دروس مهمة من قصة نجاح يوسين بولت أسرع رجل في العالم – الجزء الأول –
يوسين بولت أسرع رجل في العالم بدون منازع، وأسطورة حقيقة على قيد الحياة. أفضل رياضي اختصاص عدو سريع في تاريخ الألعاب الأولمبية بتسع ميداليات ذهبية، وأول رياضي يفوز بثلاث سباقات متتالية في مسابقة واحدة. يعد أيضا الرياضي الأكثر تتويجا في منافسة بطولة العالم باحدى عشرة فوزا.
لا تتوقف انجازات يوسين بولت عند هذا الحد فقط، فهو أول رياضي فاز بسباق 100 متر و200 متر في وقت قياسي، وهو أول من حصد ثلاثة ألقاب متتالية في سباق 100 متر، والرياضي الوحيد الذي تمكن من تحطيم ثلاث أرقام قياسية في أولمبياد واحد.
منذ ألمبياد بكين سنة 2008 بالصين، يوسين بولت حصد عشرون لقبا من أصل واحد وعشرون منافسة أجراها. وبدأت قصة أسطورة في اختصاص عدو سريع سنتعرف عليها من خلال هذه التدوينة اليوم ونتعلم منها بعض الدروس في النجاح والمثابرة والعمل.
يوسين بولت الطفل
ولد بولت في 21 أوت 1986 بجامايكا. بدأ ممارسة ألعاب القوى في المدرسة الإبتدائية بينما كان يميل أكثر إلى رياضة الكريكيت، ولكن في سن الحادية عشر خلال مشاركته في منافسة وطنية بين المدارس الإبتدائية برهن بولت عن امكانيات كبيرة وأظهر بأنه أفضل وأسرع واحد بين أقرانه.
نظرا للإمكانيات الكبيرة التي برهن عليها بولت، تم اقناعه من طرف مدربه في رياضة الكريكيت وكذلك والده بالتركيز على تطويره نفسه في رياضة الجري السريع، واقتنع بولت بذلك واستمع إلى والديه. وبدأت رحلة بطل نحو نجاح ساحق في المدرسة الثانوية تحت اشراف مدربه بابلو ماكنيل الرياضي السابق في اختصاص سباق السرعة 100 متر.
بداية ملفتة للإنتباه
في سنة 2001 وبعد سنتين فقط من التدريب في المرحلة الثانوية فاز بولت بأول ميدالية له باحتلاله المركز الثاني في المنافسة الوطنية بين الثانويات في اختصاص 200 متر. وفاز بعدها بميداليتين فضيتين في بطولة البحر الكاريبي للشباب.
في نفس السنة تأهل يوسين بولت لأول مرة في مسيرته إلى منافسة دولية وهي بطولة العالم لألعاب القوى لصنف الشباب في مدينة ديبريسين بالمجر وسنه 14 سنة فقط.
وصل بولت في تلك المنافسة إلى دور نصف النهائي ليقصى بعدها ويفشل في الوصول إلى الدور النهائي، ولكن رغم تلك النتيجة فإن الأسطورة كانت قد بدأت للتو.
في بداية سنة 2002، تمكن يوسين بولت من احراز لقب 200 متر و400 متر في منافسة ألعاب البحر الكاريبي للشباب بالعاصمة ناسو. ليعود في بطولة أمريكا الوسطى وجزر الكاريبي للناشئين ببريدج تاون ليحقق أفضل توقيت له ولأول مرة أقل من 21 ثانية في سباق 200 متر وهو 20.61 ثانية.
في نفس السنة احتظنت جامايكا بطولة العالم لألعاب القوى للناشئين، ولأن يوسين بولت كان يمتلك الموهبة والإمكانيات، قامت الفيديرالية الجامايكية بوضعه في القائمة المشاركة في البطولة، في حين كان عمر بولت 15 سنة فقط وسوف يواجه منافسين أكبر منه بسنتين وثلاث سنوات.
يقول والد بولت بأن ابنه لم يكن يرغب في المشاركة ولم يشأ الذهاب إلى مدينة كينغستون أين كانت ستقام مجريات البطولة، لأنه لم يكن يعتقد بأنه يمكنه الفوز على أولئك المنافسين، لكن والدة بولت وجدته تمكنتا من اقناعه في النهاية.
