التغييرالرجل الأنيقتطوير الذات

المظهر الخارجي و أهميته في حياتنا الإجتماعية

هل المظهر الحارجي فعلا مهم في حياتنا الإجتماعية والمهنية أم باستطاعتنا الإستغناء عنه وعدم الإهتمام به؟ هل يمكننا فعلا التغاضي عن الإهتمام بالمظهر الخارجي بشكل شبه كامل بدون أن نتأثر بذلك سواءً بشكل ايجابي أو سلبي؟

لطالما إختلف الناس حول الإجابة عن الأسئلة السابقة عندما يتعلق الأمر بأهمية المظهر الخارجي ومدى تأثيره علينا  أولا وعلى الآخرين من حولنا ثانيا.

هناك من الناس من يقول بأن المظهر الخارجي للشخص غير مهم بقدر ما يهم جمال الروح وما يوجد في الداخل، وراء الظاهر والمظهر من أخلاق وقدرات وأفكار وغيرها من الصفات والأمور الإيجابية التي لا تُعرف ولا تدرك من أول نظرة. وهذه الفئة من الناس محقة في ما تقول.

ولكن هناك فئة أخرى من الناس ترى وتعتقد بأن الإهتمام بحسن المظهر الخارجي يعد أمرا لا يقل أهمية عن الجمال الداخلي أو جمال الروح كما يقال. وذلك لإدراكهم للأهمية الكبيرة لهيئة الشخص وطريقة لباسه ولغة جسده في تكوين العلاقات الإجتماعية أو المهنية وفي اعطاء صورة جميلة وجيدة عن أنفسهم لدى الآخرين. وهذه الفئة على حق أيضا.

وأنا أقول بأن الأهم من كل ما سبق هو أن تحاول التوفيق بين الرأيين. لأنك ببساطة لا يمكنك اهمال المظهر الخارجي وتأثيره على شخصيتك وعلى رأي الآخرين فيك، وفي نفس الوقت لا يمكنك بأي شكل من الأشكال أن تتخلى عن تطوير نفسك وتحسين قدراتك والعمل دائما على الوصول إلى النسخة الأفضل من نفسك، وهذا هو الجانب الآخر الذي لا يرى بالعين فقط.

الإهتمام بالمظهر أمر مطلوب ويجب عليك أن تعمل على تحسينه اذا كنت ترى نفسك بأنك مقصرا في هذا الجانب، لأن محاولة اهمال المظهر الخارجي ومحاولتنا في بعض المرات اقناع أنفسنا بأن كل ما يهم هو ما يوجد بداخلنا وبأن جمال الروح هو كل ما يراه الآخرون فينا قد يكون أمرا سخيفا حقًا.

طريقة التفكير التي تقول بأن جمال الروح هو كل شيء تنطبق فقط في عالم جميل ومثالي، مليء بالأشخاص الطيبين والجيدين الذين لا يعطون أهمية كبيرة للمظاهر والأشياء الخارجية حولنا وفينا، ولكننا نعيش في عالم بعيد كل البعد عن كونه مثالي، انه عالم مختلف تماما عن العالم الخيالي الذي نتكلم عنه هنا والذي لا وجود له في الحقيقة.

ولهذا يجب عليك أن تعيد التفكير في الأمر، وأن تعيد النظر في أهمية المظهر الخارجي وكيف يمكنك الإستفادة منه لصالحك.

مظهرك هو أول شيء يراه الآخرون، وبناءً عليه يأخذون أول انطباع عنك وعن شخصيتك، وذلك طبعا قبل حتى أن يتحدثوا إليك. لا تسنى هذا أبدا.

هناك نقطة مهمة يجب أن تكون مدركا لها، وهي أننا أشخاص نقوم دائما وطول الوقت بالحكم على الأشخاص من حولنا، سواءً كان ذلك بوعي منا أو من دون وعي. جميعنا نأخذ أول انطباع ونظرة سريعة عن كل شخص نقابله، ونرسم له صورة معينة في ذهننا، قد تتغير هذه الصورة لاحقا بعد أن نتعرف عليه بشكل جيد، وقد لا تتغير، فكما يقال الإنطباع الأول يدوم طويلا.

