كيفية تنظيم الوقت وادارته بحيث يصبح استثمارا يمكنك استغلاله من أجل الوصول إلى أهدافك
عندما نتحدث عن تطوير الذات فلا بد أن نتكلم أيضا عن كيفية تنظيم الوقت وادارته بشكل صحيح بحيث يعود علينا بالفائدة وكل الأمور الإيجابية التي يجب أن تتواجد في حياة شخص مهتم بتحسين حياته.
لعلك قد سمعت وقرأت كثيرا عن أهمية اداراة الوقت بشكل جيد، وبالتالي قد تكون مهاراتك في هذا الجانب لا بأس بها أو حتى جيدة اذا كنت قد حاولت العمل وتطبيق بعض النصائح المتواجدة هنا وهناك والتي لم تعد تخفى على أحد حول موضوع استثمار الوقت.
ولكن بغض النظر عن مستواك ومهاراتك في تنظيم الوقت فإنني من خلال هذه تدوينة اليوم سوف أحاول أن أساعدك في أن تصبح شخصا يقدّر وقته أكثر وبالتالي شخصا يعرف جيدا كيفية تنظيم الوقت.
دعنا من المقدمة الآن ولندخل في صلب الموضوع وهو كيفية تنظيم الوقت واستثماره بشكل جيد.
لماذا تنظيم الوقت ؟
لأن قانون الـ 24 ساعة في اليوم ينطبق على الجميع بحيث عدد سعات اليوم لا يزيد عن ذلك لأي كائن من كان، توقف عن تكرار المقولة السخيفة التي تقول بأنك لا تملك الوقت للقيام ببعض الأعمال التي يتطلبها العمل على تطوير نفسك وتحسين حياتك. لأنك بينما تتذمر وتخلق الأعذار هناك من يعمل ويحقق أهدافه بنفس عدد الساعات.
وتذكر دائما بأنك اذا خسرت بعض المال فإنه باستطاعتك دائما أن تعوضه وتسترجع ما خسرته وربما أكثر. ولكن عندما يتعلق الأمر بالوقت فإن رصيدك ينقص وفقط ولا مجال لتعويض الخسائر.
ولأنه لا يوجد مجال لإضافة بعض الساعات الإضافية إلى الـ24 ساعة الأساسية فإنك مطالب بمعرفة واتقان قواعد استثمار وادارة الوقت كما يفعل الأشخاص الناجحين.
كيفية تنظيم الوقت : قواعد واستراتيجيات
الآن سوف نتطرق إلى أهم الطرق والإستراتيجيات التي يمكنها مساعدتك على ادارة وقتك واستغلاله بشكل جيد بحيث تتمكن من انجاز الكثير من الأمور في وقت قد يبدو لك في الوهلة الأولى غير كاف أو محدود جدا.
خطط لليوم التالي : حاول أن تقوم بالتخطيط في كل أمسية لما سوف تنجزه في اليوم التالي. لا تخف من كلمة تخطيط لأن المطلوب هنا هو مجرد تخطيط بسيط بدون أي تعقيدات. لأن الهدف هو أخذ فكرة عامة عما ينتظرك في اليوم التالي فقط.
ضع وقتا محددا للإنتهاء من المهام : حدد الوقت اللازم لإنجاز كل مهمة وحاول ألا تتجازوه.
اذا كنت طالبا مثلا ولديك العديد من المواد لتقوم بدراستها ومراجعتها فحاول أن تقسم وقتك بشكل جيد على جميع المواد. مثلا حدد 3 ساعات لكل من الرياضيات والفيزياء. ساعة أو ساعة ونصف للغة مثلا. وكهذا.
بهذه الطريقة سوف تتمكن من معرفة الوقت الذي سوف تنتهي فيه من انجاز جميع المهام، فإذا طبقنا الطريقة على المثال السابق الخاص بالطالب، فاذا كان الطالب قد بدأ المراجعة على السعاة التاسعة صباحا مثلا فإنه سوف ينتهي من مراجعة الرياضيات بحلول منتصف النهار، ولنقل بأنه بدأ مراجعة مادة الفيزياء على الساعة الواحدة وبالتالي سوف ينتهي منها في الساعة الرابعة وهكذا إلى أن ينهي برنامجه الدراسي للمراجعة حسب المواد التي قرر دراستها في ذلك اليوم.
