أفكار سلبية عليك أن تتخلى عنها من أجل حياة أفضل وأكثر سعادة
مفهوم السعادة يصعب شرحه أو تحديده أعترف بذلك، فلكل شخص على هذه الأرض مفهومه الخاص عن ماهي السعادة، البعض يجد السعادة في حصوله على الكثير من المال، وهناك من يرى السعادة في حصوله على منصب معين في وظيفة معينة، وآخر يؤمن بأن السعادة تكمن في أمور أبسط من ذلك بكثير، فصحة جيدة وعلاقات قوية وايجابية مع العائلة والأصدقاء هي كل ما يحتاجه ليكون سعيدا.
رغم اختلاف معنى السعادة من شخص لآخر إلا أن الأسباب التي تحرم العديد من الأشخاص من الوصول إليها تبقى مشتركة بينهم، وفي أغلب الأحيان تكون أسباب تعاسة المرء نابعة من ظروف محيطة به أولا ثم من داخل نفسه ثانيا، بينما يكون العكس عندما يتعلق الأمر بسعادته، فتكون نابعة من داخله هو أولا ثم من الظروف المحيطة به ثانيا، فالسعادة منبعها من داخل نفسك والبحث عنها في الخارج مضيعة للوقت ويقود غالبا إلى نتائج عكسية وسلبية.
لا أعلم بالتحديد ماهو تعريفك للسعادة، ولا أعرف ما هو الشعور الذي يمكنك أن تصفه بأنه شعور بالسعادة والسرور والراحة، ولكنني متأكد من أمر واحد فقط، وهو أنك إذا حاولت القيام بما سوف أقوله في هذه التدوينة فأنا متأكد من كون التوتر والقلق والكآبة سوف تقل في حياتك بشكل كبير.
بعبارة أخرى، أنا متأكد بأن نسبة السعادة في حياتك سوف تزداد.
[quote]وإذا كانت السعادة هي الغاية التي يريدها كل إنسان .. فإن أحداً لا يعرف – بالضبط – ما تعنيه كلمة السعادة .. إنها مثل الصحة نحسها ولا نعرف ما هي، إنها مثل الكهرباء نعرفها ولا نراها، فالسعادة ليست برتقاله نقطفها ونقشرها ونأكلها بعد ذلك .. إنها مجموعة أشياء معاً. – أنيس منصور
[/quote]هذا ما قاله الكاتب أنيس منصور عن السعادة، فما هي إلا مجموعة من الأشياء مجتمعة معا، إذًا يمكن لأي شخص أن يكون سعيدا بدرجة معينة ما دام قادرا على القيام ببعض الأشياء البسيطة والإيجابية، وفي نفس الوقت التخلي عن بعض السلوكات الخاطئة وترك الأمور السلبية.
تذكر دائما بأن السعادة لا تعني القيام أو الحصول على شيء واحد كبير، وانما هي مجموعة من السلوكات والأشياء البسيطة والصغيرة تمنح باجتماعها معا شعورا بالسعادة والفرح.
إليك أهم الأفكار والسلوكات السلبية التي يجب عليك أن تتخلى عنها لتبدأ في عيش حياة أكثر سعادة وراحة :
الغيرة والحسد
تشعر ببعض الخيبة عند رؤية أصدقائك يحققون النجاح في الوقت الذي مازلت تنتظر فيه دورك، سوف تتساءل عندها ما الذي يؤخرك عن تحقيق النجاح بينما أصدقائك يتمتعون به، تطرح الأسئلة عن الفرق بينك وبينهم، لماذا هم وليس أنت، وعندها سوف تشتعل بداخلك الرغبة في أن تكون مثلهم وأن تصل إلى نفس ما وصلوا إليه، سوف تحاول اللحاق بهم بأسرع ما يمكن، وهذا خطأ.
إذا كنت من الأشخاص الذين يحسدون الآخرين وخاصة أولئك الذين يعتبرون ناجحين وتحاول دائما تتبعهم ليس من أجل التعلم منهم والإستفادة من خبرتهم والإقتداء بهم في الخير، ولكن من أجل تتبع أخطائهم وحسدهم على ما وصلوا إليه فأنت في مشكلة كبيرة سوف تؤثر على سعادتك من دون شك.
