كل شيء يبدأ في تلك اللحظة…الإستيقاظ !
كل شيء له بداية…وبدايتك أنت ستكون في اللحظة التي تقرر أنها كذلك.
البدايات الجديدة، كلنا يحلم بها ويحبها ويسعى من أجلها، تلك اللحظة التي تحاول فيها أن تبدأ شيئا جديدا تماما، كأن تقرر البدء في ممارسة الرياضة، أو الشروع في العمل على مشروع جديد خططت له طويلا، أو محاولة ايجاد وظيفة جديدة بعد أن مللت من وظيفتك السابقة التي لم تعد تلبي رغباتك الشخصية وطموحاتك المهنية…قد تكون بدايتك التي تطمح إليها هي العمل على التخلص من الجانب السلبي الذي يطغى على حياتك وشخصيتك…المهم هو أن كل واحد منا يحمل في نفسه رغبة في بداية جديدة لتحقيق مستقبل أفضل.
لكن المشكلة التي قد تواجهك هي : من أين أبدأ ؟ كيف يمكنني أن أصنع بداية جديدة لأنطلق في طريق صحيح لما أريد ؟ كيف يمكنني صنع مستقبل أفضل انطلاقا من الحاضر…من الآن. كيف أتمكن من تطوير نفسي وشخصيتي للأفضل وبشكل مستمر ودائم ؟
في الحقيقة كلنا هذا الشخص، كل واحد منا يرغب في ما هو أفضل، جميع البشر من دون استثناء إن سألتهم عن الأشياء التي يريدونها أن تكون في حياتهم لقالوا بأنهم يرغبون في وظيفة جيدة تلبي رغباتهم واحتياجاتهم المادية والمعنوية…في جسم رياضي جميل…عيش حياة هادئة بعيدة عن القلق..علاقات اجتماعية ومهنية مهمة وجيدة…الحصول على درجات عالية بالنسبة للطلبة…باختصار، الجميع يريد أفضل وأحسن ما يمكن الوصول إليه من نتائج في مختلف الميادين والمجالات وهذا أمر طبيعي.
ولكن الأهم من كل هذا هو كيف يمكننا أن نصل ونقترب من كل هذه الأهداف التي نرغب في بلوغها ؟ لماذا ينجح البعض في تحقيق أهدافهم بينما يبقى الآخرون بعيدون عن تحقيق أهدافهم ؟
ببساطة، أسباب الفشل والإخفاق ثابتة ولا تختلف كثيرا وقد تطرقنا لها في العديد من المرات في تدوينات مختلفة هنا في المدونة. لكن من حسن حظنا أيضا أن معايير النجاح لا تتغير كثير أيضا وقد تطرقنا للعديد منها هنا في المدونة أيضا من خلال العديد من التدوينات وفي هذه التدوينة والتدوينات القادمة سنواصل ذكر بعضها والتي تعتبر مهمة جدا وتساعدك في رحلتك نحو تحقيق أهدافك.
لحظة البداية : الإستيقاظ !
سنبدأ بأول خطوة عليك القيام بها وهي ضرورية للغاية وكل الأشخاص الذين تمكنوا من الوصول لأهدافهم يؤكدون أنها كانت نقطة البداية بالنسبة لهم، أتعلم ما هي…إنها تحديد ما تريده حقا.
كل من يعيشون في احباط وسلبية وفشل، جميع الذين لم يحققوا أشياء عظيمة في حياتهم…كل الذين تراهم كل يوم يعيشون بلا هدف ولا غاية…كل أولئك الأشخاص الذي يضيعون أعمارهم وأموالهم وصحتهم في أشياء تافهة هم أشخاص نائمون بحاجة لأن يستيقضوا.
اقرأ أيضا : 10 دروس من بروس لي الحياة والنجاح
الإستيقاظ والخروج من حالة الركود والخمول التي يعيش فيها البعض قد يكون أمرا صعبا وهذا أمر طبيعي جدا، كيف يمكن لشخص أن يبتعد عن أمور تافهة وغير مفيدة إن لم تكن لديه أمور أخرى أفضل من تلك التي يمارسها كل يوم.