اقرأ أيضا : كيف تتفوق في دراستك وتصبح الطالب رقم واحد في الصف
عمل واحد : في بعض الأحيان نسعى إلى انجاز العديد من المهام في نفس الوقت فينتهي بنا الأمر إلى عكس ما نريد تماما، ما يعني أننا لا ننجز أي شيء بشكل كامل، وبالتالي نحصل على الكثير من المهام التي تحتاج إلى الإنتهاء منها، ونتيجة ذلك فإننا عوض أن نربح بعض الوقت نجد أنفسنا نضيع الكثير منه.
هناك حقيقة مهمة يعرفها كل شخص يتمتع بفعالية وأداء عاليين في انجاز المهام وتحقيق الأهداف في الأوقات المحددة. هذه الحقيقة سوف تضاعف من قدرت على انجاز الكثير في وقت قليل ما ان تبدأ في استعمالها.
الإستغلال الجيد للوقت والإدارة الجيدة لهذه الثروة الثمينة التي نملكها تتطلب معرفة جيدة بأهمية التركيز.
حدد أولوياتك : اجعل من الأعمال المهمة التي لها الأولوية في جدول أو برنامج أعمالك هي الأولى باهتمامك و وقتك. كأن تبدأ بالأعمال التي لها أجال محددة لتسليمها أولا أو التي دنى أجل تسليمها مقارنة بباقي المهام أو الأعمال التي وقت تسليمها لا يزال بعيدا.
في بعض الأحيان يكون من الصعب تحديد الأعمال ذات الأولوية الكبرى، خاصة عندما لا تكون هذه المهام محدد بوقت من أجل الإنتهاء منها أو تسليمها.
في هذه الحالة يمكنك أن تسأل نفسك عن أي هذه الأعمال سوف يقربك أكثر من هدفك إذا انتهيت منه أولا. هل هذا العمل سوف يعود عليك بالفائدة ؟ هل يستحق هذا العمل وقتي وجهدي ؟ هل الدقائق التي سوف أستثمرها في هذا النشاط قد يساهم ولو قليلا في بناء الشخصية والحياة التي أريدها ؟
لا تكن مشغولا : من بين أهم القواعد التي تحكم تنظيم الوقت هي قاعدة لا تكن مشغولا. كن منتجا.
قد سبق وتطرقت لهذا المفهوم في تدوينات سابقة ولكنني سوف أعيد شرحه هنا للذين لم يتعرفوا عليه من قبل.
هذه القاعدة ببساطة تعني أن كونك شخصا مشغولا لا يعني أبدا بأنك شخص منتج وذو فعالية. فقد تقضي يوما كاملا في العمل على شيء ما ولكن في آخر اليوم سوف تجد نفسك لم تتقدم خطوة واحدة باتجاه هدفك.
بينما قد يجلس شخص آخر يعرف كيف يستثمر وقته ويستغله جيدا ثلاث ساعات فقط يعمل على نفس الشيء لتكون تلك الثلاث ساعات جد كافية بالنسبة له لتحقيق تقدم لا بأس به وحتى جيد في نفس الإتجاه وهو تحقيق الهدف وانهاء العمل.
وبالتالي فإن عدد الساعات التي تقضيها في انجاز عمل ما ليست العامل الوحيد الذي يحدد مدى تقدمك فيه. ولكن مدى تركيزك في تلك الساعات يعد عاملا مهما هو الآخر.
تخلص من المشتتات : أصبح اليوم من الصعب البقاء بعيدا عن جميع الملهيات والمشتتات التي تطلب انتباهنا باستمرار في كل ثانية وفي كل لحظة. فتنبيهات التطبيقات والرسائل لا تتوقف ابدا، فلا تكاد تنتهي من تفقد تنبيه حتى يصلك تنبيه آخر، وهذا يؤثر كثيرا على تركيزك ويجعلك غير قادر على ابقائه على عملك وما تقوم به.
