تحقيق النجاحتطوير الذاتغير مصنف

تغلب على الخوف من التكلم أمام الجمهور

تغلب على الخوف من التكلم أمام الجمهور

يواجه العديد منا مشكلة الخوف من التحدث أمام جمع غفير من الناس، فالتفكير في الأمر فقط قد يجعل البعض يشعر بالخوف و القلق و حتى الخجل بدون أن يكون في ذلك الوضع حتى. لكن كيف نتخلص من هذا الخوف و من هذا القلق الذي ينتابنا عندما نريد أن نتكلم أمام حشد من الناس؟.

نعم، إن كنت تعاني من هذه المشكلة عليك أن تتخلص منها في أسرع وقت لأن في وقتنا الحالي نقوم بممارسة عدة نشاطات تتطلب منك أن تتكلم أمام مجموعة من الناس مهما كانت طبيعة النشاط التي تقوم به، فإن كنت طالبا عليك أن تلقي بحثك أمام زملائك في القسم أو عاملا مهما في مؤسسة فعليك أن تلقي مشروعك أو خطة عملك أمام مديرك و جميع زملائك في العمل…

و لهذا فمهما كان الذي تقوم به في حياتك، فإن الخوف من التحدث أمام جمع من الناس سيكون مشكلة كبيرة بالنسبة لك كما أن الأعراض الذي تظهر على الشخص الذي يخاف من التكلم أمام الناس هي نفسها في أي مكان و مجال : احمرار، ارتعاش، التنفس بصعوبة، وقلب يضرب بقوة يكاد يخرج من صدر صاحبه :). إلا أنه يجب أن نكون واقعيين لأن رغم كل المجهودات التي تقوم بها لكي تتخلص من هذا الخوف سوف يبقى لديك بعض الخوف قبل أن تصعد على المنصة لتلقي خطابك و هذا أمر طبيعي جدا، فأشهر رجال السياسة و أشهر الممثلين و الموسيقيين يكون لديهم هذا الشعور أيضا إلا أنهم يعرفون كيف يسيطرون عليه و يتعاملون مع الوضع.

و قبل أن نبدأ في الخطوات التي يجب أن تقوم بها لكي تنقص من شدة الخوف الذي لديك أحب أن نتكلم قليلا عن هذا الشعور الذي ينتبنا عندما نود التكلم أمام جمع من الناس و الذي هو الخوف.

في الحقيقة لكل واحد منا شيء يجعله يشعر بالخوف سواء كان الخوف من الصعود لمنصة للتكلم أما مجموعة من الناس أو أي شيء آخر، فهذا شعور طبيعي، فالرياضيين مثلا يشعرون بالخوف و الإرتباك قبل المشاركة في منافسة ما. لذا أريد منك أن تعرف بأنك لست الوحيد الذي ينتابه هذا الشعور بالخوف، و لهذا عليك أن تتوقف عن المبالغة في خوفك و أن تفكر و تتذكر بأنك شخص عادي كأي شخص، وما دام هناك أشخاص مثلك استطاعوا أن يتكلموا أمام الآخرين بشكل عادي فأنت تستطيع ذلك، أنا واثق بأنك تستطع فعلها ;).

يقول الأخصائيين النفسانيين بأن الخوف ليس هو العائق الحقيقي، لكن نحن نتصرف بشكل خاطئ لأننا نظن بأن الخوف شعور غير طبيعي، ولهذا فإن الخوف ليس هو المشكل الحقيقي بل طريقتك في التعامل مع هذا الشعور.

فالشعور بالخوف في الحقيقة ما هو إلا شعور طبيعي يخبرك بوجود خطر عندما تواجه شيئا جديدا، أو شيئا لم تعتد عليه من قبل.

قرأت مرة في كتاب بأن الخوف ما هو إلا إنذار على أن حياة الإنسان في خطر، أي أن الشعور بالخوف و كأنه رسالة تنبيه تخبرك بأنه عليك أن تنجو بحياتك، فهل تحدثك أمام مجموعة من الناس يجعل حياتك في خطر؟ بالطبع لا :)، إذن دعك من الخوف الزائد و الذي لن يتركك تتقدم في حياتك أبدا.

و الأن لنعد لما كُتبت من أجله هذه التدوينة و هو كيف تتخلص من الخوف عند التحدث أمام جمع من الناس.

