جدا معهم، لأن فعلك ذلك في الغالب يكون غير نابع من شخصيتك الحقيقية بل هو قناع فقط تحاول به استعطاف الناس ونيل اعجابهم.
اذا كنت ترغب في جعل شخصيتك جذابة ومحبوبة فإن ذلك لا يكون الا من خلال تطوير نفسك وجعل تواصلك مع الآخرين تجربة رائعة لك وللطرف الآخر وغير ذلك فأنت تضيع وقتك فقط وتدفع نفسك اكثر فأكثر نحو خانة شخص ممل.
في الأخير
أنت الآن تعرف ما يجب عليك فعله لتتوقف عن كونك شخصا مملا. ماذا تنتظر ؟ ابدأ في العمل على التخلص من هذه العادات والتصرفات السلبية التي لا تليق بشخص ينتمي إلى عائلة عرب لايف ستايل (;
صديقك محمد.
شكراا لك ذكرت لنا جميع النقاط اللازمة في مختلف الميادين اليومية بشكل منظم و لائق بقدراتك جزاك الله خيرا و الله ولي التوفيق :) :)
شكرا مروة، دمت وفية لنا ان شاء الله :)
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك تغريد :)
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
شكرا لك على هذا المقال الرائع لكن كيف ان تكون محارب للمل للأشخاص المملين اللذين هم اشخاص الزاميون في حياتك اليومية
حتى وان ذهبت خارج نطاق الرؤية والمقابلة الواقعية لا زالت لديهم الشبكات الاجتماعية خصوصا انهم الزاميون في الحياة اليومية