بينما تقول والدته : أخذ بولت يبكي، أخبرناه بأنه لا داعي لأن يقلق. وتظيف قائلة : كل ما كنا نرغب به هو أن يذهب بولت للمشاركة في البطولة، وبغض النظر عن النتيجة فسوف نتقبلها…قام بولت بمسح دموعه وفي الغد كان رائعا.
أصبج بعدها بولت وسنه 15 سنة أصغر بطل عالم للناشئين في تاريخ بطولة المئتين متر. كما حقق ميداليتين فضيتين مع فريقه في سباق التتابع 100 متر اربع مرات وكذلك سباق التتابع 400 متر اربع مرات.
ويقول بولت عن انجازه : في ذلك اليوم أصبحت بولت البرق، كان ولا يزال أكبر وأفضل ذكرياتي. حييت لأول مرة الجماهير وقد أعجبهم ذلك. أتذكر جيدا تلك البطولة.
وبتلك النتائج التي حققها بولت في تلك البطولة بدأت الجماهير تراه بطلا مستقبليا.
خلال سنة 2003 تواصلت انجازات بولت سواء في البطولات المحلية بين المدارس أو في البطولات العالمية والإقليمية، فخلال تلك الفترة حقق يوسين بولت صاحب 16 عام العديد من النجاحات، ما سمح له في نهاية نفس السنة باحتلال المركز العاشر في الترتيب العالمي في اختصاص 200 متر.
لم تمر نجاحت بولت على الصحافة العالمية مرور الكرام، فذهبت هذه الأخير إلى تشبيه بولت بالرياضي الأمريكي مايكل جونسون، إلا أن تفوق الجامايكي يوسين بولت على الأمريكي مايكل جونسون في تلك السن المبكرة كان واضحا، فما حققه بولت في تلك السن لم يحققه الأمركي إلا في سن الـعشرين.
وخلال نفس الفترة يقول والد بولت : قبل مغادرة بولت الثانوية، توصلنا بالعديد من الرسائل من جامعات أمريكية، وحتى من ألمانيا على ما أعتقد.
ولكن بولت لم يلتحق بأي من تلك الجامعات لأن والده كان يرى بأن العديد من الرياضيين السابقين الذين ذهبوا لم يحققوا أي نجاح. كما أن والديه رأوا بأن بولت لا يزال صغيرا لكي يذهب إلى الخارج بعيدا عنهما، وبهذا القرار التحق بولت بعدها بمركز الأداء العالي بمدينة كينغ ستون ليحصل على مدرب جديد وحياة جديدة.
إلا أن بولت الطفل لم بقى كذلك لوقت طويل.
وقع بولت بعدها عقدا مع ماركة ملابس مشهورة وكذلك مع وكيل رياضي، وتصدر صفحة رئيسية لمجلة عالمية، وصور أول اعلان تجاري له.
خيبة أمل
يدخل بولت عالم الإحتراف سنة 2004 تحت اشراف مدربه الجديد فيتز كولمان، وفي 11 أفريل من نفس السنة يحطم يوسين بولت الرقم القياسي العالمي للناشئين في اختصاص 200 متر في بطولة البحر الكاريبي للشباب والتي أقيمت في عاصمة جزر برمودا هاميلتون بوقت قدره 19:93 ثانية، ليصبح بذلك الرياضي الأول والوحيد الذي قطع مسافة 200 متر في أقل من 20 ثانية. يصبح بولت بذلك الرقم واحد عالميا وسنه 17 سنة فقط، ليصبح بعد ذلك المرشح الأكبر للألعاب الأولمبية.
إلا أن غير المتوقع قد حدث، ففي شهر ماي من سنة 2004، تعرض يوسين بولت إلى اصابة منعته من المشاركة في المافسة المقامة في غينغ ستون، وبالتالي لم يشارك في البطولة العالمية للناشئين التي أقيمت بمدينة غروسيتو بايطاليا والتي كان قد فاز بها قبل سنتين.
