كيف تتخلص من الخجل و إلى الأبد !

كيف تتخلص من الخجل هو موضوع مقالتنا اليوم، ولكن قبل أن ندخل في التفاصيل أحب أن أشير إلى نقطة مهمة جدا وهي بأن الخجل الذي سوف نتطرق إليه هو خجل يسبب لنا صعوبات في التعامل والتواصل مع الآخرين، هو الخجل الذي يمنعنا من بناء علاقات إجتماعية إيجابية.

باختصار، اليوم سوف تتعرف على بعض الطرق الفعالة التي سوف تساعدك في التخلص من الخجل الذي يعد عقبة أمام تقدمك في الحياة الإجتماعية والمهنية، وهذا يختلف عن الحياء الذي يعد سيمة حميدة في الإنسان، ولهذا يجب عليك أن تفرق بين الخجل والحياء. على كل سوف أقدم لك بعضا من مظاهر الخجل السلبي لاحقا فلا داعي للقلق.

هل تعاني من الخجل؟ إليك بعض المظاهر التي قد تعني بأنك كذلك

قبل أن نتطرق إلى كيفية التخلص من الخجل دعنا نتعرف على بعض المشاكل والصعوبات التي قد يواجهها الشخص الذي يعاني من الخجل أمام الناس.

هل تجد صعوبة في التعرف على أشخاص من محيطك الذي تدرس أو تعمل فيه؟ هل تشعر دائما بالخجل بمجرد التفكير في بناء علاقات صداقة مع أشخاص جدد؟

هل تشعر بالخوف ويحمر وجهك ويتصبب عرقا ولا تجد ما تقوله عندما يحاول شخص ما التحدث إليك سواء كان شخص تعرفه أو لا تعرفه؟

لا يمكنك التعبير عن نفسك وأفكارك، التحدث وفتح مواضيع مع الآخرين يعد أمرا صعبا جدا وربما مستحيل، فمجرد التفكير في الأمر يجعلك تشعر بالخجل والتوتر.

التحدث أمام الجمهور يعد أمرا مربكا جدا بالنسبة لك، لأنه يجعلك تشعر بالقلق والتوتر والخجل أيضا، فأنت تفضل دائما تجنب الأماكن التي يكون فيها عدد كبير من الأشخاص.

بسبب الخجل الذي تشعر به في كل مرة عندما تقابل أشخاصا آخرين، أصبحت تتجنب دائما الأماكن التي تعرف مسبقا بأنه سيكون فيها عدد من الأشخاص ممن تعرفهم وممن لا تعرفهم أيضا، كالحفلات والمناسبات العائلية والإجتماعات وغيرها من الأماكن التي يلتقي فيها الأشخاص لسبب من الأسباب.

تشعر دائما بالخوف من نظرات الآخرين إليك، وتفكر كثيرا بما يمكن أن يفكروه بشأنك. وهذا ما يجعل تشعر بالخجل في كل مرة ينظر فيها شخص ما إليك أو يرغب في التحدث إليك.

هذه بعض المظاهر التي قد تعني بأنك شخص يعاني من الخجل وبالتالي أنت بحاجة إلى معرفة كيفية التخلص من الخجل نهائيا وذلك بتطوير مهاراتك في التواصل مع الآخرين وتقوية ثقتك بنفسك وما إلى ذلك، ولكن هذا سوف نتطرق إليه لاحقا أما الآن أريد منك أن تلاحظ شيئا في العبارات السابقة.

هل لاحظت شيئا؟

أنظر مرة أخرى.

ماذا لاجظت؟

حسنا دعني أخبرك، إن كنت جيدا في الملاحظة فهذا يعني بأنك قد لاحظت بأن العبارة الأخيرة من مظاهر الخجل قد كتبتها بخط ظاهر عكس باقي العبارات، وذلك لأهميتها.

الخوف من نظرات الآخرين؟! كيف؟!

سأخبرك الآن، وذلك من خلال مثال عن الطلاب والطالبات في المدارس التعليمية.

هناك حقيقة جميعنا يدركها وعلى علم بها وهي أن خلال شرح الأستاذ لدرس ما في مادة معينة، فإن ليس كل التلاميذ يستوعبون المفاهيم والنقاط الموجودة في الدرس بشكل جيد من المرة الأولى التي يشرحها فيها الأستاذ.