الخطوة الأولى: الاستعدادوهذه الخطوة إن قمت بها فسوف تقضي على 90 بالمائة من الخوف الذي كنت ستشعر به لو أنك لم تحضر ما سوف تقوم بإلقائه ولهذا قم بتحضير ما سوف تلقيه على مستمعيك بأفضل ما يمكن، لكن حذارِ من الحفظ لأن هذا سوف يظهر عليك، فمن الممل أن تستمع لشخص يقرأ، فقط حاول أن تحضر بشكل جيد يجعلك تتكلم باسلوب راقي و مفهوم بدون تلعثم أو نسيان فهذا يدل على أنك تعرف في المجال الذي تتكلم فيه وأنه لديك شيء مهم لكي تتحدث به وهذا يجعل الجمهور يصب كل اهتمامه عليك ( أعلم بأن الضغط سيكون رهيبا بالنسبة لك لكنني متأكد من أنك قادر على فعلها ;) ) لذا لا تخف و تحدث بشكل عادي فأنت قد حضرت نفسك جيدا.

ولكي تحضر بشكل جيد قم بعرض محاضرتك أو ما سوف تلقيه على الجمهور على مجموعة من أصدقائك أو عائلتك، و لكن قم بذلك و كأنك تلقي على الجمهور الحقيقي و أنسى بأنك أمام أصدقائك أو أفراد عائلتك و افعل ذلك بصوت عالي و مفهوم حتى تعتاد على التحكم في صوتك فلا تتكلم بصوت منخفض جدا، كما أنه لا تنسى بأن تكون حيوي و نشيط عوض أن تكون خاملا ثقيل الحركة وكأنه تم إرغامك على التكلم فهذا سيجعل الجمهور يشعر بالملل.

كما أنه لا يجب أن تنسى لغة جسدك فهي مهمة جدا أكثر مما تتصور، ولكي تحسن من لغة جسدك ما عليك هو أن تتدرب أمام المرآة، و احرص على أن تكون حركاتك و كل الإيماءات التي تقوم بها بذراعيك مفتوحة و احرص أيضا ألا تضع يديك في جيوبك.

و الآن و بقيامك بهذه التمارين لعدة مرات سوف تلاحظ بأن ثقتك بنفسك قد ارتفعت و نقص الخوف مقارنة بما كنت تشعر به من قبل وهذا هو المهم فأنت بحاجة لأن تكون واثق من نفسك.

 تعلّم أن تثق بمعلوماتك: فبما أنه طُلب منك أن تتكلم، فهذا دليل على أنه قد تم وضع الثقة بك أو أنه لديك شيء ذات أهمية لتقوله سوف يستفيد منه أشخاص أخرين هم أقل معرفة منك في ذلك المجال الذي سوف تتحدث فيه، ولهذا فهؤلاء الأشخاص الذين قد جاءوا ليستمعوا لك لم  يحضروا لكي يقوموا بتقييمك أو الحكم عليك، لذا دعك من الأفكار السلبية بأن ما ستقوله لن يكون في المستوى أو أنك لست قدر المسؤولية وغيرها من الجمل التي ليس لها معنى.

أثناء العرض: ها قد أتت اللحظة التي طال انتظارها و طُلب منك الصعود للمنصة لتلقي كلمتك أو تعرض بحثك أو أي شيء أنت بحاجة لأن تفعله أمام جمهور غفير من الناس.

خذ نفسا عميقا و ابتسم! فأنت لست ذاهبا لمنصة الإعدام و لا أحد يريد أن يراك في حالة من الخوف و القلق و المعاناة، لذا اجعل على وجهك ابتسامتك الجميلة مثل هذه :) و امشي بخطوات بطيئة متوازنة نحو مكانك و اجلس بشكل جيد في حالة ما كنت ستتكلم وأنت جالس أما إن كنت ستتكلم و أنت واقفا فنفس الشيء قف باستقامة فهذا سيجعلك تبدوا واثقا من نفسك…بل سوف تكون كذلك بالمناسبة، نعم أنا لا امزح، فهل لاحظت بأنه عندما نبتسم رغما عنا عندما لا تكون لدينا الرغبة في ذلك فإننا نشعر بحال أفضل، لأن الدماغ يستقبل الابتسامة و كأنها إشارة على الشعور الجيد فيجعلك تشعر بشعور جيد هو أيضا. بخصوص لغة جسد التي تدل على أن الشخص واثق من نفسه سوف نتكلم عنها في تدوينة خاصة ان شاء الله أما في هذه التدوينة نكتفي بما سبق ذكره.