لهذا إن كنت تريد أن تخرج من الروتين القاتل الذي تعيش فيه، إن كنت ترغب في بلوغ مستوى أعلى في قدراتك وشخصيتك وحياتك عليك أن تجد لك هدفا وغاية تعمل من أجلها.
عليك أن تحدد الشيء الذي ترغب في تحقيقه بكل وضوح…عليك أن تحدد العادة السلبية التي تود التخلص منها بدقة…يجب عليك أن تحدد الوزن الذي ترغب في الوصول إليه بالتحديد…عليك أن تقرر تطوير نفسك في الجانب الذي ترى نفسك بحاجة إليه ولكنك غير جيد فيه.
ولتقوم بهذا حاول أن تعقد جلسات منتظمة مع نفسك في أوقات معينة لتكلمها وتكلمك، لتسمع منها وتسمع منك، حاول أن تجلس يا صديقي مع نفسك قليلا وتبتعد عن صخب ما يسمى بالآخر، ابتعد بين الحين والآخر عن الصخب الذي يحيط بك ويمنعك من الإستماع لنفسك، خصص وقتا لكي تراجع فيه نفسك وترى ما الذي تصنع بحياتك ونفسك وفي أي اتجاه تقودها.
حاول أن ترى ما الذي أصبت فيه وما الذي أخطأت في القيام به، حاول أن تسترجع بعض اللحظات التي تصرفت فيها بشكل كان يمكن له أن يكون أفضل.
حاول أن تقدر وتحسب الأشياء الإيجابية التي حققتها مقابل الأمور السلبية التي لم تكن في خانة الإيجابيات والتي عليك أن تتجنبها مستقبلا.
سلوك بعض الأشخاص وشخصياتهم وحتى حياتهم لا تتغير أبدا لأنهم لم يتوقفوا ولو للحظة في حياتهم ليسألوا أنفسهم، لماذا أتصرف بهذ السلوك السيء ؟ لماذا أضيع حياتي كهذا من دون أن أفعل أي شيء فيه خير لي وللناس من حولي ؟ إلى متى سأستمر في تضييع سنوات عمري بدون فعل أي شيء فيه خير…إلى متى سأبقى أضيع وقتي في أمور تافهة لا تضيف لحياتي وشخصيتي أي شيء…إلى متى سأبقى مهملا لصحتي وجسدي بهذا الشكل..
قليل من الأشخاص من يقف مع نفسه بين الحين والآخر ليراجع يومه في ما قضاه، هل قام بشيء مفيد في الـ24 ساعة الماضية يمكن أن يساعده في أن يجعل نفسه وحياته أفضل ؟
حاول أن تقيم نفسك بنفسك، حاول أن تكتشف الثغرات الموجودة في حياتك وشخصيتك لأن أول خطوة نحو النجاح والتقدم في حياتك هو أن تدرك الأمور التي هي بحاجة لتحسين و الأمور التي أنت بحاجة للتخلص منها تماما، أما الأشياء الإيجابية فأنت لست بحاجة لأن أخبرك بأنه عليك أن تحافظ عليها.
إن استعمالك لهذه الطريقة سيسمح لك دائما بايجاد أهداف جديدة تعمل عليها، سيدفعك السؤال والبحث عن كيف يمكنك أن تصبح شخصا جيدا إلى العمل على تطوير نفسك دائما، وبحثك عن الأمور السلبية في حياتك سيجعلك دائما تجتهد وتعمل على عدم السماح للأمور السلبية والتافهة بالدخول في حياتك، ستتعلم كيف تستفيد من وقتك فيما ينفعك، ستتعلم كيف تستعمل قدراتك ومهاراتك في اشياء تدفع بحياتك للأفضل وليس للأسوء. وبهذ الطريقة ستجد طريقك نحو هدف جديد وبداية جديدة نحو شيء أفضل.
أن يكون لك هدف أمر مهم جدا في عملك على تطوير نفسك وتحسين حياتك، عليك أن تجعل لنفسك غاية تستيقظ من أجلها كل صباح لتعمل عليها، لأنه من غير هدف لن تتقدم أبدا وسوف تستسلم سريعا لأنك تجهل ما الذي تعمل من أجله، سترتكب أخطاء كثيرة في اختيار الأمور الهامة بالنسبة لك والتي لها الأولوية الكبرى إن لم تكن تمتلك نظرة واضحة عما تريد أن تحققه.