كان بولت قد تأهل إلى الألمبياد الذي أقيم بأثينا، وكان الجميع متشوق إلى رؤيته في تلك المنافسة العالمية الكبيرة والتي تعد المشاركة فيها حلما لكل رياضي.
إلا أن يوسين بولت لم يحضى سوى بالإنقتادات من تلك المنافسة، لأنه في الحقيقة لم يكن مستعدا لها بسبب الإصابة التي تعرض لها، والتي منعته من أن يتدرب بشكل منتظم وكما يجب، فلم يحضر للألمبياد كما هو مطلوب، لكن رغم ذلك استدعته الفيديرالية الجامايكية للمشاركة. فكانت النتجية اقصاء بولت من الدور الأول.
خسارة واحدة ليست كافية لإسقاط بولت
قد تكون الخسارة كافية للقضاء على أحلام العديد من الناس، ولكن بولت ومثله من الناجحين، الخسارة أو الفشل لا يعني شيئا أبدا، بل هو نقطة لبداية جديدة وانطلاقة أخرى قوية.
بعد ثلاثة اشهر من الخسارة المسجلة في الألمبياد، اتخذ بولت القرار الذي غير حياته تماما، فقد التحق بالمدرب جلين ميلز، الذي كان هدفه واضحا جدا، اعادة بناء يوسين بولت ليجعله يفوز في ألمبياد بكين الذي سيقام بعد 4 سنوات.
يقول المدرب جين ميلز : عاد بولت باصابة على مستوى الفخذ، فركزنا على قوته العضلية ونقاط الضعف الموجودة في جسمه. يظيف أيضا : كان بولت شابا لا يملك خبرة كبيرة، ولا يعرف ما الذي يُنتظر من رياضي محترف، لكنه كان متحمسا جدا، ومصمما على النجاح.
كما تحدث جين ميلز عن بعض السلبيات التي كانت في بولت قائلا : لقد استلزم ضبطه في بعض الأمور، مثل حضوره بانتظام إلى حصص التدريب، وتطبيقه للتعاليم، وغيرها من التفاصيل الصغيرة.
يتمتع بولت ببنية جسمية غير عادية بالنسبة لرياضي سباق سريع، بطول 1.95 متر وكتلة عضلية تصل إلى 100 كلغ، فهو يقوم بتمارين بناء الأجسام ثلاث أيام في الأسبوع ليزيد من قدرات جسمه، معرضا نفسه دائما للإصابة.
وبخصوص ذهنية بولت يقول مدربه : بما أنه ينافس مع أفضل الرياضيين في العالم كان عليه أن يتعلم كيف يضع نفسه في نفس المستوى معهم من دون أن يسمح لهم باخافته أو التقليل من قدراته.
اقرأ أيضا : لماذا تحقيق أهدافك يتطلب منك امتلاك عقلية محارب
ويقول جين ميلز أيضا عن تلميذه : يملك بولت قدرة هائلة وشبه لحظية على التركيز، كما أنه لا يجد أي صعوبة في فهم واستعاب التعليمات فهو يتعلم بسرعة. كما أنه مستعد لبذل جهد مضاعف إذا تطلب الأمر ذلك، فبعد فشله مثلا، إذا كان عليه أن يتدرب مرتين في اليوم، فأنه يبذل جهده.
وبخصوص الراحة واللعب والإستمتاع بالوقت يقول المدرب جين ميلز : على بولت أن يقاتل بين رغبته في الإحتفال والإستمتاع بوقته وبين ضرورة العمل والتدرب لمدة تسعة اشهر. وفي بعض المرات لا يتمكن من ذلك، فيجد نفسه بعدها تحت الضغط لتطوير نفسه وايجاد المستوى المطلوب.
يقول بولت عن صعوبة التدريب : هناك العديد من الناس عندما يروننا نجري يقولون بأن الأمر يبدو سهلا وطبيعيا، لكن الحقيقة هي أنه قبل الوصول إلى المرحلة التي تصبح فيها قادرا على الجري بتلك الطريقة يكون الأمر صعبا، إنه يتطلب عمل كبير، انه أيام وأيام من التضحيات والمعانات، إلى درجة أنه في بعض الأحيان تفكر في التوقف والتخلي عن كل شيء لتعود إلى المنزل، وفي بعض الأيام تستيقض في الصباح وأنت تعلم ما ينتظرك من عمل كبير في الحصة التدريبية، فترغب في ألا تذهب، لكنك لا تملك أي خيار سوى الذهاب، ان الأمر صعب للغاية، لكن الناس لا يدركون ذلك.
