تنمية المهارات الشخصية والإنتقال بشخصيتك إلى المستوى التالي
تنمية المهارات الشخصية يعد أمرا في غاية الأهمية لكل شخص يطمح إلى تحقيق أهدافه في الحياة ويرغب في الخروج من الدائرة الضيقة التي يتواجد بها الأشخاص العاديون. فإذا كنت تريد تحقيق انجازات عظيمة في حياتك، وتصل إلى أفضل نسخة من نفسك فأنت مطالب بالعمل على تنمية المهارات الشخصية الخاصة بك.
وبما أنك تقرأ هذه التدوينة الآن فأنت من دون شك تبحث عن تنمية المهارات الشخصية لديك، وهذا شيء رائع، لأن بحثك عن الطريقة التي تساعدك على تنمية قدراتك ومهاراتك الشخصية يعد أول خطوة نحو هدفك في أن تصبح شخصا أفضل.
قد تكون من بين العديد من الأشخاص الذين يطمحون إلى تنمية المهارات الشخصية الخاص بهم ولكنهم لم يفلحوا في الوصول إلى النتائج التي يرغبون بها، وذلك رغم كل تلك المجهودات والكتب والمقالات التي اطلعوا عليها وحاولوا تطبيقها.
قد تكون شخص لا يجيد التحدث مع الآخرين…أو ربما تشعر بالخوف الشديد من التحدث أمام الجمهور، أو ربما تواجه صعوبة في التركيز والمذاكرة…أو لعلك شخص لا يملك ثقة بنفسه ويعاني من شخصيته الضعيفة البعيدة كل البعد عنن الشخصية الكاريزمية والجذابة…الخ
اقرأ أيضا : كيف تكون صاحب شخصية جذابة باتباع الخطوات التالية
جميع تلك المشاكل لا تعد أمرا صعبا أمام شخص يرغب في تغيير وضعه نحو الأفضل، فليس كل شخص يولد واثقا بنفسه، ولكن كل شخص يملك الرغبة والإرادة يمكنه أن يكتسب ثقة بالنفس وقوة في الشخصية وكاريزما في الحضور.
فليس الجميع محظوظين ليحصلوا على كل تلك المهارات والصفات الجميلة والإيجابية التي يتمناها الجميع بسهولة وبدون بذل الجهد واستثمار الوقت.
فهل أنت مستعد حقا لتنمية المهارات الشخصية اللازمة لنجاحك ؟ هل ترغب حقا في تطوير نفسك والوصول إلى مستوى أفضل في مختلف المجالات التي تشغلها ؟ أسألك لآخر مرة، هل أنت مستعد لبذل الجهد اللازم الذي يتطلبه العمل علىى تنميةةةة المهارات الشخصية لديك ؟ إذا كانت اجابتك نعم فأنا أدعوك إلى متابعة القراءة.
تنمية المهارات الشخصية أمر ممكن
من بين الأسباب التي تدفع بعض الأشخاص إلى الدخول في دوامة من الأفكار السلبية وتقمص دور المسكين والضحية الذي ليس بيده حيلة ولا يمكنه تغيير اي شيء في حياته هو الإعتقاد بأن المهارات الشخصية التي يتمتع بها بعض الأشخاص هييييي مهارات مكتسبة بالفطرة، وبالتالي أي محاولة لإكتسابها تعد غير ممكنة وصعبة جدا.
ولكن الحقيقة مغايرة تماما، لأن الأشخاص الذين يولدون بقدرات خارقة وبمهارات شخصية فريدة من نوعها قلة قليلة، والبقية كل على حسب جهده وما الذي فعله من أجل تنمية المهارات الشخصية التي تراها أنت أمرا صعب التحقيق.
توقف إذن عن اختلاق الأعذار وحاول أن تتحمل مسؤولية تطوير نفسك عن طريق تنمية المهارات الشخصية التي تتمنى أن تواجدها في شخصيتك.
كيف تبدأ رحلة تنمية المهارات الشخصية لديك
الإنطلاق في العمل على تنمية المهارات الشخصية لديك يحتاج منك بعض الخطوات التي من دونها سيكون الفشل والإخفاق هي النتائج الوحيدة التي سوف تحصدها في النهاية، فكما يقال من لا يخطط للنجاح فإنه يخطط للفشل.
قبل أن نتطرق لبعض الطرق والأساليب التي تساعدك في تطوير نفسك وتنمية مهاراتك وقدراتك في مختلف المجالات، أنت بحاجة لمعرفة أسباب فشلك في محاولاتك السابقة.