وأنت تمشي في الطريق فإنك ترى العديد من الأشخاص المختلفين عن بعضهم البعض من حيث طريقة لباسهم وتسريحة شعرهم والإكسسورات التي يتزينون بها وغيرها من الأمور المتعلقة بالمظهر الخارجي (حتى طريقة الكلام ولغة الجسد)، عندها ستقوم بتصنيفهم والحكم عليهم بطريقة شبه أتوماتيكية داخل عقلك، وذلك طبعا بناءً على مظهرهم الخارجي ومعتقداتك وطريقة تفكيرك وكيف ترى أنت مظهرهم.

والآن تخيل معي المشهد التالي:

أثناء سيرك على الرصيف لاحظت شخصا آخر على الجانب الآخر من الطريق يرتدي بذلة رسمية أنيقة وحذاء يبدو أنه قام بتلميعه بعناية فائقة لدرجة أنه يمكنك أن ترى وجهك فيه. زيادة على ذلك له تسريحة شعر جذابة وعصرية يبدو أنها أخذت منه وقتا هي أيضا.

بالإضافة إلى ذلك فإنه يحمل في يده حقيبة مثل التي اعتدت رؤيتها عند الأشخاص الذين يعملون في وظائف مهمة ومناصب مرموقة. بدون أن ننسى الطريقة التي كان يمشي بها، والتي كانت تدل على ثقته القوية بنفسه.

في هذه الحالة ماذا سيكون رأيك حول هذا الشخص؟ كم سيكون تقييمك له؟ هل تعتقد بأن التعرف عليه قد يكون فكرة جيدة أم سيئة؟

إذا كنت مثل أغلبية الناس فإنك من المؤكد ستفكر بأن التعرف على هذا الشخص قد تكون فكرة جيدة، لأنك ستصنفه مثلما سيفعل باقي الأشخاص في خانة شخص مهم. ستفكر في هذا الشخص على أنه يتمتع بنسبة ذكاء عالية وبأن له مكانة محترمة في المجمتع، ستفكر أيضا بأنه يعمل في وظيفة مهمة ومرموقة…

ستفكر بجميع تلك الأفكار الإيجابية حول ذلك الشخص وأنت لم تتعرف عليه بعد، بل لم تتحدث إليه حتى. ستضع ذلك الشخص في مكانة قد لا تكون مكانته الحقيقية، فما الذي يدريك أنت بأن حقيبته الجميلة تلك لا تحتوي على سندويتشات قامت زوجته العزيزة بتحضيرها له لأنه لا يملك حتى الوقت للخروج من مكان عمله ليتناول وجبة خفيفة.

تخيل الآن لو شاهدت شخصا بسيطا جدا، يمشي بطريقة غريبة قليلا ولا يرتدي ملابس أنيقة جدا أو باهضة الثمن، تسريحة شعره عادية جدا. باختصار شديد هذا الشخص أقل جاذبية من الأول. ماذا سيكون انطباعك عن هذا الشخص؟ كيف سيكون تقييمك له؟

سيكون انطباعك طبيعيا وعاديا جدا أليس كذلك؟ ستقوم في هذه الحالة بتصنيفه في ذهنك على أنه شخص عادي جدا، ربما لا يستحق أن تتعب نفسك في محاولة التكلم معه، وقد لا ترى نفسك بأنك بحاجة إلى فرصة لتتعرف عليه ويتعرف عليك، فهو بعد كل شيء شخص يبدو عاديا ولا يبدو أنه يملك أي شيء قد يثير الإهتمام ويلفت الإنتباه.