يوسين بولت يؤكد
بين سنتي 2005 و2007 حقق بولت العديد من النجاحات والإنتصارات، ففي 11 جوان فاز بولت بسهولة في سباق 200 متر في لقاء نيويورك، وبعدها شارك في التصفيات العالمية في غينغ ستون لنفس المسافة، المؤهلة إلى بطولة العالم التي أقيمت في مدينة هلسنكي عاصمة فنلندا، وفي 26 جوان حصد يوسين بولت اللقب الوطني بتوقيت 20:27 ثانية.
في العاشر من شهر جويلية اقترب بولت من رقمه القياسي العالمي عندما فاز بلقب بطولة أمريكا الوسطى وجزر الكاريبي لصنف الأكابر بناسو بتوقيت 20:03 ثانية.
بعدها بأيام قليلة حقق بولت المركز الثاني بعد الأمريكي والاس سبيرمون في سباق كريستال بالاس بلندن مسجلا أفضل أداء له في تلك السنة بتوقيت 19:99 ثانية، ليس بعيدا عن رقمه القياسي الشخصي الذي كان 19:93 ثانية.
رغم ذلك فإنه خلال البطولة العالمية التي جرت بهلسنكي احتل بولت المركز الثامن نتجية ارهاق جسدي بسبب السباقات السابقة.
في شهر مارس من سنة 2006، رفض يوسين بولت المشاركة في ألعاب الكومنولث بسبب اصابة تعرض لها خلال التدريبات، لكنه عادة بقوة في نهاية شهر أفريل خلال مشاركته في لقاء فورت دي فرانس في سباق 200 متر بحصده اللقب في زمن قدره 20:08 ثانية.
خلال فصل الصيف، يوسين بولت يحقق ولأول مرة في تلك السنة زمنا تحت العشرون ثانية باحتلاله المركز الثالث في سباق لوزان بسويسرا، محققا زمنا قدره 19:88 ثانية. واحتل المركز الثاني في سباق زيورخ، وفاز بسباق زغرب عاصمة كرواتيا بزمن قدره 20:49 ثانية، ليحقق بعدها المركز الثالث في بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت بشتوتغارت بزمن قدره 20:10 ثانية خلف تايسون جاي ووالاس سبيرمون من الولايات المتحدة .
وخلال البطولة العالمية التي جرت في أثينا، حقق بولت المركز الثاني في سباق 200 متر خلف العداء الأمريكي والاس سبيرمون مرة أخرى.
رغب يوسين بولت في المشاركة في سباق 100 متر رغبة قوية، لكن قبل ذلك يجب عليه أن ينجح في تحطيم الرقم القياسي الجامايكي في سباق 200 متر، الذي كان من نصيب العداء الجامايكي دون كواري سنة 1971 بزمن قدره 19:86 ثانية، قبل أن يسمح له مدربه جين ميلز بذلك.
في 24 جوان 2007، وخلال البطولات الوطنية، حطم بولت الرقم القياسي الجامايكي لسباق 200 متر في زمن قدره 19:75 ثانية، معلنا في نفس الوقت عن تحقيقه لأفضل وقت له في سنة 2007 لسباق 200 متر.
الأداء الرائع لبولت مكنه من التأهل من أجل المشاركة في البطولات العالمية، وقبل موعد هذه الأخيرة، شارك بولت في بعض السباقات الأوروبية، مسجلا 20:11 ثانية بمدينة لوزان السويسرية، و20:08 ثانية بمدينة شيفيلد، و20:06 ثانية في سباق لندن بكريستال بالاس.
في المدينة اليابانية أوساكا، تأهل يوسين بولت بسهولة إلى النهائي للمرة الثانية على التوالي، بعد أن احتل المركز الثامن في البطولة العالمية التي أقيمت بهلسنكي قبل سنتين.