اقرأ أيضا : مراحل ضرورية عليك المرور بها لتصل إلى الإتقان والتمكن في أي مجال
يجب عليك معرفة الأخطاء التي قمت بها في السابق والتي أدت إلى عدم حصولك على الوظيفة.
عليك معرفة الأسباب التي تدفع الآخرين إلى الإبتعاد عنك ورفض صداقتك وأي علاقة اجتماعية تربطهم بك.
يجب أن تنتبه إلى الأسباب التي أدت إلى فشلك في محاولتك السابقة للتخلص من الخجل واكتساب ثقة بنفسك ومعرفتها جيدا.
ابحث في داخلك واسأل نفسك بصراحة عن الأسباب التي جعلتك لا تستطيع اكتساب عادات صحية والتخلص من العادات السلبية التي جعلت حياتك صعبة وشخصيتك غير ايجابية.
لأن معرفتك للأسباب التي دفعتك إلى الفشل في أول مرة تعد أول خطوة نحو النجاح في محاولاتك القادمة، وجهلك بأخطائك في محاولاتك السابقة يجعلك تكرر الأخطاء نفسها مرارا وتكرارا.
ولهذا يجب عليك أخذ وقت مستقطع بين محاولاتك الفاشلة في تنمية المهارات الشخصية لديك وبين محاولاتك التالية، فلا يجب أن يكون التسرع والمحاولات العشوائية هو أسلوبك في تطوير نفسك وفي اتخاذ القرارات في حياتك، بل التعقل واعادة النظرر في الأمور التي لم تصب فيها أولا ثم التفكير والتخطيط الجيد للخطوة التالية هو ما يجب أن يكون.
توقف عن التفكير بطريقة خاطئة وسلبية
ما أقصده بالتفكير بطريقة خاطئة هو ذلك التفكير السلبي الذي يسيطر على أغلب الأشخاص عندما يتعلق الأمر بالعمل على تغيير الأمور السلبية في حياتهم.
ويعود السبب الرئيسي لكل تلك الأفكار السلبية التي يرددها أولئك الأشخاص على أنفسهم هو شعورهم بالخوف من الفشل إذا حاولوا احداث تغيير في حياتهم أو في شخصيتهم.
فهم يفضلون عدم المحاولة والبقاء في نفس الوضع مع كل تلك الأمور السلبية التي تحيط بهم على أن يحاولوا بذل الجهد والوقت ومواجهة الفشل إذا تطلب الأمر للوصول إلى النجاح وتحقيق الهدف المنشود.
اقرأ أيضا : كيف تنجح في الخروج من الوهم المسمى بمنطقة الراحة
وبالتالي يتجهون إلى ترديد العبارات التي تجعلهم يشعرون بالراحة في وضعهم السلبي وتجنب اي شيء آخر يمكنه أن يشعرهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم في تغيير وضعهم نحو الأفضل.
وعندما يتعلق الأمر بـ تنمية المهارات الشخصية لديهم فإنك تجد العبارات من النوع التالي تغزوا تفكيرهم وتسيطر عليه بشكل كبير :
الثقة بالنفس شعور لا يمكن اكتسابه، اما أن تكون واثقا بنفسك بالفطرة واما لا.
أنا شخص فاشل في علاقاته الإجتماعية ولا يمكنني تغيير الوضع، المشكل في الآخرين وليس بي.
ليس لدي مهارات جيدة في الحساب ولهذا لا أحصل على علامات جيدة في الرياضيات، علي أن أتقبل الأمر فليس بيدي حيلة، فأنا لم أولد ذكيا جدا.
لا أعرف كيف أفتح مواضيع أتحدث فيها مع الآخرين، وأجد ثقافتي محدودة جدا مقارنة بالآخرين، وهذا يعود ربما لأنني خجول أو لأن اهتمامات ليست مهمة بالنسبة للآخرين.
تطوير الذات وتنمية المهارات الشخصية لتحقيق النجاح مجرد كذبة كبيرة، لأن جميع الأشخاص الناجحين ليسوا سوى اشخاص محظوظين ورثوا نجاحهم وثروتهم ولم يعملوا عليها.
هل فهمت ما أعنيه بأنك ملزم بالتخلي عن طريقة التفكير هذه ؟ لأنك شخص يسعى إلى النجاح وتطوير نفسه فأنت لست بحاجة لترديد مثل هذه العبارات السخيفة على نفسك.
دع تلك الأفكار السلبية للفاشلين وذوي الهمم الضعيفة.
والآن إليك 7 خطوات تساعدك في تنمية المهارات الشخصية لديك والإنتقال بمستوى شخصيتك وحياتك إلى مستوى آخر جديد.
