الفرق بين الأناقة والموضة
ملاحظة : في الأيام القليلة القادة ان شاء الله سوف نتطرق لجانب مهم جدا من جوانب تطوير الذات، جانب يجب على كل رجل حقيقي مهتم بتطوير نفسه وتغيير حياته إلى الأفضل أن يعطيه الإهتمام اللازم وأن يعمل على تطويره لديه.
وبالتالي وبناء على طلب أحد المتابعين في التطرق إلى هذا الموضوع ( تحية مني لك اذا كنت تقرأ الموضوع الآن، آسف على التأخير ولكن سوف تحصل على ما يرضيك ان شاء الله ) أكتب اليوم هذا المقال.
أعزائي متابعي مدونة عرب لايف ستايل أقدم لكم اليوم موضوع عن الأناقة التي تعد من بين العناصر المهمة جدا في مجال تطوير الذات، لما لها من دور في تقوية ثقتك بنفسك وتحسين الإنطباع الأول لك لدى الآخرين وبالتالي صورتك وشخصيتك لديهم.
بدون اطالة دعنا نبدأ في أول مقال تفصيلي عن الأناقة والموضة على موقعنا، عرب لايف ستايل.
إذا كنت من عشاق الملابس و الثياب الجملية والعصرية، ومتتبع لكل صغيرة وكبيرة في هذا المجال الشيق والرائع الذي لا يكف عن التغير من سنة إلى أخرى ومن فصل لآخر، فلعلك تكون قد لاحظت تردد كلمة أناقة وكملة موضة بكثرة من غير أن تعرف الفرق بين الكلمتين، ولأنك لم تجد مقالا يشرح الكلمتين والفرق بينهما في المواقع التي تزورها عادة فأنت تعتقد بأن الأناقة والموضة مصطلحين لمفهوم واحد وهو ملابس عصرية واطلالات جديدة يجب عليك مواكبتها.
لكن الحقيقة مغايرة تماما، لأن الفرق بين كلمة أناقة وموضة شاسع، والرجل الأنيق الذي يعتمد على مفاهيم الأناقة وليس الموضة أثناء اختياره لملابسه يختلف تماما عن الرجال الذي يتبع الموضة ويعتمد عليها بشكل أساسي في اختياراته، فإذ عرفت الفرق بين الأناقة والموضة وهذا ما سوف تتعلمه من خلال هذه التدوينة، سوف تصبح قادرا على معرفة من هو الرجل الأنيق ومن هو الرجل الذي يبتع الموضة. سيصبح الأمر لعبة أطفال بالنسبة لك.
إذن ما هو الفرق بين الأناقة والموضة ؟
قبل أن نبدأ في شرح الفرق بين الأناقة والموضة، دعنا أولا نلقي نظرة سريعة على المصطلحات ( لا داعي للقلق فلن يكون الأمر مملا كما هو الحال في دروس التاريخ والجغرافيا بالنسبة للبعض :) ).
سنبدأ بالموضة ونختم بالأناقة في ما يخص التعريف بالمصطلحات وخصائص كل واحدة، فهل أنت مستعد لوضع أول خطوة نحو عالم الأناقة والملابس كما لم تعرفه من قبل، لأن مهمتي اليوم هو أن أجعل منك رجلا أنيقا يختلف عن أي رجل آخر، وهذه التدوينة ماهي إلى تدوينة واحدة أولى سوف تتبعها تدوينات أخرى من سلسلة تدوينات لا تقل أهمية عنها.
دعنا نعود للأمر المهم الذي يجمعنا في هذه التدوينة. ماذا يقصد بالموضة ؟ أو ماذا تعني كلمة موضة إذا أردنا النظر إليها من جانب عملي أكثر في حياتنا ؟
الموضة ببساطة تعني أسلوب محدد في اختيار الملابس وارتدائها تتفق عليه جموع كبيرة من المجتمع على أنها طريقة عصرية وجديدة مقبولة في فترة زمنية محددة، يمكن لها أن تختفي بعدها لتسمح لأسلوب جديد في اقتناء الثياب وارتدائها بالظهور، ليتبعه الناس مرة أخرى وهكذا.
