الثقة بالنفس : هذا ما ينقصك فقط لتحقق ما تريده
لا يمكنني أن أتخيل نفسي أحقق النجاح الذي أريده، أعتقد أني لست جيدا بما فيه الكفاية وليس لدي المؤهلات لأحصل على ترقية كهذه، فأنا متأكد من أن هناك من هو أفضل مني.
إذا كنت تستعمل هذه العبارات في حياتك و في حديثك مع نفسك فاعلم بأن ثقتك بنفسك تحتاج منك العمل عليها، فمثل هذه الكلمات و العبارات لا توجد في قاموس الشخص الواثق من نفسه و قدراته.
يعتقد الكثير من الرجال و النساء بأن الثقة بالنفس أمرا خارجا عن ارادتهم لا يمكنهم التحكم به و أنها تأتي صدفة هكذا و بدون بذل مجهود يذكر، فإما أن تكون لديك منذ الطفولة و بمرور الوقت أولا تكون لديك أبدا، فليس هناك طريقة لكي تكتسبها إن لم تكن لديك في الأصل وهذا ما يجعلهم يهملون العمل عليها. و هنا تكمن المشكلة.
إن كل من تراهم واثقين و يظهرون ثقة بالنفس لا تقهر و لا تهتز ليس جميعهم ولدوا أو اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم بالصدفة أو بالفطرة رغم أن هناك نسبة منهم قد اكتسبتها بتلك الطريقة و لكن الأغلبية قد عملت بجد وبطرق مختلفة حتى حصلوا على تلك الثقة التي تراها الآن.
إن ترك أمر تقوية ثقتك بنفسك للوقت و الحظ أو أي شيء أخر لهو أكبر خطأ قد ترتكبه في حياتك، كأن تقول : ” أعلم أن ثقتي بنفسي ليست كبيرة و لكن ربما بمرور الوقت سوف أصبح أكثر ثقة.” و لكن ما الذي سيجعل ثقتك تصبح قوية ببلوغك سن الأربعين ؟ أخبرني من فضلك.
إن كنت تخاف من التحدث أمام مجموعة من الناس و أشخاص لا تعرفهم اليوم و لم تقم بأي شيء لكي تتخلص من هذا الخوف، فما الذي سيجعلك تتحدث بكل راحة و سهولة في الشهر المقبل أو السنة القادمة ؟
توقف عن خداع نفسك و اعمل على اكتساب ثقتك بنفسك بالطريقة الصحيحة، عوض أن تضيع حياتك و أنت تنتظر اليوم الذي سوف تسقط عليك الثقة من السماء.
الثقة بالنفس : ماهي ؟
الثقة بالنفس تعني الكثير، فهي أن تؤمن بقدراتك و أنك قادر على تحقيق ما تريده، أن تعرف و تشعر بنقاط القوة لديك، أن تكون راضيا و واثقا من مبادئك و وضعك لدرجة أن يلاحظ من حولك ذلك، فالواثقون بأنفسهم ينقلون ثقتهم لأي شيء من حولهم، يعرفون جيدا بأنهم إن أرادوا شيئا فهذا يعني بأنه يمكنهم الحصول عليه.
يربط الكثير من الأشخاص الثقة بالنفس بالمكانة الإجتماعية، المال، مدى تعلم الشخص و مهاراته و القدرات التي يمتلكها سواء كانت فطرية أو اكتسبها بالتعلم و التجربة و غيرها من الأمور الأخرى، فإن كنت تتمتع بمهارات ليست لدى الكثير من الناس فهذا سيساعدك بدون شك على تقوية ثقتك بنفسك، إلا أن هذه العوامل ليست بالضرورة لدى كل من يتمتع بثقة بالنفس.