إن وجود هدف لديك هو الذي يساعدك على تنظيم وقتك لأنك ستدرك جيدا بأنه لا وقت لديك لتضيعه في أمور تافهة لن تساعدك على الوصول لما تريده.
حاول أن تضع أهدافا في حياتك وتعمل على تحقيقها، اجعل لك أهدافا مهمة تجعلك تشعر بقيمة قدراتك وانجازاتك، معظمنا يحقق أشياء أقل بكثير مما يمكنه تحقيقه لو وضع هدفا محددا و وثق بالله وبنفسه وقدراته على أنه بامكانه الوصول إليه إن بذل الجهد والوقت اللازمين لذلك.
عليك أن تستيقض من سباتك العميق الذي طالت فترته، عليك أن تتحرك إلى ما هو أفضل…عليك أن تبدأ العمل على تحقيق أهداف جديدة مهمة…عليك أن تبقى في حركة تطور وتقدم مستمرين، لأنك إن لم تكن تتقدم فأنت تتراجع، هذه هي القاعدة.
البداية الجديدة يجب أن يرافقها هدف، لا يمكنك أن تبدأ أي شيء إن لم تكن قد حددت الهدف الذي ستعمل على الوصول إليه.
تخيل أنك تخرج من بيتك وأنت لم تحدد وجهتك التي ستتجه إليها، هل يمكن أن تتخيل الطريقة التي ستسير بها ؟
إن لم تكن قادرا على تحديد وجهتك من البداية فإنك لن تستطيع الوصول لأي مكان، وفي المقابل ستبقى تدور وتدور في حلقة مفرغة لن تخرج منها أبدا وفي النهاية سينتهي بك الأمر وقد انتهى وقود سيارتك أو ستتعب قدميك وتتوقف في منتصف الطريق وأنت لا تدري أين أنت ولا إلى أين تتجه.
ولكن إن وضعت هدفا واضحا منذ البداية، إن أخذت الوقت اللازم في التفكير مع نفسك في الذي تريد تحقيقه والوصول إليه فإن الأمر سيكون سهلا أكثر.
لحظة استيقاظك ستكون تلك اللحظة التي تجد فيها هدفا تعمل عليه، قد يكون تفوقك في دراستك أو انجاح مشروعك، أو الحصول على ترقية أو إكتساب مهارة في مجال ما، المهم أن تضع هدفا تسعى من أجل تحقيق ويجعلك شخصا أفضل.
اللحظة التي تجد فيها هدف مهم هي اللحظة التي ستكون بمثابة البداية بالنسبة لك وأول خطوة في طريق طويل نحو حلمك وهدفك الكبير، فكن مستعدا.
يتبع…
فعلاً لحظة الأستيقآظ هيآ أگثر مآنحتآج أليه في حيآتنآ ولو تفگرنآ مع أنفسنآ بعض الشيء كمآ ذگرت أعلى لأدرگنآ گم نحن بحآجه مآسه للحظة ألأستيقآظ هذه أو بلأصح لأدركنآ كم نحن بحآجه للقيآم بثوره مع أنفسنآ نطيح بهآ بسلبيآتنآ وأهمآلنآ ونبني بهآ حلمنآ الجديد والجميل ،، شگراً لگ أخي ومعلمي محمد على تدوينآتگ ودروسگ المتميزه والفريده 3>
أهلا بك أحمد أسعدني جدا تعليقك الرائع وشكرا لك أيضا على المتابعة :)
merci
de rien :)
مواضيع ممتازة وموقع رائع كلمة شكرا قليلة في حقك اخي
شكرا لك che guevara وأهلا بك في المدونة :)
سؤال انا كنت شخص اجتماعي ومرح لكن مؤخرا تغيرت اصبحت شخص انطوائي وخجول اصبحت نظرتي للناس سلبية لا اعرف ما سبب تغيرت كثيراااااااااا
che guevara ليس هناك تغير يحدث في شخصية الواحد منا هكذا من دون أي مقدمات، حاولي أن تفكري في الأمر الذي جعلك تتغيرين بهذا الشكل ومن ثمة حاولي أن تتعاملي مع الأمر بما يناسب من أجل أن تستعيدي حالتك الطبيعية.
