التغييرتطوير الذاتتطوير المهارات

فن الإتيكيت والتصرف الجيد مع الآخرين في مختلف المواقف الإجتماعية اليومية

من بين أهم المهارات التي عملت على اكتسابها خلال السنوات القليلة الماضية هي فن الإتيكيت وفن التعامل مع الناس في مختلف الظروف والمواقف الإجتماعية التي أصادفها في حياتي اليومية.

في حالة ما كنت لم تسمع من قبل بعبارة فن الإتيكيت أو بكلمة اتيكيت بكل بساطة، فأنت اليوم بصدد اكتشاف عالم جديد مليئ بالأشياء المثيرة التي سوف تفتح أمامك أفاقا جديدة لدخول قلوب الناس وكسب محبتهم واحترامهم واعجابهم أيضا.

لكن قبل أن ندخل في التفاصيل أود أن أشرح هذا المصطلح الذي قد يكون غريبا بالنسبة لك.

ماهو فن الإتيكيت

فن الإتيكيت هو عبارة عن مجموعة من التصرفات والسلوكات التي نظمت الحياة اليومية للعائلات الملكية في الماضي ولا تزال إلى يومنا هذا بالنسبة لبعض العائلات الملكية.

بحيث تحكم هذه السلوكات وتحدد الطريقة الصحيحة والمناسبة التي يجب أن يتعامل بها مختلف الأطراف الفاعلة من موظفين وخدم وغيرهم من الأشخاص المحيطين بالقصر فيما بينهم.

ولكن هل يمكنني حقا الإستفادة من فن الإتيكيت هذا اليوم ؟ تسألني الآن. في عصر يكاد الناس لا يعرفون أي شيء فيه عن حياة القصورة والممالك والعائلات الملكية !

مهلا يا صديقي ، هل حدث وأن قدمت لك مقالا يحتوي على نصائح غير قابلة للتطبيق ؟ حسنا . ثق بي وتابع القراءة اذن (;

لماذا فن الإتيكيت

لأن الطريقة التي تتصرف بها مع الأشخاص من حولك تكشف العديد من الأشياء عن شخصيتك وعن التربية التي حصلت عليها وعلى المكان التي أتيت منه.

فإذا كنت تعتقد بأنك بعيد عن أنظار الناس التي تحكم على أي تصرف لائق أو غير لائق يصدر منك فأنت بحاجة إلى اعادة التفكير مرة أخرى.

هنا يأتي دور فن الإتيكيت الذي يفتح أمامك المجال لإعطاء أفضل انطباع عن نفسك ويجعل صورتك جميلة ومحترمة في أذهان من تقابلهم.

فن الإتيكيت : الدليل الشامل لكيفية التعامل والتصرف في مختلف المواقف الإجتماعية

القاعدة رقم 1 : من أهم القواعد التي يجب عليك احترامها هي قاعدة احترام الوقت والمواعيد.

في عالمنا العربي عامة لدينا مشكلة كبيرة عندما يتعلق الأمر بالوقت واحترامه وكيفية استغلاله. لأن آخر شيء نفكر فيه عندما نعطي شخصا ما موعدا هو التوقيت المتفق عليه.

فغالبا ما يكون اللقاء بعد نصف ساعة على الأقل بعد التوقيت الأصلي المتفق عليه، وهذه عادة سلبية جدا يجب عليك وعلينا كعرب بصفة عامة التخلص منها واعادة التفكير في قيمة الوقت الذي نملكه.

حاول أن تكون شخصا يحترم الوقت أولا ويحترم الآخرين ثانيا. حاول دائما أن تكون أول من يصل إلى الموعد ولو بعشر دقائق قبل الوقت المحدد. في حالة ما تعذر عليك ذلك لسبب من الأسباب الخارجة عن ارادتك فعلى الأقل اتصل بالشخص أو قم بارسال رسالة نصية قصيرة تعتذر فيها وتعلمه بأنك سوف تتأخر قليلا عن الموعد.

القاعدة رقم 2 : عود لسانك على قول “شكرا” و “من فضلك” فهي من أبسط الأمور التي يتطلبها اتقان فن الإتيكيت.

هاتين الكلمتين لهما مفعول السحر في بناء العلاقات الإجتماعية وتقويتها، كما أنها تعطي انطابع جيد عن الشخص الذي يستعملها، فهي تدل على حسن تربية الشخص وتقديره للأشخاص من حوله وما يقومون به من مجهود.

الجيد في الأمر أن استعمال مثل هذه الكلمات لا يتطلب أي جهد. صدقني ما ان تبدأ في استخدامها سوف يصبح الأمر أتوماتيكيا بدون ارادة منك.

القاعدة رقم 3 : قدم المساعدة لمن يحتاجها عندما يمكنك ذلك.