التخلص من هذه المشتتات نهايئا قد يكون مهمة مستحيلة ولكن بامكانك دائما أن تقوم بتقليل تأثيرها عليك عن طريق بعض الإجراءات التي يمكنك اتخاذها قبل أن تشرع في العمل على مشروع مهم.
يمكنك على سبيل المثال أن توقف صوت التنبيهات في الهاتف الخاص بك، كما يمكنك أن تجد مكانا هادئا في البيت أين يكون صوت التلفزيون غير مرتفع أو غير مسموع تماما.
توقف عن التسويف : التسويف هو العدو الأول الذي يجعلك تضيع الكثير من الوقت بسبب تأجيل أعمالك دائما إلى وقت لاحق.
تخلص من هذه العادة السلبية قبل فوات الوقت لأنك اذا لم تتخلص منها بسرعة فإن يوما ما سوف يأتي وسوف تجد نفسك غير قادر على التأجيل إلى يوم آخر، وعندما يأتي ذلك اليوم سيكون الوقت قد فات وسوف تندم على كل تلك الأيام التي كنت قادرا على العمل فيها وانجاز ما هو مطلوب منك ولم تفعل.
اقرأ أيضا : تخلص من التسويف والمماطلة وابدأ بإنجاز أعمالك الآن
تعلم كيف تقول لا : اذا كنت غارقا في القيام بأعمال مهمة بالنسبة لك وطلب منك القيام بمهام أو نشاطات أخرى لا تخدم أهدافك كثيرا فلماذا تقول نعم عوض أن تقول أنا أسف ولكنني لا أستطيع فأنا أعمل على أمور مهمة وليس لدي الوقت الكافي للقيام بأعمال اضافية.
تحديد الأمور المهمة في حياتك يصبح أمرا في غاية الأهمية عندما يتعلق الأمر بقول ‘ نعم ‘ أو ‘ لا ‘ لبعض الأمور. لأنك في كل مرة تقول فيها نعم لأمر غير مهم أو ليس ذو أولوية كبيرة بالنسبة لك فهذا يعني بأنك قلت لا لشيء آخر أكثر أهمية منه.
فعندما تستجيب إلى دعوة صديقك للخروج بينما أنت بحاجة إلى الدراسة من أجل امتحان يوم غد فإنك تقول لا للنجاح في الإمتحان.
عندما تقول نعم لكل تلك العادات الغذائية السلبية فإنك في نفس الوقت تقول لا للياقة البدنية وصحتك وجمسك الذي سيفقد شكله الجميل.
عندما تقول نعم لتضييع الوقت على مواقع التواصل الإجتماعي بدون فائدة ولا مصلحة فإنك في نفس الوقت تقول لا لكل تلك العادات والمهارات والحياة الإجتماعية السليمة التي كان بامكانك العمل على بنائها باستغلال ذلك الوقت.
ادراة الوقت مهارة تكتسب
أن تكون قادرا على ادارة وقتك واستثماره بشكل جيد من خلال تحديد أولوياتك وأهدافك المهمة بالنسبة لك تعد مهارة قد لا تكون في حوزتك الآن ولكنك قادر على أن تمتلكها ان أردت. لأن ادارة الوقت مهارة مثلها مثل أي مهارة أخرى تحتاج منك تعلمها والعمل عليها.
أنت الآن تعرف ما الذي يجب عليك فعله، فلا تنتظر كثيرا حتى تقوم بتحديد أولوياتك لتبدأ بعد ذلك في العمل على تحقيق أهدافك والأمور المهمة بالنسبة لك.
وتذكر بأن وقتك محدود ولا وقت لتضيعه في ما لا يعود عليك وعلى غيرك بالخير والنفع.
أتمنى لك التوفيق.
صديقك محمد.
مقالاتك كلها مفيدة مشكور