صحيح أن المظهر العام لهذا الشخص قد يكون عاديا جدا، ولكن بخلاف مظهره البسيط أو العادي، فإنه قد يكون شخص يتمتع بمهارات عالية في مجال ما، قد يكون شخص لديه طريقة تفكير مثيرة للإهتمام، أو ربما يكون مهندسا معماريا مشهورا في المنطقة وهو من قام بعمل مخطط الحي الذي تسكن فيه.

حقيقة أهمية المظهر الخارجي

لعلك أدركت الآن حقيقة أهمية المظهر في حياتنا، ولعلك وجدت الأمثلة السابقة حقيقية ومطابقة للعديد من الحالات التي نتعرض لها في حياتنا، أين نعطي أهمية أكبر لشخص معين فقط لأن مظهره أفضل منا أو من الأشخاص من حولنا.

وأغلب الأشخاص من حولنا ستكون انطباعاتهم عن المثالين السابقين هي نفس ما تطرقنا إليه، باختصار، سوف يمنحون الشخص الذي له مظهر أفضل من الثاني الأفضلية في امكانية التعامل معه والتقرب إليه وغيرها من الأمور. هذه هي الحقيقة سواء اقتنعت أم لا، المظهر الخارجي الأنيق والجميل يمنحك نسبة ولو قليلة من الأفضلية في الحياة الإجتماعية، ويمنحك ثقة أكبر بنفسك.

المظهر الخارجي مهم جدا يا صديقي، لأنك وإن كنت شخصا فائق الذكاء وتتمتع بأخلاق رفيعة وتعمل في وظيفة يحلم الكثير من الأشخاص بالحصول عليها، ولكن لباسك سيء وهندامك غير مرتب، فإن الآخرين قد لن يرغبوا في التقرب منك أول الأمر، وبذلك فإن جميع تلك الصفات الجميلة فيك سوف تبقى مجهولة بالنسبة لهم.

وبالتالي اذا كنت ترغب في ترك انطباع جيد عن نفسك لدى الآخرين خاصة عند أولئك الذين لا يعرفونك عن قرب، إذن عليك أن تدرك أهمية المظهر الخارجي وتعمل على تطوير هذا الجانب من شخصيتك. لأن طريقة لباسك ولغة جسدك يمكنها أن تمثل حافزا قويا بالنسبة للآخرين ليقرروا تصنيفك ضمن الأشخاص المثيرين للإهتمام الذين يودون التعرف عليهم.

الاهتمام بالمظهر الخارجي يعد فنًا عليك تعلمه واتقانه، وذلك من خلال اهتمامك بطريقة لباسك ومشيتك وغيرها من الأشياء التي بعملك عليها بشكل كاف سوف تدل لاحقا على ثقتك بنفسك وعلى ذوقك وطريقة تفكيرك، كما أنك سوف تعطي للآخرين انطباعا بأنك شخص يهتم بنفسه وبالصورة التي يمنحها عن نفسه للآخرين، وهذا إن دل فإنه يدل على أنك شخص يتمتع بأخلاق وصفات وعادات ايجابية.

فهناك العديد من الأشخاص يتمتعون بشخصية رائعة وقدرات فريدة ومتنوعة وأخلاق رفيعة واهتمامات مثيرة للإهتمام، إلا أن اهمالهم لمظهرم الخارجي ولغة جسدهم يكون المانع الوحيد أمام الآخرين للتعرف عليهم واكتشاف باطنهم الجميل من شخصية وأخلاق وقدرات وغيرها من الصفات الجيدة والإيجابية فيهم.

حاول أن تسمح للآخرين باكتشاف أخلاقك ومهاراتك وقدراتك المتنوعة التي تتمتع بها بالإهتمام قليلا بمظهرك الخارجي، حاول ألا تهمل هذا الجانب المهم من شخصيتك.