هناك بعض المساعدات لا تحتاج منك مجهودا عظيما، بل هي مساعدات بسيطة جدا كأن تدل شخصا ما على الطريق، أو أن تساعده على حمل بعض الأشياء اذا كان مقيما معك في نفس الحي مثلا، أو كأن توجه شخصا ما الى الشباك الصحيح ليستخرج بعض الأوراق من مصلحة ما..الخ

القاعدة رقم 4 : دائما أعلن عن ذهابك عن الأشخاص الذين تكون جالسا معهم، لأن بعض الأشخاص يفتقدون إلى فن الإنصراف والذي يعد من أهم القواعد في فن الإتيكيت.

فكل مجموعة أصدقاء لا تكاد تخلو من ذلك الصديق الذي يختفي فجأة من الجموعة من غير أن يقول كلمة واحدة. لا تكن هكذا وحاول أن تخبر الآخرين بانصارفك عنهم.

القاعدة رقم 5 : للمرة الألف لا تستعمل هاتفك عندما تكون مع أشخاص آخرين. من فضلك.

استعمال هاتفك الذكي وأنت مع أشخاص آخرين تتحدثون أو تتناولون وجبة الغداء أو مهما كان يعد تصرفا سيئا جدا ويدل على قلة الإحترام وعدم معرفتك بالأداب العامة التي توجب عليك الإستماع إلى الأشخاص الذين يتحدثون معك أو من حولك.

اقرأ أيضا : فن الحديث مع الآخرين وخلق حوارات ممتعة

فليس هناك أسوء من شخص جالس إلى المائدة مع أشخاص آخرين وبينما الآخرون يتكلمون مع بعضهم يخرج صاحبنا هاتفه ليرسل رسالة قصيرة أو يتفقد حائطه على الفيس بوك أو لمشاهدة الصور على انستغرام.

لا تفعل ذلك رجاءً، سيجعلك ذلك مستمعا سيئا، وبالتالي سوف يؤثر ذلك على قدرتك على الحديث والكلام لاحقا، وهنا يصبح هاتفك الذكي سببا في جعلك شخصا غبيا.

القاعدة رقم 6 : اذا كنت من الأشخاص الذين يرتدون النظارات الشمسية كثيرا فهذه القاعدة تهمك.

في المرة القادمة التي تتحدث فيها مع شخص ما مهما كانت مكانته أو جنسيته أو جنسه أو عمره فاحرص على نزع نظاراتك الشمسية الجميلة من فضلك، لأن تحدثك مع شخص وأنت لا تزال مرتديا نظاراتك الشمسية يدل على أن فن الإتيكيت في عالم وأنت في عالم آخر تماما.

القاعدة رقم 7 : الأسماء ثم الأسماء.

حاول أن تتذكر أسماء جميع الأشخاص الذين تقابلهم فأنت لا تعرف متى سوف تحتاج استعادة اسم أو اسمين من تلك الأسماء. فليس هناك وضع أسوء من أنك تلتقي بشخص وتلقي عليه التحية وبينما يناديك هو باسمك، مرحبا كمال. تبقى أنت وذاكرتك الضعيفة تحاولان استرجاع اسم ذلك الشخص.

القاعدة رقم 8 : الإنطباع الأول يدوم كما يقال فاحرص على أن يكون لقائك الأول مع شخص ما جيدا.

لكي تنجح في اعطاء انبطاع أول جيد حاول أن تبتسم عندما تلتقي بأشخاص جدد وتقدم نفسك إليهم، تخيل أن تقابل شخصا لأول مرة وهو بوجهه العباس البائس، كيف ستكون ردة فعلك وماهو الإنطباع الذي سوف تأخذه عن ذلك الشخص ؟ طبعا ليس انطباع جيد.

القاعدة رقم 9 : المظهر يهم ومن يخبرك بغير ذلك فهو يخفي عنك حقيقة مهمة جدا.

يمكنني أن اقول لك الآن بأن المظهر غير مهم وبأن ما يهم هو ما تحمله بداخلك وهذا الكلام الجميل، ولكن للأسف يا صديقي ربما في عالم آخر كنت سأقول هذا، ولكن في عالمنا اليوم مظهرك كأي شيء آخر يتكلم عنك وعن شخصيتك.

لا تفهم كلامي هذا بأنك بحاجة الى مائة قطعة من الثياب الباهضة في خزانة ملابسك، لا أبدا.

ما أريد قوله هو بأنك بحاجة للإهتمام بمظهرك ونظافة جسمك وملابسك، وأن تحرص على ارتداء ملابس مناسِبة لكل مناسَبة، فمثلا ملابس العمل ليست نفسها هي الملابس التي تذهب بها الى حفلة ما.

كما أن الملابس الباهضة لم تكن يوما عنوانا للأناقة أو المظهر الجميل، ولكن التنسيق الجيد لقطع الثياب البسيطة ونظافتها ونظافة الشخص ستكون جد كافية للحصول على مظهر جميل ومناسب يفي بالغرض وأكثر للحصول على احترام الناس وكذلك على ثقة بأنفسنا.

اذا كانت هناك نصيحة  واحدة يمكنك أن تخرج بها من هذه القاعدة هي النظافة والبساطة.

(ستكون مقالات عن اللباس والأناقة مستقبلا ان شاء الله)

القاعدة رقم 10 : احترم المساحة الشخصية للأشخاص.