في 30 أوت 2007، انهى بولت سباق الـ200 متر في المركز الثاني بزمن قدره 19:91 ثانية بعد العداء الأمريكي تايسون جاي بزمن قدره 19:76 ثانية، وهذا الأخير كان قد فاز بالمركز الأول في سباق الـ100 متر قبل بضعة أيام.
كما حقق بولت مع فريقة في سباق التتابع 100 متر اربع مرات الميدالية الفضية محققا رقما قياسيا وطنيا جديدا هو 38:89 ثانية، بينما حصد الفريق الأمريكي الذهب.
2008، سنة ولادة الأسطورة يوسين بولت
إلى غاية هذه اللحظة، اختصاص يوسين بولت هو سباق الـ200 متر، إلا أنه وضع ضمن برنامجه التدريبي لسنة 2008 تحضيرا لألمبياد بكين سباق الـ100 متر أيضا.
في الثامن مارس بالمدينة الإسبانية الجامايكية، قطع بولت مسافة 100 متر للمرة الثانية فقط في مسيرته في زمن قدره 10:03 ثانية. ليتمكن بعدها في الثالث من ماي من تحسين توقيته الشخصي بشكل ملحوظ ليصبح 9:76 ثانية. ليحقق بذلك ثاني أفضل أداء في اختصاص الـ100 متر لكل الأوقات في سباق الدعوة الجامايكية العالمية بعد زميله اسافا باول الذي يملك افضل توقيت، 9:74 ثانية.
اقرأ أيضا : الأشياء العظيمة تستغرق وقتا أطول
في 31 ماي، خلال سباق نيويورك، حقق بولت رقم قياسي عالمي جديد في سباق الـ100 متر بزمن قدره 9:72 ثانية، وهو سباقه الخامس فقط. مزيحا بذلك بطل العالم في تلك المسافة تايسون جاي بزمن قدره 9:85 ثانية، ومتجازوا زميله اسافا ياول الذي كان يملك أفضل توقيت عالمي منذ 7 سبتمبر 2007. ويصبح بذلك يوسين بولت تاسع عداء يحطم رقم قياسي في الإختصاص منذ بداية التصنيف سنة 1968.
يفوز بولت بعدها بسباق الـ200 متر بأثينا في 13 جويلية، محققا زمنا قدره 19:67 ثانية، وهو أفضل أداء في الموسم ورقم قياسي قاري جديد.
ألمبياد بكين : الإنفجار العظيم
في الفاتح أوت، أعلن يوسين بولت عن مشاركته في اختصاصين سباق سريع في الألعاب الأولمبية ببكين. ليحقق بعدها انجازا تاريخيا في تاريخ الألعاب والإختصاص.
تأهل بولت إلى نهائي الـ100 متر بسهولة، محققا على التوالي زمن 9:92 ثانية في الدور الربع النهائي و9:85 ثانية في الدور النصف النهائي. وفي 16 أوت، خلال النهائي الأولمبي الأول له في اختصاص الـ100 متر، حقق بولت اللقب الأولمبي محطما رقمه القياسي العالمي بزمن قدره 9:69 ثانية مقللا سرعته في العشرين مترا الأخيرة.
تفوق بذلك بولت في الترتيب النهائي على كل من الترينيدادي ريتشارد طومسون الذي زمنه 9:89 ثانية والأمريكي والتر ديكس والذي زمنه هو الآخر 9:91 ثانية.ليصبح يوسين بولت بذلك أول عداء جامايكي يفوز بلقب الـ100 متر.
بولت لم ينهي بعد ما جاء من أجله، ففي 20 أوت شارك في نهائي سباق الـ200 متر بعد أن حقق زمن 20:09 ثانية في الدور نصف النهائي، ليحصد الذهب في ذلك السباق متفوقا على كل من والتر ديكس وشون كراوفورد، محطما رقما قياسيا جديدا بزمن قدره 19:30 ثانية، ليصبح بذلك يوسين بولت أول رياضي يحطم رقمين قياسين عالميين في العدو السريع في نفس الألعاب الأولمبية.