و كما ذكرنا سابقا، فلا يجب أن تبقى ساكنا سواء جسديا أو عن طريق الكلام، أنظر إلى كل من حولك، من اليمين إلى اليسار ثم من اليسار إلى اليمين ولا تنسى أن تنظر للناس في أعينهم , إن كنت تجد صعوبة في ذلك سأعطيك طريقة بسيطة وهي أن تنظر فوق أنف بين أعين من تكلمه.

كما أنه يجب أن تكون منتبه لتعابير الوجوه و ردود أفعال الجمهور لتتأكد من أنهم يفهمون ما تقوله و أنهم موافقين مع أرائك و أفكارك. لكن حذار من الوقوع في الفخ و تترك تعابير الجمهور و ردة فعله تؤثر عليك فرغم كل شيء ابقى على خطابك وما قمت بتحضيره و إعداده مسبقا، وأيضا لا تتكلم بشكل حماسي فوق اللازم بدون ثقة، بل حافظ على هدوئك و برودة دمك، لأن تحدثك بشكل سريع و بحماس مفرط قد يجعلك محل نقد من قبل الجمهور.

في الأخير، إن كان عرضك أو خطابك الأول ليس بالمستوى المطلوب فهذا ليس بالشيء السيئ فليس من المرة الأولى سوف تجيد فن الإلقاء، بل عن طريق الممارسة و التعود على الأمر، فعندما تعتاد على الأمر سوف تزيد ثقتك بنفسك،و يصبح التكلم أمام الجمهور شيء بسيط بالنسبة لك و تقوم بذلك و أنت تبتسم حتى بدون أن تشعر بذلك لأنك تكون قد اعتدت على الوضع، تتذكر في هذه اللحظة الماضي القريب الذي كنت فيه تشعر بالخوف في الوقت الذي أنت تبتسم فيه الآن :).

و أنت هل لديك طرق أخرى للتخلص من الخوف عند التحدث أمام الجمهور؟ شاركنا ما تعرفه.

مقالات ذات صلة

‫14 تعليقات

  1. سلام
    الموضوع الأخير مشكل كبير للكثير من الناس, فشكرا لك.
    أريد أيضا أن أعبر عن إعجابي الكبير بالمواضيع المختارة من طرفك.
    أتمنى لك التوفيق و المواصلة.
    تحياتي.

    1. مرحبا بك dhope
      بخصوص هذا المشكل، صحيح هو مشكل يعاني منه العديد من الناس وهذا سبب تناوله هنا في الموقع فالهدف من التكلم عنه هو مساعدة كل واحد يشعر بالخوف اثناء التكلم أمام الجمهور على التخلص من هذا الشعور.
      شكرا لتعليقك و يسعدني أنه وجدت ما يعبجك و يهمك :)
      إلى اللقاء.

    1. أهلاً الأخت شهد.
      يسعدني أن النصائح كانت مفيدة لكِ و أنها ساعدتك على أن تتخلصي من ذلك الخوف الذي كان يواجهك.
      أهلا بك في المدونة في أي وقت :)

  2. انا لطيفة
    اختارني الاساتذة لكي اكون المقدمة في حفلة مدرسية تضم كل طاقم الادارة و المدرسة بشكل عام و انا خائفة من ان اخذلهم و الان و بفضل نصائحكم فقد تخلصت منها شكرا

  3. لا امتلك حتى الشجاعة لتطبيق هده التعليمات ظل الخوف يهاجمني حتى سيطر علي ،لا اخجل فقط بل اتلعثم ثم أتوقف نهائيا عن الكلام كانني خرساء .رغم عملي ودراستي التي تفرض علي التحدث للاخرين لكنلست مؤهلة أكاد أجن ،ما العمل أرجوكم ساعدوني

  4. انا عادل مرمار والله في الحقيقه انا خايف من مسرعه. في تكلم امام جمهور لكن الان بعد مااطلعت علي الارشادات الحمدلله فيةاطمينان وشكره جزيل ليكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!