التخطيط أولا : تنمية المهارات الشخصية يحتاج منك العمل بذكاء، فأنت لست مطالب بتغيير كل الأمور السلبية في شخصيتك مرة واحدة، لأن الأمر صعب جدا حتى لا أقول مستحيل.
ولهذا يجب عليك أن تضع خطة عمل واضحة تلتزم بها طيلة فترة عملك على تنمية المهارة التي قمت بتحديدها. يمكنك مثلا أن تضع جدولا به عدد الأيام والساعات التي سوف تعمل فيها على تطوير وتسحين أدائك في تلك المهارة.
لا تتسرع وحاول أن تبدأ خطوة بخطوة ومهارة بمهارة.
اقرأ أيضا : الأشياء العظيمة تستغرق وقتا أطول
تحديد الطريقة والوسائل : المهارات تختلف وتختلف معها الطرق والأدوات المناسبة التي تساعد على اكتسبها. فتعلم الطبخ يختلف عن تعلم لغة جديدة، و الأسلوب المستعمل في تطوير مهاراتك في الإلقاء والكلام مع الآخرين يختلف عن الأسلوب المستعمل في تطوير مهارة الإستماع وحسن الإصغاء.
وبالتالي يجب عليك تحديد الطريقة المناسبة لك وللمهارة التي تود تنميتها لديك، واجمع أيضا المصادر والكتب وكل ما يمكنه مساعدتك على تحقيق هدفك.
لا تنتظر طويلا : يفشل معظم الأشخاص في تنمية مهاراتهم الشخصية بصفة خاصة والوصول إلى أهدافهم وتحقيق النجاح بصفة عامة لأنهم ينتظرون الوقت المناسب لكي يبدؤا العمل، ولأن الوقت المناسب هو الآن، فإنهم ينتظرون طويلا إلى أن يأتي اليوم الذي ينتبهون فيه للخطأ الفادح الذي قاموا به، ولكن في تلك اللحظة يكون الوقت قد فات.
ما إن تضع خطة عمل وتحدد هدفك يجب عليك أن تبدأ في العمل ولا تنتظر الوقت المناسب، لأنه لا وجود لوقت مناسب، فمهما انتظرت وحضرت وقمت بالإستعداد للبدء في العمل، فإنك لن تكون مستعدا باكامل.
لذا فقط ابدأ.
كن فضوليا : عندما ترغب في تعلم مهارة جديدة حاول أن تكون فضوليا بعض الشيء، خاصة عندما تبدأ في محاولة فهمها وجمع المعلومات عنها. لأن الفضول لمعرفة شيء ما يجعل مرحلة البحث والتعلم ممتعة أكثر، وكلما أعطيت المهارة التي تريددددد اكتسابها أو تنميتها اهتماما أكبر وحاولت ارضاء فضولك واكتشافها، كلما تعلمت بسرعة.
تعلم، حاول، افشل، اعد المحاولة : تجربة تنمية المهارات الشخصية تمر في الغالب بثلاث مراحل لا غنا عنها. المرحلة الأولى هي مرحلة التعلم والبحث واشباع الفضول حول كل ما يخص المهارة التي تريد اكتسابها أو تنميتها.
فإذا كنت ترغب مثلا في تطوير مهارتك في التحدث أمام الجمهور فانك سوف تبحث عن كيفية التحضير للعرض، وكيف تتخلص من الخوف والتوتر الذي ينتابك عند مجرد التفكير في الأمر، تحاول فهم الطرق والأساليب التي تساعدك في تقديم عرض مميز غير ممل وغيرها من الأمور والمعلومات التي يمكنها أن تساعدك في تحسين أدائك على المنصة.
التعلم بحذ ذاته مهارة يجب عليك تنميتها أولا.
ثم تأتي المرحلة الثانية وهي البدء في العمل والمحاولة، وهي المرحلة الأصعب والأهم، ولكن رغم ذلك يتأخر أغلب الأشخاص في الوصول إليها لانتظارهم الوقت المناسب الذي سبق وتحدثنا عنه.
اقرأ ايضا : لماذا “الآن” هو الوقت المناسب لتبدأ العمل على تحقيق أهدافك
تنمية المهارات الشخصية التي تطمح إليها هو نتيجة العمل وبذل الجهد وليس الحظ أو أي شيء آخر، العمل وحده كفيل بأن يجعلك شخصا أفضل، العمل وعرق الجبين هو الذي يجعلك تحصل على ما تريد وتصل إلى الأهداف التي تريد.
توقف عن الكلام وابدأ العمل.