كما يصبح بولت أول عداء يحصد لقب الـ100 متر والـ200 متر معا بعد كارل لويس في الألعاب الأولمبية بلوس انجلوس سنة 1984. كما يعد ثاني عداء بعد العداء دون كواري والأول بعد بدء استخدام الكرونومتر الإلكتروني في 1 جانفي 1975 الذي يملك رقمين قياسيين عالميين في سباق الـ100 متر والسباق الـ200 متر في نفس الوقت.
يختم بولت مشاركته في الألعاب الأولمبية ببكين بحصده الميدالية الذهبية في سباق 100 متر أربع مرات تتابع رفقة فريقه المتكون من نيستا كارتر ومايكل فراتر واسافا باول، متفوقين على فريق ترينيداد وتوباغو (38:06 ثانية) والفريق الياباني (38:15 ثانية) محطمين الرقم القياسي العالمي في الإختصاص، محققين زمن 37:10 ثانية.
2009، سنة الأرقام المذهلة
كانت سنة 2009 بالنسبة لبولت مليئة بالإنجازات والأرقام الجديدة المذهلة والعالمية أيضا، لكنها لم تخلو من بعض الأحداث غير السارة، فقد تعرض يوسين بولت لحادث سيارة في 30 أفريل بجامايكا تسببت له بجروح سطحية على مستوى الساق جعلته يغيب عن سباق غينغ ستون.
في 17 ماي شارك بولت في سباق استعراضي مسافته 150 متر في شوارع مدينة مانشيستر حقق فيه زمنا قدره 14:35 ثانية لم يحققه أحد من قبل في تلك المسافة.
اقرأ أيضا : 9 علامات تدل على أنك غير مستعد لتحقيق تقدم في حياتك
قطع بولت في 17 جويلية مسافة 100 متر خلال 9:79 ثانية، ثاني أفضل أداء في سنة 2009 خلف تايسون جاي الذي قطعها خلال 9:77 ثانية.
في شهر أوت من نفس السنة احتضنت مدينة برلين الألمانية بطولة العالم لألعاب القوى، وكانت هذه الأخيرة هي ما يستهدفه يوسين بولت. بحيث تأهل إلى الدور النهائي لسباق الـ100 متر بسهولة، محققا في الدور النصف النهائي أفضل توقيت ( 9:89 ثانية ) متفوقا على تايسون جاي ( 9:93 ثانية )، ليحقق بولت بعدها في 16 أوت 2009 في النهائي لقبه العالمي الأول في بطولة العالم خاتما سباق الـ100 متر خلال 9:58 ثانية محطما بذلك رقمه السابق الذي حققه في ألمبياد بكين في 16 أوت 2008.
يصبح بذلك بولت أول شخص يحقق وقت أقل من 9:70 ثانية وكذلك أقل من 9:60 ثانية. وأول رياضي يحسن الزمن القياسي العالمي اختصاص 100 متر ثلاث مرات متتالية.
قطع بولت في ذلك النهائي مسافة الـ100 متر بسرعة متوسطة تساوي 37.58 كلم في الساعة، وصل إلى سرعة قصوى 44.72 كلم في الساعة بين مسافة الـ60 والـ80 متر.
بعدها بأربع أيام، في 20 أوت، حصد بولت ثاني لقب له في بطولة العالم في سباق الـ200 متر بزمن قدره 19:19 ثانية محطما بذلك رقمه القياسي العالمي السابق، تاركا ألونسو إدوارد والاس سبيرمون بعيدين عنه بفارق أكثر من ست أعشار من الثانية. لصبح بذلك رابع عداء تمكن من تحقيق الثنائية 200 متر و100 متر في نفس بطولة العالم، وأول رجل تمكن في حصد لقب بطولة العالم والألعاب الأولمبية في ظرف فرق سنة واحدة بين البطولتين في اختصاص عدو سريع.
بعد يومين فقط، فاز فريق بولت المتكون من ستيف مولينغز، مايكل فراتر واسافا باول بسباق الـ100 متر اربع مرات تتابع خلال 37:31 ثانية، وهول ثاني أفضل سباق تتابع لكل الأوقات بعد ما حققه نفس الفريق في ألمبياد بكين.
لم يكتفي يوسين بولت بألقاب البطولة العالمية، فشارك في سباق الـ200 متر ببروكسل محققا زمنا قدره 19:57 ثانية، موقعا رابع أفضل أداء لكل الأوقات لمسافة الـ200 متر.