في كل مرة تجد فيها مشاعر الغيرة والحسد بدأت بالظهور تخلص منها بسرعة، وتوقف عن قول لماذا هو وليس أنا، لأن الإجابة على هذا السؤال بسيطة جدا، لأن وقتك لم يحن بعد. فقط واصل العمل وابقي تركيزك على أهدافك وعلى ما يخصك أنت، ولا تشتت ذهنك بما هو خارج عنك بتركيزك على أهداف الآخرين.
باختصار، اهتم بجعل حياتك أفضل بدل مشاهدة الآخرين يفعلون ذلك بحياتهم, واعلم جيدا بأن نجاح الآخرين لا يمنع نجاحك ولا يؤثر عليه أبدا.
العيش في الماضي
[quote]من يترك نفسه أسير الماضي يفقد المستقبل. – الحسين بن طلال[/quote]أن تسجن نفسك في ماض انقضى، يعد من أهم الأسباب التي تجعلك تسمع بالسعادة ولا تعشها، لأن لا فائدة ترجى من البقاء في الماضي مادام المستقبل أمامنا ويمكننا جعله أفضل.
اقرأ أيضا : كيف تتوقف عن العيش في الماضي وتبدأ التفكير في الحاضر
الماضي يجب أن يكون محطة للقفز لا مقبرة لأحلامنا وأهدافنا التي تنتظر منا السعي ورائها وتحقيقها، أو كما قال الكاتب محمد الرطيان : مهما تقدمت بالعمر، لا تجعل ذكريات الماضي تتفوق في احاديثك على احلام المستقبل.
تطلع إلى المستقبل، وكلك أمل بأنه سيكون أفضل.
التسويف…العدو اللدود
قراءة كتاب أو مقال يقدم حلولا لمشكلة تريد حلها، أو مشاهدة فديو تحفيزي يحثك على السعي والعمل من أجل أهدافك، تعد طريقة جيدة لتحفيز الذات وشحن الأمل وتقوية الإرادة على العمل، ولكن الأهم من ذلك كله يأتي بعد اللحظة التي تنهي فيها قراءة الكتاب أو مشاهدة الفديو…. الأمر كله يتعلق بما سوف تفعله بما قرأته وسمعته.
فإذا كنت من الأشخاص الناجحين الذين يعرفون قواعد النجاح والتفوق فإنك سوف تشرع في تطبيق ما قرأته وتحاول تجربة ما شاهدته في الدروس والفديوهات التي قدمت لك حلولا لمشكلتك التي استعصى عليك حلها.
أما إذا كنت من النوع الثاني فانك سوف تلجأ إلى الطريقة الثانية وهي تأجيل العمل بما تعلمته إلى الغد، وربما إلى الأسبوع القادم، ولما لا إلى السنة الجديدة آملا في أن تكون تلك هي انطلاقتك الحقيقية نحو التخلص من مشكلتك وتحقيق النجاح الذي تريده.
ولكنك تعلم وأعلم بأن ذلك غير صحيح، فأنت لن تقوم بالأمر لا اليوم ولا غدا ولا حتى السنة المقبلة، لأنك ببساطة شخص يعاني من مشكلة التسويف والمماطلة، وتلك مشكلة كبيرة.
اقرأ أيضا : تخلص من التسويف والمماطلة وابدأ بانجاز أعمالك الآن
التسويف لا يجعلك تتقدم أبدا. إذا لم تقم بالخطوة الأولى فإنك سوف تبقى في نفس المكان إلى غاية اللحظة التي تقرر فيها أن تتحرك، وما دمت قابعا مكانك لا تفعل شيئا، فمشاكلك لن تحل، وسوف تبقى دائما ذلك الشخص الخجول الذي لا يستطيع التكلم أمام الآخرين.
ستبقى دائما ذلك الطالب الذي يحصل على أدنى العلامات في الصف. ستظل دائما وأبدا ذلك الشخص المفرط في السمنة.
لكي تكون سعيدا، يجب أن تتخلص من العادات السلبية التي تؤثر على سعادتك، ولكي تتخلص منها يجب عليك أن تتحرك وتفعل شيئا حيالها، ولكي تتحرك يجب أن تتوقف عن التسويف.
إذا توقف عن التسويف.
الخوف من تحديد أهداف
من بين الأشياء التي تجعلنا نشعر بالسعادة والفرح والرضى عن أنفسها هي الأحلام التي نضعها كأهداف ثم ننجح في تحويلها إلى واقع نراه ونعيشه.