لكل شخص منا مساحة خاصة لا يسمح بتجازوها للغرباء أو للاشخاص الذين ليسوا من المقربين منا، أي تجاوز لحدود هذه المساحة قد يجعلنا نشعر بعدم الراحة والقلق وربما الغضب.

لهذا حاول ألا تتعدى المساحة الشخصية للأشخاص وابقي دائما على مسافة مناسبة بينك وبينهم حتى لا يشعرون بعدم الراحة معك وينفرون منك بعد ذلك.

القاعدة رقم 11 : هل ترغب حقا في تعلم فن الإتيكيت ؟ اذن اليك هذه القاعدة المهمة جدا.

ما دمت في مكان هادئ وليس فيه ضجيج كبير كضجيج المصانع مثلا أو ورشات البناء وغيرها فلا يحق لك الصراخ وانت تتكلم على الهاتف.

كلنا نعرف شخصا يصرخ ويتكم بصوت عال جدا عندما يتحدث على الهاتف، لماذا ؟ الله وحده يعلم.

لا تفعل ذلك أبدا.

القاعدة رقم 12 : نبقى مع الهاتف المحمول دائما. عندما تذهب الى مناسبة مهمة أو اجتماع عمل وغيرها من المواعيد المهمة حاول أن تجعل هاتفك المحمول على الوضع الصامت واستمتع باللحظة وأظهر نفسك بأنك شخص اجتماعي يعرف كيف يتعامل مع الناس في المناسبات الإجتماعية، ولما لا تكون ذلك الشخص الذي يخلق جوا رائعا بحيث لا يمكن الإستغناء عنه في المناسبات.

اقرأ أيضا : كيف تكسب الأصدقاء وتوسع دائرة معارفك

القاعدة رقم 13 : القي التحية على الموجودين في المكان الذي تدخل إليه، لا يجب أن تدخل مباشرة وبدون مقدمات، ألقي التحية أولا ثم ادخل في الموضوع الذي تريد التحدث فيه أو الخدمة التي تريد الحصول عليها.

عود نفسك على قول التحية عندما تتعامل مع الآخرين تماما مثل قولك شكرا ومن فضلك، هذه العبارات مهمة جدا، سوف تكتشف ذلك عندما تبدأ في استخدامها.

القاعدة رقم 14 : حاول أن تبقي المكان الذي تجلس فيه نظيفا، فاذا اشتريت طعاما أو مشروبات وجلست في مكان ما، احرص على أن تترك المكان نظيفا بعد ما تنتهي من تناول ما اشتريته كما وجدته.

القاعدة رقم 15 : تناول الطعام ولكن بدون أن تزعج الآخرين.

بعض الأشخاص بصراحة لا يمكنك أبدا الجلوس وتناول الطعام معهم لأنهم يصدرون أصواتا لا تحتمل، أصوات كبيرة تجعلك مشوشا وغير قادر على التركيز في صحنك أو وجبتك.

اذا كنت تصدر أصواتا مزعجة أثناء تناولك الطعام من فضلك حاول أن تتخلص من طريقة الأكل هذه وتعلم كيف تأكل بهدوء ومن غير اصوات عالية ومزعجة.

في الأخير 

فن الإتيكيت ما هو الا مجموعة من التصرفات يفترض أن تكون موجودة في كل واحد منا، لأنها ببساطة تساعدنا على العيش بطريقة ايجابية وتساعدنا على تقوية علاقاتنا الإجتماعية وتوسعتها أيضا.

كانت هذه بعض القواعد التي سوف تساعدك في تقوية فن الإتيكيت في حياتك اذا عملت على ادخالها في حياتك طبعا، وهذا ليس بالأمر الصعب، يحتاج فقط بعض الوقت منك.

كالعادة لا تنسى كتابة تعليق ومشاركة المقال فهذا يشجعني :)

نلتقي في تدوينة جديدة ان شاء الله.

 

مقالات ذات صلة

‫12 تعليقات

  1. اختنقت وانا اقرأ حقاً صعب ان اتخيل وجود شخص بهاذا القدر المبالغ فيه من الاتيكيت لن اشعر بالراحه ايضاً موضوع النظاره حقاً تافه من الصعب ان اجعل الناس ينزعون نظاراتهم ويتوقفون عن استعمال الهاتف فقط لاني موجود،هاذا ثقيل جداً وغير عفوي لن احب تواجد هكذا اناس في حياتي ولا كوني كذلك

    1. مرحبا سخر.
      لكل نظرته للأمور، وأنا قد قدمت نظرتي ونظرت العديد من الأشخاص أيضا الذي يحاولون تصحيح بعض التصرفات الخاطئة التي أصبحت منتشرة في وقتنا الحالي. على كل هذا رأيك ويحترم (:

  2. شكرا جزيلا استاذ محمد تطرقت لطرح مواضيع مهمة بطريقة ذكية ومبسطة تستحق كل الاحترام والتقدير.مسيرة موفقة استاذ محمد .أختكم أحلام من المغرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!