نعم عندما نعرف ما نفعله و نحقق اهدافنا يسهل كل شيئ ف القدرة على معرفة الذات و تشجيع الشخصية على تحقيق مرادها من اهم العوامل ف النجاح شكرا الاخ محمد على مواضيعك الشيقة دمت بخير
مرحبا نور
شكرا لك ودمت بخير أيضا :)
اعاني من مشاكل بحثت عن حلول وبدون جدوى واتمنى ان اجدها هنا
انا لدي احساس انني مختلف عن الاخرين وانني لا استطيع التحدث بطلاقة و احس بعدم الثقة بالنفس و انا شخص هادئ و دائما اتخيل اشياء وهميه ليست واقعيه بل من الخيال وانا احس انني كالطفل لا بد من الرعاية والاهتمام والخوف من المشاجرات مع الاخرين وعدم اتخاذ الرأي الحاسم ودائما اقدم مشاعري عن تفكيري بالعقل ارجو الرد بسرعه علما ان عمري 16 من السعودية
مرحبا مشعل
يمكنك البحث هنا في المدونة عن التدوينات التي تناولنا فيها كيفية كسب ثقة بالنفس وعن اساليب وطرق التحدث والتواصل مع الآخرين وسوف تساعدك كثيرا في تحسين قدراتك على التواصل وكذلك تقوية ثقتك بنفسك.
بارك الله فيكم على هذه النصائح القيمة فنحن حقاً بحاجة اليها أنا طالبة احضر أطروحة دكتوراه وعندي طموحات كثيرة اود تحقيقها كحفظ القران وتنمية المستوى الثقافي لدي …لكني لم استطع ان اقوم بخطوة واحدة واتحجج بدراستي لان وقت إنجاز البحث محدد ولا يسعنا التأخير في حين يمكن تخصيص وقت في كل يوم للنشاطات الاخرى لكن كيف السبيل لذلك؟ كل يوم اقول غداً أبدا!!!!!!! وتمر شهور وشهور دون تغيير
بارك الله فيك أم محمد زكرياء
أولا أحب أن أهنئك لكون لديك أهداف وطموحات ترغبين في تحقيقها فهذا أمر رائع حقا، إلا أن في الوقت الحالي ما دمت تحضرين للدكتوراه وهذا شيء رائع حقا أهنئك عليه أيضا فلا بأس إن كان تركيزك منصب عليها فقط في الوقت الحالي، لأن وضع أهداف كثيرة في نفس الوقت قد يؤثر بشكل سلبي على انتاجيتك فيما تعملين عليه ، وخاصة كما ذكرتي بأن للدكتوراه وقت محدد عليك تقديمه خلاله، ولكن إن كنت ترغبين في القيام بنشاطات أخرى رغم ذلك فيمكنك أن تختاري نشاطات لا تتطلب منك وقتا وجهدا كبيرين، مثلا إن كنت ترغبين في تنمية مستوى ثقافتك فيمكنك قراءة كتاب لمدة عشرة دقائق يوميا مثلا، أو مشاهدة بعض البرامج التثقيفية المفيدة لمدة نصف ساعة أو ساعة يوميا فهذا سيكون مفيد لك في ضل وقتك الضيق، من ثم بعد انتهائك من دراسة الدكتوراه يمكنك أن تتفرغي لنشاطاتك بشكل أفضل بحسب قدرتك وما يناسبك فالأمر ليس شيئا صعبا جدا ولكنه يتعلق بكيفية تنظيم والوقت وترتيب الأوليات فقط.
لتستفيدي أكثر ادعوك لقراءة تدوينة عن تنظيم الوقت هنا في المدونة وكيفية التخلص من التسويف يمكنك ايجادها بكتابة ما تبحثين عنه في مربع البحث في المدونة على اليسار، ستساعك كثيرا. كما أنصحك بقراءة التدوين الأخيرة التي ستنشر اليوم.
في الأخير اتمنى لك التوفيق في دراستك للدكتوراه وإن شاء الله المزيد من النجاح التوفق :)