يقدر طول عمر الموضة بثلاث سنوات، بمعنى آخر، يظل نمط أو أسلوب اللباس شائعا ومقبولا بين الناس الذين يتبعون الموضة ويتبنونها لمدة ثلاث سنوات قبل أن تظهر موضة أخرى جديدة، وبالتالي يجب عليهم التخلي عن تلك التي مرت عليها ثلاث سنوات ليلحقوا بالموضة القادمة حديثا.
كما أن الموضة تختلف عن الأناقة (الستايل) بكونها متعلقة دائما بما هو خارج عنك وبعيد عن شخصيتك. اتباعك للموضة يجعلك رجلا ينظر إلى الخارج بحثا عن نفسه، في محاولات يائسة لإيجاد نفسه في الثياب المعروضة أمام فتارين المحلات ومراكز التسوق، وعلى شاشات التلفزيون والبرامج التلفزيونية.
إن الرجال الذي يتبعون الموضة غالبا ما يفقدون ذلك الجانب الجذاب الذي تمنحهم اياه الأناقة، لأنهم يفقدون أنفسهم في الوقت الذي يحاولون فيه مواكبة الموضة التي صارت سريعة جدا، هل مظهري جيد في نظر الآخرين ؟…هل أنا مواكب لآخر اتجاهات الموضة ؟ هل ما أرتديه مناسب ويتماشى مع الموضة الحالية ؟
وغيرها من الأسئلة التي لا تفيد أي رجل يرغب حقا في تحسين مظهره وطريقة لباسه. إذا كنت من بين الرجال الذين يسألون تلك الأسئلة في كل مرة يذهبون فيها للتسوق من أجل شراء ثياب جديدة فاعلم بأنك تقوم بالأمر بطريقة خاطئة، ولكن لا تقلق لأن مهمتي اليوم ( نعم، اليوم وخلال الأيام القليلة القادمة سوف أكون في مهمة خاصة :) ) هي مساعدتك على تحسين مهاراتك في شراء الملابس وتسهيل مهمة اختيار الأفضل بين ما تجده في مراكز التسوق والمتاجر.
من خلال المقالات التي سوف نقوم بكتابتها في مختلف جوانب عالم الأناقة والموضة ستصبح بعد فترة قادرا على فهم أسرار وخافايا عالم الملابس والثياب، وبالتالي سوف تصبح قادرا على فهم واستخدام المفاتيح المناسبة التي سوف تجعل منك رجلا أنيقا بامتياز.
من خصائص الموضة أيضا هو حب الظهور مهما كلف الأمر أو ما يسمى بحب لفت الأنظار بطريقة فاضحة وظاهرة جدا وهو ما يتنافى تماما مع أسلوب الأناقة.
فالرجل الذي يتبع أسلوب الموضة في ارتداء ملابسه واختيارها، يحاول أن يجعل قطعة ملابسه الجديدة مركز مظهره و أساس يبني عليه كامل طقم لباسه. أما الرجل الأنيق فيختلف الأمر بالنسبة له. ( سنتكلم عن ذلك لاحقا ).
والإختلاف بين الرجل الذي يتبع الموضة والرجل الأنيق هو اختلاف في العقلية وفي التفكير أيضا وليس فقط في المظهر، فبينما يكون تفكير الرجل الأول في اللحظة الراهنة وعلى فترة قصيرة، تفكير الرجل الأنيق يكون على المستوى البعيد في كل مرة يرغب فيها باقتناء ثياب جديدة ( سنتكلم عن هذه الطريقة في التفكير في تدوينات قادمة ).
وإذا تحدثنا عن العقلية والتفكير فيجب أن نذكر بأن أصحاب الموضة يعملون بالعقل الجمعي، لأن أصل الموضة أنها جماعية، فما أن تظهر موضة جديدة يجدون أنفسهم مجبرون على اتباعها، وهذا يجعل الرجل الذي يتبع الموضة رجلا مقيدا في لباسه واختياراته بعكس الرجل الأنيق.
كان هذا الجزء الأول الخاص بالموضة والآن نكمل التدوينة من خلال الجزء الثاني الذي سوف نتحدث فيه عن الأناقة.