ختم بولت سنة 2009 بمشاركة في بطولة النهائي العالمي لألعاب القوى بالمدينة اليونانية سالونيك ( 19:68 ثانية )، ليحصل بعدها في شهر نوفمبر بموناكو للمرة الثانية على التوالي على جائزة أفضل رياضي للسنة من طرف المنظمة الدولية لألعاب القوى.
سنة 2010 لم تأتي بشي ء كبير
غابت خلالها العديد من المنافسات والبطولات العالمية، فأعلن بولت عن تركيزه فقط على الدوري الماسي في طبعتها الأولى تلك السنة.
بدأ بولت موسمه بالمشاركة في بعض المنافسات المحلية والإقليمية، مثل مشاركته في سباق الـ400 متر بالملعب الوطني بمدينة كينغ ستون في 13 فيفري، وفوزه مع فريقه في سباق الـ100 متر اربع مرات تتابع بفيلادلفيا. كما شارك في بطولة الدعوة الجامايكية العالمية في سباق الـ200 متر ليسجل بولت الأداء الرابع الأفضل لكل الأوقات بزمن قدره 19:56 ثانية بعد أفضل وقتين له يليهما وقت مايكل جونسون (19:32 ثانية).
في المرحلة الحادية عشر من الدوري الماسي في سباق ستوكهولم، تمكن تايسون جاي من الفوز على يوسين بولت بزمن قدره 9:84 ثانية وهو أفضل توقيت له في الموسم، بينما حقق بولت 9:97 ثانية. وكان بولت لم ينهزم منذ شهر جويلية 2008، وكان قد فاز بـ14 سباق في اختصاص الـ100 متر من قبل. كان ذلك هو التحدي رقم ثلاثة بين الإثنين، وكان بولت قبل ذلك قد حطم أرقاما قياسية عالمية في الإختصاص بنيويورك وبرلين.
أعلن بعدها بولت بأنه لن يشارك في أي سباق في ما تبقى من الموسم بسبب آلام في الظهر، ومفضلا التركيز على التحضير للموسمين 2011 و 2012، وكان بولت يملك أفضل الأرقام لموسم 2010 في اختصاص الـ200 متر (19:59ثانية) ;300 متر ( 30:97 ثانية).
اقصاء مر متبوع بلقبين عالميين
افتتح يوسين بولت موسم 2011 بفوز بسباق يقام سنويا بروما يزمن 9:91 ثانية كمرحلة ثانية من الدوري الماسي موسم 2011، ليشارك بعدها في 31 ماي بسباق يسمى بـGolden Spike Ostrava بجمهورية التشيك ليفوز بتوقيت 9:91 ثانية في سباق الـ100 متر متخطيا ابن بلده ستيف مولينغز (9:97 ثانية).
ثم شارك بولت في سباق الـ200 متر الذي أقيم بفرنسا، وكذلك سباق الـ100 متر الذي أقيم بموناكو، وهما سباقين في برنامج الدوري الماسي لموسم 2011.
فاز بولت بالسباق الأول بتوقيت 20:03 ثانية ضد النجم المحلي كريستوف لوميتر، الذي كان قد فاز عليه في سباق روما ايضا. أما السباق الثاني فقد فاز به يوسين بولت بصعوبة، بتوقيت 9:98 ثانية ضد زميله الجامايكي نيستا كارتر.
23 أوت، نهائي سباق الـ100 متر في بطولة العالم التي أقيمت بدايجو بكوريا الجنوبية، بولت المرشح الأكبر للفوز بالمركز الأول في السباق، كل الآمال على يوسين بولت، عائلته في الملعب لرؤيته يفوز، الجماهير تنتظر من الرجل الأسرع في العالم أن يواصل انجازاته المذهلة ويمتعهم بسرعته وطريقته المختلفة في الإحتفال، يستعد العداؤون للإنطلاق، ييطلب منهم الحكم أخذ مواقعهم، ثم يطلب منهم مرة ثانية الإستعداد لسماع طلقة الإنطلاق، الكل مستعد، الجماهير في هدوء تام في انتظار بدء السباق لرؤية بطلهم.