لا تخف من تحديد أهداف والعمل على تحقيقها، قد لا تنجح في الوصول إليها كلها، سوف تفشل في بعضها ولكن شرف المحاولة يكفي لمنحك شعورا بقيمة عملك وجهدك ما يدفعك إلى المحاولة مجددا، وسوف تنجح في بعضها الآخر وسوف تشعر بلذة الفوز والإنجاز، فتقوى ثقتك بنفسك وبقدراتك ما يمنحك شعورا بكونك قد أصبحت شخصا أفضل، وهذا كفيل بأن يجعلك أكثر سعادة.
اهمال العلاقات الإجتماعية الحقيقية
لا أتحدث هنا عن عدد أصدقائك على الفيس بوك ولا يهمني عدد الإعجابات التي تحصل عليها منشوراتك على وسائل التواصل الإجتماعي، ما أتحدث عنه هنا هو علاقاتك الإجتماعية في الحياة الحقيقية، عن الأسرة والأصدقاء الذين يعيشون معك في الواقع وليس أولئك الذين من المفترض أنهم أصدقاؤك.
اقرأ أيضا : كيف تصبح شخصا ناجحا في علاقتك مع الآخرين ( الدليل الشامل لعلاقات اجتماعية ناجحة )
علاقات اجتماعية قوية وايجابية من أهم الأمور التي لا تكتمل سعادتنا وراحتنا إلا بها، فالأشخاص من حولنا لهم تأثير كبير على نمط حياتنا وشخصيتنا، فإذا أحطت نفسك بأشخاص ايجابيين يحبونك ويحترمونك وأنت كذلك تقدرهم وتحترمهم، أشخاص يمكنك الإعتماد عليهم ويمكنهم الإعتماد عليك، سوف تتجنب الكثير من الضغوطات وتقلل من حدة القلق والتوتر الذي يمكنه أن يصيبك.
الخوف من نظرات الآخرين
خوفك الشديد مما يعقتده الآخرون من حولك عنك قد يكون سببا في عدم شعورك بالسعادة، لأنك في كل مرة تحاول فيها القيام بشيء معين تجد نفسك تفكر في ما سوف يقوله الآخرون عنك، تفكر هل سوف تكون جيد كفاية كي لا ينتقدوك، ترى أنظارهم متجهة نحوك عندما ترغب في القاء كلمة على الجمهور، تتردد كثيرا قبل اتخاذ أي قرار يخصك لأنك تخاف مما سوف يقولونه…
اقرأ أيضا : كيف تتخلص من الخوف من نظرات الآخرين
تعلم كيف تتعامل مع الخوف من الآخرين ونظراتهم بطريقة يمكنك من خلالها العمل على أهدافك وتطوير نفسك وتحسين حياتك، حدد أهدافك، قدر الأمور واحسب المخاطر وابدأ العمل على ما تريد تحقيقه.
تريد انقاص وزنك ؟ افعل.
تمت دعوتك لإلقاء كلمة أمام جمهور من الناس ؟ لا تخف، فقط اذهب وافعلها.
لديك فكرة مشروع ترى نفسك قادرا على تحقيقها ؟ حاول وجرب ولا تيأس.
تعوّل كثيرا على الآخرين
بعض الأشخاص يبالغون في الإعتماد على الآخرين، فينتظرون المساعدة منهم في كل شيء يخص حياتهم، حتى في صغائر الأمور، ما يؤدي بهم إلى التواكل واللامبالاة وينسون بأن ادارة حياتهم وتسييرها يقع على عاتقهم بالدرجة الأولى، فإذا مد الآخرون لهم يد العون فهذا خير، وإن لم يفعلوا فلا شيء يجبرهم على ذلك.
إذا كنت بجاحة للتغيير فانهض وقم به بنفسك ولا تنتظر من شخص آخر أن يقوم به بدلا عنك، لأن في الكثير من الأوقات أولوياتك لا تلتقي مع أولويات أشخاص آخرين، ولهذا فإن سعادتك وحياتك هي مسؤوليتك فلا تنتظر من الآخرين ما لن يفعلوه من أجلك.
اقرأ أيضا : السبيل الوحيد لتحقق تقدما مهما في حياتك هو أن…
احذر من فهم هذه النقطة بشكل خطائ، فأنا لا أدعوك إلى إساءة الظن بالآخرين أو الإبتعاد عنهم، لا أبدا، تذكر ما جاء في الأعلى عن أهمية العلاقات الإجتماعية، ولكن ما أريده منك هو أن تعتمد على نفسك أولا وتبذل جهدك ثم تلجأ إلى الآخرين بعد ذلك، فإذا قدموا لك العون فهذا رائع، وإن تعذر عليهم ذلك لسبب من الأسباب، فالأمر لن يؤثر عليك.