فهناك بعض التلاميذ ممن يفهم من المرة الأولى، وهناك ممن يفهم من إعادة الأستاذ للشرح للمرة الثانية بطريقة أخرى ربما، وهناك من يستوعب الفكرة ويفهم الشرح من المرة الثالثة، ويوجد حتى من يفهم من الشرح للمرة الرابعة (وهناك من لا يفهم في المرة الرابعة أيضا بصراحة).

وهنا نجد بأن بعض الطلاب والتلاميذ لا يطلبون من الأستاذ إعادة شرح ما لم يفهموه في المرة الأولى بالرغم من أن الأستاذ في أغلب الأحيان يسأل الطلاب هل فهموا أم يعيد الشرح. ولكن في الكثير من الأحيان لا يوجد أي طالب ممن لم يفهموا جيدا يستأذن ويطلب من الأستاذ إعادة الشرح.

السبب؟ حسنا، هناك احتمالين، الأول إما بسبب اهمالهم وعدم اهتمامهم بالدرس أو الدراسة بشكل عام، أما الإحتمال الثاني وهو الخجل، وهو الذي يهمنا في مقالنا هذا اليوم.

ولكن ما الذي يخجل منه هؤلاء الطلاب حتى لا يطلبوا من الأستاذ إعادة شرح نقطة مبهة غير مفهومة؟

في اعتقادي فإن هذا النوع من الطلاب يخجلون من التكلم مع الأستاذ وطلب اعادة الشرح منه بسبب خوفهم من نظرات الآخرين إليهم، إنه الخوف من أن يحكم عليهم الآخرون بأنهم أقل ذكاء منهم، أو أن مستواهم في المادة التي يدرسونها ضعيف، أو أنهم أغبيا وغيرها من الصفات والأفكار السلبية الآخرى.

هذا مجرد مثال و قس على ذلك.

توقف الآن عن القلق حول ما يعتقده الأخرون بشأنك

إذا كنت تسأل نفسك دائما فتقول: كيف أتخلص من الخجل. فإن الوقت قد حان لتسأل نفسك سؤالا آخر (أو حتى أسئلة أخرى) : لماذا أعطي كل هذا الإهتمام لرأي الآخرين وما يعتقدونه بشأني؟ لماذا أحاول دائما أن أعرف ما الذي يفكر به الآخرون عني؟ لماذا أريد دائما أن يراني الآخرون كما يريدون هم أن أكون وليس كما أريد أنا أن أكون أو ugn ما أنا عليه في الحقيقة؟

لماذا ترغب دائما أن ترضي الآخرين وجميع من هم حولك حتى وإن كان ذلك على حسابك أنت وعلى حساب شخصيتك ونجاحك؟ لماذا ؟!

ألا تعتقد بأن عدم طرحك السؤال على أستاذك هو خطأ كبير تقوم به على حساب دراستك ونجاحك فقط لأنك لا ترغب في أن تبدو شخصا لا يفهم بسرعة؟ من قال أنك لا تفهم بسرعة حتى؟ هل هناك قاعدة تقول بأنه يجب أن تفهم من المرة الأولى؟ طبعا ليس هناك قاعدة.

إذا كنت ترغب فعلا في التخلص من الخجل أمام الناس إذن أنت بحاجة إلى أن تتوقف عن الخوف من نظرات الآخرين، عليك أن تدرك مثلا في مثالنا السابق بأن طرح سؤالك على الأستاذ فيظن ربما البعض بأنك بطيئ الفهم (وهذا غير صحيح أبدا) أفضل بكثير من أن تكتم عدم فهمك ثم تحصل على علامة متدنية أو ترسب في الإمتحان لاحقا.

إليك الإجابة حول سؤالك كيف أتخلص من الخجل

وصلنا الآن إلى الفقرة الأهم بالنسبة لك وهي الفقرة التي سوف أقدم لك فيها خطوات للتخلص من الخجل. فإذا كنت ترغب في التخلص من الخجل والارتباك وأن تصبح شخصا يعرف كيفية بناء علاقات إجتماعية ناجحة تابع القراءة.

تقدير واحترام الذات أولاً: عليك أن تعمل على تطوير تقدير الذات لديك وهذا لا يكون إلا بمعرفة نقاط قوتك وما هي الصفات والمهارات التي تميزك عن غيرك.