الأناقة بعكس الموضة لا تصبح قديمة وغير صالحة بعد فترة زمنية معنية، لماذا ؟ هذا ما سوف نتكلم عنه في في ما سوف يأتي لاحقا.
الأناقة غالبا ما تبقى قائمة وصالحة لسنوات طويلة أكثر مما تبقى الموضة ( تستمر الموضة لثلاث سنوات تقريبا كما ذكرت سابقا ) وذلك لكونها تعتمد على أسلوب خاص وطريقة فريدة في التعامل مع موديلات الملابس والألوان وكل ما يتعلق بالثياب.
فالأناقة ترتكز بالأساس على شخصية الرجل وطريقته الخاصة في النظر إلى الأشياء من حوله والتعامل معها، فأناقة الرجل تستمد بالأساس من جمال شخصيته ورفاعة ذوقه وحسن تربيته، بعكس الموضة التي تجعل الرجل يركض وراءها من دون أن يسأل إن كانت تنسابه أم لا، غير مبال بميولاته وذوقه وشخصيته.
باختصار، الأناقة تنبع من داخل الرجل ومن شخصيته وثقافته، ولا تستمد من الخارج وما هو شائع كما هو الحال بالنسبة للموضة.
كما أن الرجل الأنيق لا يحاول أن يبني طاقم لباسه على قطعة واحدة تعد موضة خلال فترة زمنية محددة مثلما يفعل عشاق الموضة، وانما يعمل على تحقيق انسجام وتناسق طبيعي بين مختلف القطع التي تشكل الطاقم النهائي والذي يدوم لمدة طويلة من الزمن.
الرجل الأنيق كالرسام والفنان، يحاول دائما بناء لوحته على عناصر متعددة منسجمة ومكملة لبعضها البعض، وليس على عنصر واحد فقط.
إذا نتخلى عن الموضة ونتبنى الأناقة فقط ؟
هذا هو الأهم، هل حقا الموضة غير مهمة وفيها من السلبيات ما يدفعنا إلى التخلي عنها وتجاهلها تماما ؟ ألا يمكن التوفيق بين الموضة والأناقة من دون أن نقع في الأخطاء الشائعة التي يقع فيها أغلب الرجال ؟
بالنسبة للسؤال الأول فالإجابة هي لا، وبالنسبة للسؤال الثاني فالإجابة هي نعم، يمكن التوفيق بين الموضة والأناقة من دون الوقوع في أبرز أخطاء الأناقة التي يقع فيها أغلب الرجال. ولكن يجب أن تكون حذرا.
فلا داعي لأن أخبرك بأن موضة التيكتونيك التي سبق وأن عرفها العالم ليست خيارا جيدا أبدا، بل كانت موضة سلبية وغير أنيقة و غير مناسبة أبدا لرجل أو شاب مهتم بالصورة التي يعطيها للآخرين من حوله، والتي يجب أن تعطي رسالة جيدة عن أخلاقك وذوقك وثقافتك وشخصيتك. هذا مجرد مثال وقس على ذلك كل الموضات التي اختفت وكانت في الحقيقة موضات سخيفة وليس فيها أي اضافة للأناقة التي نسعى من أجلها.
كانت هذه بعض المعلومات التي لن تجدها في أي موقع آخر ووجدت بأنها معلومات ضرورية لكل رجل مهتم بالأناقة والموضة في نفس الوقت، حتى يحقق أكبر استفادة ممكنة أثناء رحلته نحو بناء ستايل خاص به مبني على أسس سليمة وصحيحة ( ومهمتنا مساعدتك على تحقيق ذلك ).
إلى هنا نصل إلى ختام هذه التدوينة والتي أعتربها قاعدة مهمة لكل شخص يطمح إلى تحسين صورته وتنمية مهارات الأناقة والموضة لديه.
يسرني قراءة تعليقك في الأسفل والإجابة على أسئلتك إذا كانت لديك أسئلة، كما يسعدني سماع رأيك واقتراحاتك، فلا تتردد في كتابة تعليق.
قبل أن أنسى، يمكنك الإنضمام إلى القائمة البريدية لتتوصل بآخر المواضيع التي سوف أنشرها قريبا والتي سوف تساعدك على أن تصبح رجلا أنيقا بامتياز بكل تأكيد.
نلتقي قريبا :)