عندما تبدأ في العمل على تنمية المهارات الشخصية لديك أو على أي هدف آخر فإنه من النادر جدا أن تجد الأمور سهلة على طول الطريق، ولكن الطبيعي والمتوقع هو أن تعترض طريقك بعض العقبات. وردة فعلك اتجاه هذه العقبات وطريقة تعاملك معها هي التي تحدد ما إذا كنت سوف تنجح في تطوير نفسك وتحقيق أهدافك أو لا.
أثناء مواجهتك للعقبات التي تعترض طريقة سوف تنجح في بعض المرات وسوف تفشل في العديد من المرات الآخرى. ولكن لا يجب أن تخاف من الفشل لأنه عنصر من العناصر المكونة لعملية التعلم وتطوير الذات وكل ما يتعلق بتحقيققق الأهداف.
اعتبر الفشل صديقا أو معلما.
يفشل العديد من الناس في تنمية المهارات الشخصية الخاصة بهم وتحقيق أهدافهم لأنهم يستسلمون بسرعة أمام أول عقبة تواجههم، وبالتالي لا يعيدون المحاولة مرة أخرى.
هل تعتقد بأن جميع من هم في مستوى عالي من الإتقان والتمكن في مهارة معينة قد نجحوا في الوصول إلى ذلك المستوى من المحاولة الأولى ؟
هل تؤمن حقا بأن النجاح الباهر والإنجازات العظيمة تأتي من محاولة واحد فقط لا غير ؟ هل تظن بأن الشخص الكاريزمي والواثق من نفسه الذي يتحدث بطريقة جملية ورائعة قد حصل على كل ذلك في يوم أو أسبوع واحد ؟
إذا كنت تعتقد ذلك فأنت شخص مسكين لا يعرف ما يحدث وراء الكواليس.
الأبطال يصنعون في صالات التدريب وليس في المنافسات والمسابقات، لأن هذه الأخيرة لست سوى مكان للإعلان عن نتائج التدريبات والجهود العظيمة التي بذلها البطل في الخفاء عندما لم يكن أحد غيره في قاعة التدريب بعيدا عن الجماهير والصحافة والقنوات التلفزيونية.
الإنجازات المهمة هي نتيجة العمل المتواصل والكثير من المحاولات عقب كل فشل، لا تمني نفسك بنجاح ساحق وأنت لم تحاول أكثر من مرة، قد تقرأ الكثير من الكتب وتستمع إلى العشرات من البرامج والقنوات والأشخاص الذين يخبرونك كيف تنجح وكيف تغير حياتك، ولكن ما دمت غير مستعد للمحاول مرارا وتكرار عقب كل فشل، فأنت تضيع وقتك.
في الأخير
تنمية المهارات الشخصية الخاصة بك ليس مهمة مستحيلة، والوصول إلى النسخة الأفضل من نفسك في أي مجال كان ليس أمرا خارقا للعادة كما تعتقد، وانما هو هدف ممكن ينتظر شخص مستعد للعمل من أجله وبذل الجهد والوقت لتحقيقه، لا أكثر ولا أقل.
فهل أ،ت مستعد حقا لتنمية المهارات الشخصية اللازمة لنجاحك ؟ هل ترغب حقا في الوصول إلى النسخة الأفضل من نفسك ؟ إذا كانت اجابتك نعم، توقف اذا عن التذمر ولعب دور الضحية وابدأ العمل.
نلتقي في تدوينة قادمة إن شاء الله.
السلام عليكم الدكتور محمد أكرمك الله ورزققك العافية الدائمة وجزاك الله خيرا علي كل ما تقدمه وجعلك مثواك الجنة
مرحبا أنا شخص أحب أن أطور شخصيتي ولكن يمنعني عن ذالك ضعفي الجسماني وضعفي الداخلي والخجل وقلة الثقة بالنفس ،وأنا كل ما أبدأ مهارة لأتعلمها يصيبني إحباط وأقول من أنا لكي أحقق هذه المهارة وأتغلب علي العادة السلبية وذالك بسبب مظهري الخارجي
وأعتذر لك علي الإطالة ، ولكن أردت أن أتكلم مع دكتور ويقول لي كيف أتغلب علي الخجل وضعف الشخصية.
وجزاك الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك الأخ محمد جزاك الله كل خير
كل ما تحدثت عنه قد سبق وتكلمنا عنه في الموقع، ما عليك سوى البحث عن ما تريد في مربع البحث وسوف تحصل على نتائج تساعدك على تخطي مشاكلك والصعوبات التي لديك.
أتمنى لك التوفيق