أحضر ورقة وقلم وأكتب جميع المهارات التي لديك وترى بأنها تميزك عن غيرك، أكتب جميع الصفات التي تعتقد بأنها إيجابية فيك، أكتب الصفات التي مدحك بها الآخرون في الماضي. وهكذا إلى أن تحصل على قائمة بأفضل الخصال والصفات الموجودة في شخصيتك.

إذا لم تجد ما تكتبه ولم تخطر ببالك أي أفكار فما عليك سوى أن تحاول تذكر بعض المواقف التي حدثت لك في الماضي والتي تصرفت خلالها بشكل جيد أو حصلت فيها على كلمات مدح من قبل شخص أو أشخاص. اذا لم تجد ما تكتبه بعد كل هذا إذن في هذه الحالة قد تكون بحاجة إلى البدء في العمل على تطوير نفسك وتنمية بعض المهارات لديك.

توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين: مقارنة نفسك بالآخرين عندما لا يكون ذلك في مصلحتك ما هو إلا مضيعة للوقت. اذا كنت تنظر للآخرين من أجل أن تصبح أفضل وتحفز نفسك على العمل للوصول إلى مستوى أفضل في مجال ما فهذا قد يكون أمرا ايجابيا، لأنه يعد تنافسا في الخير.

أما المقارنة السخيفة التي تجعلك تشعر بالخجل وتنقص من ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك فهي غير مرحب بها في حياتك. كتبت موضوع كامل عن عن هذه النقطة بالذات أنصحك بقرائته فورا ثم عد إلى هنا لإكمال قراءة هذا المقال. رابط الموضوع: كيف تتوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين مرة واحدة وإلى الأبد.

عدت؟ حسنا هذا رائع. لنكمل إذن.

حاول أن تتواصل مع الآخرين بشكل مستمر: حاول دائما أن تفتح مواضيع مع أشخاص آخرين في كل مكان تذهب إليه، تحدث مع أصدقائك في المدرسة، ناقش زملائك في العمل في مختلف المواضيع والحوارات، لا تبقى في مكانك وحيدا.

لأن الطريقة الوحيد التي تمكنك من التخلص من الخجل والخوف من الحديث مع الآخرين في محيطك هو أن تتكلم معهم لتدرك بأنه لا شيء يخيف أو يدعو للخجل من الحديث مع شخص ما عن مباراة كرة قدم أو أن تطلب مساعدة أو طرح سؤال كما في المثال السابق.

إقرأ أيضا: فن الحديث مع الآخرين وخلق حوارات ممتعة

قد يبدو لك الأمر صعبا ويحتاج إلى بذل جهد كبير، ولكن الحقيقة مغايرة تماما صدقني، فأنت لست بحاجة لأن تكون عبقريا لكي تفتح حوار مع شخص ما. كل ما في الأمر أن الخجل الزائد الذي تعاني منه وخوفك المبالغ فيه من نظرات الناس وما قد يفكرونه بشأنك هو ما يجعل الأمر يبدو صعبا للغاية وكأنه جبل شاهق أنت على وشك تسلقه.

لست بحاجة لأن تكون شخصا آخر: التخلص من الخجل لا يحتاج منك تغيير شخصيتك أو التصرف بطريقة لا تشعرك بالراحة، بالعكس يجب أن تتصرف مع الآخرين بشخصيتك الحقيقية وليس بشخصية تعتقد بأن الآخرين يودون منك أن تتصنعها، كن أنت كما أنت بأخلاقك الحميدة وأفكارك الطيبة، من خلال التعبير عن رأيك بكل حرية واحترام للرأي الآخر، فلا شيء يدعو للخوف والخجل.

فإذا لم تفهم الدرس فاسأل الأستاذ ولا داعي لأن تصمت من أجل أن تبدو بأنك فهمت وأنت لست كذلك، إذا كنت في إجتماع عمل وطلب منك إبداء رأيك فأعطي رأيك بلباقة واحترام وبدون خجل.

إذا كان هناك شيء قد يكون عليك أن تشعر بالخجل بسببه فهو أن تتصرف بشخصية غير شخصيتك وأن تتجنب الحديث أو النقاش لأنك تخاف من رأي الآخرين عنك.