هناك بعض الشركات والمؤسسات التي تطلب من عمالها وموظيفها أن يقوموا بارتداء بدلات رسمية فقط، هل تظن بأن هذه صدفة؟ طبعا ليست كذلك، كل ما في الأمر أن الموظف يجب أن يعطي انطباعا أول جيد وايجابي عن الشركة التي يعمل فيها أمام الزبائن والعملاء، فإذا كان الموظيف في هيئة سيئة فهذا ينعكس على صورة الشركة بشكل سلبي أيضا، والشركات الكبيرة تدرك جيدا أهمية الإنطباع الأول الجيد الذي يتركه المظهر الجميل للموظف لدى العميل، مع حسن الخدمة والإستقبال طبعا.

الإهتمام بالمظهر الخارجي ليس بتلك التكلفة التي تعتقد

الحصول على مظهر خارجي جيد، جميل ولائق لا يعني أبدا أنك مطالب بانفاق الكثير من المال في شراء أغلى الملابس الموحودة في السوق وأحسنها على الإطلاق. فثمن الملابس لم يكن يوما شرطا أساسيا للحصول على الأناقة وحسن المظهر.

ولكن ما يحدث الفارق فعلا هو ذوقك وحسن اختيارك للألوان وفي الطريقة التي تقوم بها بالتنسيق فيما بينها، بالإضافة إلى النظافة والحفاظ على ملابسك دائما في حالة جيدة.

في الأخير

حاول أن تعتني بمظهرك كما تهتم بباطنك وقيمك وقدراتك، فهما شيئان يكملان بعضهما البعض، فأول شيء يراه الآخرون قبل أن يتعرفوا عليك وقبل أن يعرفوا إن كنت ذكيا، لديك ثقافة جيدة  أو أنك موظف في شركة كبيرة هو مظهرك الخارجي، فارحص على أن يكون في المستوى المطلوب.

مقالات ذات صلة

‫10 تعليقات

  1. قرأت مواضيع كثيره وكلها مفيده بالنسبه لي شكرا علي مساعدتي ..ومزيد من التقدم والمواضبع الجيده شكرا جزيلا

  2. بصراحه المقال في قمة الرووووعه وانا معجب بشده بمحتواه لكن اريد بعض المساعده بختيار او تنسيق الألوان للملابس وهل يمكن ان اغير مظهري الخارجي بوقت قصير للأفظل

    1. خالد الفهد مرحبا
      أولا شكرا لتعليقك، بخصوص المساعدة في تنسيق الألوان سيكون قريبا جدا مواضيع عن الملابس وكيفية اختيارها والتنسيق بينها من خلال الألوان والأشكل وكافة النصائح المتعلقة بالستايل واللباس والأناقة، كل ما عليك هو تسجيل بريدك في القائمة البريدية وراح تتوصل فورا برسالة عندما يحين الوقت، وأنا متأكد أنك راح تستفيد كثيرا.
      شكرا مرة أخرى لإهتمامك وبالتوفيق :)

  3. جزاكم الله خيرا الموضوع ممتاز و في غاية الاهمية و لا ننسى انه في حديث عن رسو الله يقول ( إن الله جميل يحب الجمال يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ).

  4. شكرا على المقال الممتاز ولكن في بلاد مثل بلدي السودان نحن صعوبة في أن نرتدي البدلة بصورة دائمة وذلك لحرارة الطقس التي حتى ٤٨٪ ونستعيض عن ذلك بلبس الأقمصة والبنطال فهنا فرصة الهندام ضيقة بعد الشيئ.
    وشكرا

    1. مرحبا
      أتفهم ذلك طبعا، فلكل منطقة أو بلد خصائصه. كل ما عليك فعله هو ارتداء الملابس المناسبة وفقا للمتعارف عليه في منطقتك وبلدك، فإذا كان الشائع عندكم هو ارتداء القميص والبنطال فكل ما عليك فعله هو أن تختار أفضل ما عندك من هذا النوع من اللباس وتتؤكل على الله.
      أتمنى لك التوفيق :)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!