يعطي الحكم اشارة الإنطلاق، ولكن بولت يرتكب خطأ في الإنطلاق، ثم يقصى ليعود إلى غرفة الملابس من دون حاجة للإستحمام، لأنه لم يخسر ولا قطرة عرق واحدة. خسارة كبيرة وتأثر كبير لدى يوسين بولت وعائلته وكل من في الملعب ( ما عدا الرياضيين على حسب ما أعتقد ).
لكن المركز الأول لم يذهب بعيدا عن جامايكا، لأن يوهان بليك زميل بولت هو الذي فاز بالسباق.
يقول بولت للصحفيين عندما يسألونه عن شعوره : هل ترغبون في مشاهدة الدموع ؟ أنتم تحلمون…تريدون مني أن أبكي ؟ لن يحدث هذا. أنا بخير.
ثم يسأله أحدهم ما الذي حدث فيقول بولت : ليس عندي ما أقوله، ألم تشاهد ؟
يقول الصحفي : بلى.
فيرد بولت : إذن لماذا السؤال .
يقول بولت فيما بعد : لا يجب البقاء في الماضي، هذا أمر تعلمته. يجب أن نتقدم ونرى ما هو قادم، لدي سباق آخر ويجب أن أحضر له، هذا ليس وقت الندم والتفكير في الماضي. يجب علي التفكير في هدفي القادم، هذه هي أولويتي.
ثم يظيف : لقد أحزنني ما حدث نظرا للمجهودات التي قمت بها، خاصة فيما يتعلق بالإنطلاق. لم أتوقف عن سؤال نفسي كيف ارتكبت ذلك الخطأ، كيف حدث ذلك، لم أقم ابدا بانطلاقة خاطئة من قبل.
يتأهل بولت بعدها بسهولة كالعادة إلى نهائي سباق الـ200 متر، وفي 3 سبتمبر وهو يوم النهائي يفوز يوسين بولت بالميدالية الذهبية بسهولة أيضا ولكن لم يتهاون ولم يقلل من سرعته إلى غاية تجاوزه خط النهاية، محققا زمن 19:40 ثانية أحسن توقيت في الموسم ورابع أحسن توقيت لكل الأوقات، وخلفه مباشرة على التوالي والتر ديكس (19:70) وكريستوف لوميتر (19:80).
يواصل بولت تألقه ولكن هذه المرة مع فريقه في سباق الـ100 متر اربع مرات تتابع، أين حققوا رقما قياسيا عالميا جديدا هو 37:04 ثانية.
من يمكنه ايقاف بولت البرق ؟
في السنوات التالية لم يتوقف بولت عن حصد الميداليات وتحقيق الألقاب، فقد حصد ثلاثية ثلاث مرات، الأولى كانت سنة 2012 خلال ألمبياد لندن، والثلاثية الثانية كانت سنة 2013 خلال البطولة العالمية، والثلاثية الثالثة كانت هذه السنة في أولمبياد ريو 2016.
لصيبح يوسين بولت أسطورة حقيقية.
كانت هذه التدوينة عن العداء يوسين بولت وعن أهم المحطات الرياضية والحياتية التي مرة بها هذا البطل الأولمبي والعالمي، عن بدايته وفترات نجاحه وكذلك فترات فشله.
ستكون هناك تدوينة أخرى عبارة عن جزء ثاني، إلى ذلك الوقت لا تنسى كتابة تعليق ومشاركة المقال لأنه أخذ مني جهدا كبيرا، فهو طويل جدا كما لاحظت، فلا تنسى مشاركته والتعليق أيضا.
نلتقي قريبا
محمد.
معلومات رائعه وقصه جميله جدا ،،
أنا جديد في هذا الموقع ممكن تعرفوني على اختصاص هذا الموقع .
ومشكورين …
مرحبا عبد الله
أهلا بك في الموقع.
بخصوص الإختصاص فإن موقع عرب لايف ستايل هو أول موقع عربي متخصص في مجال تطوير الذات والمهارات، ستجد في الموقع العديد من المقالات في العديد من المجالات التي سوف تساعدك في تطوير نفسك وقدراتك.
جميل جدا ..صراحة عزيمه عملاقه