الأخرون ليسوا المارد السحري حتى يحققوا لك أمنياتك من دون أن تبذل جهدا.
البحث عن الكمال
الوصول إلى الكمال لم ولن يكون ممكنا أبدا، فإذا كنت تعتقد بأن السعادة تكمن في وصولك لشيء كامل، فأنت مخطئ.
عليك أن تدرك بأنك انسان ولك قدرات محدودة مهما كانت، فلا تكلف نفسك ما لا تطيقه، فلا داعي للبحث عن تحقيق العديد من الأهدافك العظيمة أو الخيالية التي رسمتها، احلم وخطط ولكن ابقى واقعيا.
لا ترسم صورة عن نفسك الخالية من العيوب والنقائص، ولا تدع خيالك الواسع يبعدك عن حقيقة أنك بشر محدود في الوقت والجهد وكذلك في القدرات.
اعمل على تطوير نفسك باستمرار، ولكن تذكر بأن وصولك للكمال غير ممكن. وعندما تدرك بأن الكمال غير موجود فإنك سوف تبقى دائما في حالة تعلم وتطور، وتلك هي السعادة.
تخيل أنك وضعت هدفا معينا وحققته، إذا كان للكمال وجود، فأنت قد وصلت للكمال في ما يتعلق بهدفك، والآن ؟ ماذا بعد وصولك إلى هدفك ؟ ما الذي ستفعله ؟ هل هذه هي النهاية ؟
اقرأ أيضا : أقوى 77 نصيحة سوف تحتاجها من دون شك في حياتك
السعادة تكمن في العمل والسعي دائما نحو الأفضل وليس نحو الكمال.
في الأخير اعلم بأنك إذا لم تكن سعيدا بأمور تنبع من داخل نفسك فلن تكون سعيدا بأمور خارجة عنك، فحاول أن تكون سعيدا من الداخل أولا حتى يسهل عليك أن تسعد بأمور من الخارج.
وتذكر أيضا بأن تقلب الأحوال من سنن الحياة، فيوم سعيد وآخر أقل سعادة وهكذا، ولكن الأهم هو أن تتغلب على الصعوبات التي تحاول احباطك وأن تسرق منك فرحتك، كن متفائلا وصبورا، فكل شيء حتما سيمر.
لا تنسى كتابة تعليق ومشاركة التدوينة، وكذلك متبابعة صفحة الموقع على الفيس بوك.
نلتقي قريبا إن شاء لله.
إلى ذلك الحين لا تنسى أن تبقى سعيدا (;
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلام راقي وطرح جيد .
ما أعجبني في هذا المقال الواقعية، والبعد عن كثير من التقنيات والخزعبلات التي يطرحها كثير من الكتاب في مجال تطوير الذات .
حبذا لو يكون مع هذا التخفيز : التأكيد على الجانب الروحي وتقوية صلة العبد بربه ،، خصوصا عنما نتحدث عن السعادة
وقل ذلك أيضا عندما نتحدث عن قدرة الشخص في تطوير ذاته نأكد قدرة الله عز وجل وأنه لا حول ولا قوة إلا به …..وهكذا ،
استمر بارك الله فيك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا لك أبو خالد، كنت ومازلت دائما حريص على تقديم ما هو واقعي وليس مجرد كلام جميل ومنمق يمس مشاعر القارئ، وأقول دائما بأن من يبحث عن الأسرار السريعة أو المبالغ فيها للوصول إلى أهدافه أو تطوير ذاته في سبعة أيام فمكانه ليس هنا، لأن الطرق السحرية لا مكان لها هنا في مدونة عرب لايف ستايل.
بخصوص تقوية الصلة بالله فأنا أرى بأنها اساس كل شيء في الخياة، وأنصح كل شخص لديه أهداف يسعى من أجلها أن يجعل نيته حسنة وينوي الخير قبل الشروع في العمل وأن يجتهد في جعل أعماله كلها تقربه إلى الله تعالى وليس العكس.
بخصوص النقطة الثانية فلا شك في ذلك فكل نجاحاتنا وتوفيقنا ماهو إلا توفيق من الله سبحانه وتعالى أولا وسعي منا ثانيا.
جزاك الله كل خير أخي أبو خالد ووفقك لما يحبه ويرضاه.
أسعدني تعليقك
شكرا لك
العفو علي :)