تخلص من الخجل وكن على طبيعتك الجميلة، فأنت شخص له ما يميزه أيضا مثل باقي الأشخاص، كل ما أنت بحاجة إليه لكي تتخلص من هذا الخجل الزائد هو أن تثق نفسك مرة واحدة فقط وتكسر حاجز الخوف من حكم الآخرين عليك وسوف تتخلص من الخجل نهائيا مرة واحدة وإلى الأبد.

لا داعي للقلق: قد تشعر بالقلق والتوتر عندما تكون شخصا خجولا وتجد نفسك في موقف يحتاج منك أن تتحدث أو تقف أمام مجموعة من الأشخاص لتلقي كلمة عليهم مثلا وهذا طبيعي جدا، ولكن ما يجب عليك معرفته هو أنه بامكانك السيطرة على هذا التوتر ببعض التمارين البسيطة.

اذا كنت ستتحدث أمام جمهور من الناس فإنه بامكانك القيام بعمليات الإسترخاء مثلا قبل أن تصعد إلى المنصة التي ستلقي منها كلمتك.

يمكنك أيضا أن تخفي قلقك وتوترك بإلقاء بعض النكت أو التعليقات الطريفة حول الموقف الذي تتواجد فيه وسوف تلاحظ بأن أغلب الأشخاص من حولك سوف يجدون الأمر ممتعا وهذا ما يجعلك تبدو واثقا في نظرهم، مما سوف يجعلهم يعجبون بك لأنك شخص يتصرف بشكل طبيعي من غير أن يسمح للقلق أو التوتر بأن يسيطر عليه.

تذكر دائما بأنه بامكانك التحكم في مشاعرك وتصرفاتك اتجاه ما يحدث لك. قد تتعرض لموقف معين قد لا يكون جيد ولكن طريقة تعاملك مع الأمر قد تلقب الطاولة لصالحك، فعلامات الخجل لن تظهر عليك إلا اذا سمحت أنت لها بذلك، وذلك عندما تشعر في داخل نفسك بأن ما حدث يعد أمرا محرجا ويدعو للخجل، بينما في الحقيقة قد لا يكون كذلك أبدا، وكل ما تفكر به يدور داخل عقلك فقط.

تقبل المديح: من عادة الأشخاص الذين يعانون من مشكلة الخجل أنهم يرفضون المديح الذي يمنحه لهم الآخرون، لا تفعل هذا. حاول أن تقبل المديح الذي يقدمه لك الآخرون بكل فرح وسرور، لأنك في الغالب تستحقه حقا، فلا تقم بإفساد الأمر بأن ترفضه.

فإذا قيل لك بأنك تجيد الرسم ولك موهبة وأنت تعلم جيدا بأنك كذلك فلا تقل بأن رسمك لا شيء بالنسبة لما رأيته من رسومات لفنانين آخرين، أو أن هناك من هو أفضل وأكثر موهبة منك، قد يكون ذلك صحيحا ولكن رجاء لا تفعل. في المقابل كل ما عليك قوله هو شكرا للشخص الذي مدك وواصل العمل على تطوير وصقل مهارتك وفقط.

كن شخصا معتدلا وايجابيا واثقا من نفسه: الأشخاص من حولنا يفضلون الأشخاص الإيجابيين ويتجنبون أولئك الأشخاص الذين يكثرون من التذمر والشكوى باستمرار، كما أنهم قد لا يشعرون بالإرتياح عند جلوسهم مع أشخاص يعتذرون كل لحظة عما يقولونه أو يفعلونه ولو لم يكن خطأ.

حاول أن تعمل على تقوية الثقة بالنفس لديك فهي خطوة أساسية في كيفية التخلص من الخجل. واعلم بأنك الشخص الوحيد الخاسر اذا لم تكن قادرا على التعبير عن أفكارك والتحدث بسهولة مع الآخرين والمطالبة بحقك المشروع أيضا (كأن تطلب من الأستاذ أن يشرح مرة أخرى الفكرة التي لم تفهمها في الدرس)

كانت هذه بعض النقاط المهمة التي يمكنها أن تساعد في التخلص من الخجل الذي تعاني منه. اذا استفدت من الموضوع لا تنسى كتابة تعليق ومشاركة المقال.

سلام :)