إن الثقة المتعلقة بالمال و المكانة الإجتماعية هي ثقة قد تزول بزوال ذلك المال و تلك المكانة أما الثقة الحقيقية فهي الثقة بالقدرات و القناعة الشخصية لديك و رضاك عن نفسك و شخصيتك و ليس بما تملكه، فالثقة الأولى مبنية على أساس هش قد تزول بزوال ما تملكه و لكن الثقة الثانية فهي دائمة لأنها نابعة من شخصيتك و قيمك و قدراتك رغم أنها هي الأخرى لها ما يأثر عليها و لكنها تبقى الأفضل.
من ثقة بالنفس لا تقهر إلى ثقة بالنفس لا ترجع
في الحياة لا يمكن أن تبقى الأحوال على حالها لوقت طويل فسريعا ما تتغير الأحوال من حال إلى حال، و يتغير معها مزاجنا و ثقتنا بأنفسنا، فخلال يوم واحد يمكنك أن تعيش أحداثا جيدة تجعل معنوياتك و ثقتك في ذروتها و في نفس اليوم يمكنك أن تعيش أحداثا تجعل معنوياتك و ثقتك في الصفر.
تخرج صباحا من منزلك متوجها لعملك و أنت في حالة نفسية عادية ليس متحمسا للعمل و ليس لديك الرغبة في البقاء في منزلك ولكن فور وصولك للرواق الذي يوجد به مكتبك و قبل خطوتين من وصولك للباب يناديك أحدهم ليخبرك بأنه تم نقل مكتبك للطابق الثاني فقد تم ترقيتك و أن المدير يسأل عنك الآن.
ماذا سيكون شعورك هنا ؟ كيف سوف تكون معنوياتك ؟ و خاصة كيف ستكون ثقتك بنفسك ؟ بالطبع فرحة لا توصف و ثقة بالنفس كبيرة فأخيرا تم النظر لمجهوداتك و الإعتراف بكفائتك عن باقي زملائك.
اقرأ أيضا : الثقة بالنفس وقوة الشخصية…كل ما تحتاج معرفته
و لكن ماذا لو حدث العكس و لم تكن أنت من حصل على الترقية ؟ كيف ستكون معنوياتك و ثقتك بنفسك في هذه الحالة ؟ ستتابدر إلى ذهنك أفكار تزيد عليك الأمور سوءا و تبدأ الأفكار السلبية تتهاطل عليك و تخبرك بأنك فاشل و من حصل على الترقية أفضل منك و أنك لست في المستوى المطلوب و قد لا تنجح أبدا في الحصول على ترقية..و غيرها من الأفكار التي تسقط ثقتك بنفسك أرضا قد لا تنهض بعدها أبدا.
ولكن…
إن الشخص الواثق من نفسه و الذي يعرف قدراته جيدا لن يتأثر أبدا، فهو يعرف بأن التعثر و الفشل لن يزيده إلا قوة و خبرة يستند عليه في تطوير نفسه و في بناء ثقة بنفسه.
في التدوينة القادمة سنتطرق لأغلب النقاط التي يمكن أن تساعدك في تقوية ثقتك بنفسك و هذا لكي لا يبقى هناك أي عذر لأي واحد من قراء مدونة عرب لايف ستايل بخصوص نقص و تقوية الثقة بالنفس.
الواثق من نفسه لا يستستلم أبدا، أعطيت الترقية لشخص أخر ؟ ليست مشكلتك إن كان مديرك لا يجيد تقييم موظفيه، واصل عملك و ستكون الترقية القادمة من نصيبك، لم تكن من نصيبك ؟ حسنا قم بفتح شركتك الخاصة و اجعل الشركة التي كنت تعمل بها تسقط أمامك قوة شركتك (; . هناك دائما فرصة أخرى.
لا تنسى مشاركة الموضوع مع أصدقائك و الإشتراك بالقائمة البردية ليصلك كل جديد و لاتنسى تفعيل بريدك لإتمام الإشتراك.
نلتقي في التدوينة القادمة..:)
رائع جدا لكن فى مشكله ليه ما ينفعش انزل الكلام كوبى